في الخامس والعشرين من جوان عام 1982 ، استضاف ملعب (المولينون) بمدينة خيخون الإسبانية واحدة من أسوأ المباريات سمعة في تاريخ كرة القدم، تلك التي فاز فيها المنتخب الألماني على نظيره النمساوي بهدف نظيف، في ختام لقاءات الدور الأول للمجموعة الثانية من مونديال إسبانيا. أطلق على تلك المواجهة مباراة العار ، والسبب أن فوز المنتخب الألماني بفارق هدف أو اثنين كان سيمنح الفريقين بطاقة التأهل عن المجموعة الثانية للبطولة، أما أي نتيجة أخرى فكانت ستأهل أحدهما برفقة المنتخب الوطني ، الذي كان يترقب النتيجة وهو يملك نفس رصيد النمسا ويتقدمان على ألمانيا بنقطتين (وقتها كان الفائز يحصد نقطتين وليس ثلاثة كما هو الحال الآن) بعد فوزه قبلها بيوم في أوبييدو على تشيلي 3-2. خرجت الجزائر من البطولة وبدت المؤامرة واضحة للعيان، وهو ما دفع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) منذ ذلك الحين إلى إقامة مباراتي الجولة الأخيرة في نفس التوقيت للحيلولة دون وقوع تلاعب جديد في المستقبل، لكن الغصة ظلت في حلق (الخضر) الذين شاهدوا حلمهم في بلوغ الدور الثاني بمشاركتهم المونديالية الأولى يتداعى بصورة ظالمة. وفازت الجزائر على ألمانيا في المباراتين اللتين جمعتا المنتخبين حتى الآن ، لكن مواجهة اليوم نوع آخر. و ستكون مباراة ملعب (بيرا ريو) في بورتو أليجري بين اثنين من أعلى مدربي البطولة خططيا ، البوسني وحيد خليلودزيتش مدرب الجزائر ، والألماني يواخيم لوف ، فيما ستتحول المواجهة في الملعب إلى صراع بين فريقين لا يتعبان يقود أحدهما سفيان فيجولي وإسلام سليماني (هداف الأفناك بهدفين) ورفيق حليش والحارس رايس مبولحي، والآخر توماس مولر (هداف المانشافت بأربعة أهداف) وفيليب لام وميروسلاف كلوزه الساعي للانفراد بلقب الهداف الأول لبطولات كأس العالم.ويعرف لوف ما ينتظره حيث يؤكد إذا كان هناك من يصدق أو يعتقد -وأعتقد أن ذلك شعور عام بين الجماهير- أن الجزائر خصم سهل وأنه يمكننا البدء من الآن في التفكير بالمنافس التالي، فهو إذن يرتكب خطأ فادحا .