تعتبر العديد من الوظائف والمهن، من أصعب الأعمال التي يقوم بها الأشخاص، بحيث تستلزم مجهودات بدنية أكثر من غيرها، خصوصا إذا تزامنت مع قدوم شهر رمضان المبارك الذي بدوره تزامن مع فصل الصيف، ما قد يؤثر سلبا على هؤلاء العمال وهو الامر ذاته الذي سيعيشه البناؤون في مثل هذه الأيام خاصة وأن شهر رمضان لهذه السنة يعد من أحر الشهور مقارنة بالسنوات الماضية وأمام تساؤل الكثير منا عن كيفية العمل في رمضان تقربت السياسي من العديد من البنائين لمعرفة كيف يقضي هذا الأخير يومياته في هذا الشهر المعظم. بناؤون يؤكدون صعوبة العمل في شهر الصيام من أجل معرفة آراء عمال البناء بخصوص الصعوبات التي يعيشونها خلال شهر رمضان المبارك، قمنا بجولة استطلاعية مع البعض منهم ليروي لنا بذلك مصطفى 38 سنة بناء مدى مشقة هذا العمل في مثل هذا الشهر خاصة وأنها تتزامن وأيام الحر في شهر رمضان اقضي يومياتي أواجه صعوبات كثيرة، أنا أعيش بمفردي ولا أملك إلا أختي الوحيدة ويتوجب علي الإفطار عندها، فاذهب إلى بيتها من بلدية الحراش إلى بلدية باب الوادي وهذا شيء متعب للغاية ويوترني إلى جانب الصيام ومشقة العمل وحرارة الصيف، حقا انه أمر صعب وشاق ومن جهته يضيف إسماعيل 29 سنة أنا من ولاية البويرة وعائلتي محتاجة ولم أجد عملا إلا بالعاصمة، وأتحمل الكثير هنا من الصعوبات التي تواجهني في كراء غرفة ومستلزمات الأكل والشرب وغيرها وأتحمل مصاريف عائلتي إذ لا يملكون أي دخل غير المال الذي أرسلهم لهم، وتسوء معاناتي في شهر رمضان المبارك، إذ لا يستطيع احد تصورها، فبفضل صديقي من العاصمة وعائلته افطر معهم في شهر رمضان وأحيانا يصرون على أن أبيت معهم، صراحة نحن نتحمل الكثير من التعب والإرهاق في فصل الحر وشهر الصيام وفي ذات السياق يفيد هشام 26 سنة عمال البناء يعيشون معاناة حقيقة و تعب بكل معنى الكلمة، وهذا دون الحديث عن حالة العطش التي نعيشها سواء في رمضان أو غيره، ونعمل في الحر وخاصة في الظهيرة، إذ أحيانا أفكر في التوقف عن العمل لولا أني بحاجة ماسة إليه ، أما مروان 30 سنة مجرد التفكير باني اعمل بناء في شهر الصيام و فصل الحر اشعر بالتعب والإرهاق فنحن نمر بأوقات صعبة تتمثل في العطش والتعب الجسدي والحر ونبذل مجهودات أكثر من غيرنا، إلى جانب أمور مزعجة أخرى تزيد من صعوبة هذه الأيام مثل حركة المرور إذ الله وحده الذي يعلم الحالة السيئة للنقل العمومي، وما يترتب عنه كالاكتضاض إذ لا نجد مكانا إلا بصعوبة وأيضا عرقلة حركة المرور وغيرها ويوضح صابر 28 سنة قائلا رغم حبنا وفرحنا بقدوم شهر رمضان المبارك إلا أن تزامنه مع فصل الصيف وطبيعة عملنا كبنائين، يجعلنا نشعر بالصيام وتعب العمل وحر الجو وغيرها من المتاعب الصحية والجسدية لنا، وأنا اشعر بتعب نفسي أكثر منه صحي بسبب هذه الطروف، إذ أرهق كثيرا ولا أجد حلا أو حتى وظيفة أخرى، نحن مرغمون على التحمل ومواصلة العمل رغم كل الصعوبات ، ومن جهة أخرى يؤكد عبد الله شهر رمضان المبارك هو شهر عبادة و بناء النفس، رغم ما يمر بنا من صعوبات ومشقات حقيقية نواجهها من خلال الحر ومتاعب الصيام والعطش، إلا أن العناية الإلهية تشمل الجميع، وعسى أن يخفف هذا التعب والجهد من ذنوبنا ويتقبله الله عز وجل منا وفي نفس السياق يضيف عبد الرحيم 31 سنة في شهر رمضان المبارك ورغم ما يحل بنا من أتعاب ومجهودات مضاعفة وشاقة عكس باقي أيام السنة، وتزامنا مع فصل الصيف وحرارته وصيامنا وعملنا، إلا أنه لن يغير من إرادتنا في العمل فنحن مجبرون على ذلك، وهي فترة وستمر، ورغم تعبنا فنحن لم نقصر في العبادة وصلاتنا منها التراويح، فضروري أن لا نجعل تعبنا ينقص من عزيمتنا في صيام وقيام رمضان إيمانا و احتسابا وكسب رضا الله عز وجل، والمحافظة على الواجبات الدينية أهم شيء . العمل بالتناوب هو الحل وفي خضم هذه المشاكل والمتاعب التي يواجهها هؤلاء العمال طيلة هذا الشهر الفضيل اجمع العديد منهم على ان التناوب هو الحل الوحيد لتجاوز تلك الضغوطات والهروب من لفحات الشمس المحرقة وهو الشيء ذاته الذي أعرب عنه سمير 39 سنة قائلا مع الأتعاب ومشاق العمل التي تواجهنا في مهنة البناء خاصة في شهر رمضان المبارك المتزامن مع فصل الصيف، نضطر للعمل بالتناوب، فهناك فريق يعمل لمدة أسبوع في الفترة الصباحية من السابعة صباحا إلى الساعة الثالثة مساء، وفريق آخر يعمل لمدة أسبوع في الليل من العاشرة ليلا إلى الخامسة صباحا، ثم نغير الفريقين ليعمل في الليل من عمل في الصباح والعكس صحيح على مدار الشهر المبارك، وهذا يساعدنا قليلا في مواجهة متاعب وعقبات هذا العمل وفي نفس السياق يؤكد رضوان 30 سنة عملنا جد شاق ويستلزم الكثير من المجهودات ولكن لا يوجد إلى حل وحيد وهو العمل بالتناوب إذ من شانه التخفيف عنا أتعاب العمل وتعويض القليل من الراحة لمزاولة باقي الأعمال .