يعتبر البرقوق أو ما يعرف محليا ب العينة منتجا فلاحيا أخذ صيته بولاية الجلفة وأصبح يرقى بجذب اهتمام الفلاحين بهذا النوع من الفواكه، الذي أضحى كذلك مصدرا للصناعة التحويلية الغذائية ورهانا وتحدّيا كبيرا تحقّق على أرض الواقع، بفضل إرادة الفلاحين وجهودهم في الميدان. ويتجلى رهان الفلاحين في تطوير إنتاج البرقوق وجعله رافدا في الصناعة التحويلية الغذائية في الخطوة الأولى التي سار على دربها المستثمرون من خلال تطوير هذه الغراسة بتجارب ناجعة إلى أن تطورت و أصبحت في مساحات فلاحية شاسعة تتواجد على مستوى المنطقة الفلاحية لبلدية بنهار، 110 كلم شمال الجلفة. وحسب دريوش، وهو منتج للبرقوق بمنطقة بنهار والذي يعتبر نموذجا ناجحا رفقة إخوته في مجال غراسة الأشجار المثمرة وبخاصة البرقوق ، فإن خوض مجال غراسة هذا النوع من الفاكهة لم يكن بالأمر السهل بقدر ما كانت عبارة عن غمار طويلة تجسّدت، بفضل الإرادة والعزيمة والجهود الشخصية وعملية الاستصلاح المتواصلة للأرض الفلاحية. وأضاف دريوش بأنه ومع بلوغ إنتاجية معتبرة فيما يخص البرقوق ، تم تحيين فكرة تجسيد مشروع تجفيف البرقوق التي لم تأتي من فراغ مشيرا إلى امتلاك الخبرة منذ ما يزيد عن 20 سنة حيث كان العمل بها في وقت مضى بالشمال بتجهيزات تم اقتناؤها من فرنسا من أجل إنتاج البرقوق المجفف محليا نظرا للطلب عليه وعدم استيراده وقتها. وبعد إنشاء مزارع ببلدية بنهار وتكثيف إنتاجية البرقوق والمساهمة الكبيرة في الإنتاج الوطني بالنسبة ل البرقوق المجفف، أكد المنتج على وجود مشاكل قد تعيق مستقبلا نجاح هذه الشعبة لاسيما في ظل المضاربة في الأسعار ووجود احتكار للإنتاج. وأشار إلى أن سعر هذه الفاكهة لا يتجاوز عند طرحها للبيع 200 إلى 220 دج أقل مما هو عليه سعر ذلك المستورد، علما أن تكاليف إنتاج هذا النوع من الفواكه أكبر بما عليه في الخارج دون نسيان أكبر مشكلة والمتعلقة بنقص اليد العاملة التي أصبحت هاجسا آخر يؤرق الفلاحين. ومن أجل استمرارية هذا النشاط، ألح درويش على ضرورة مراقبة الاستيراد والأسواق وخلق فضاءات تجارية كبرى للمنتجات الغذائية في كل المناطق. جدير بالذكر تقضي التقنيات المستعملة في التجفيف تقليص منتوج البرقوق الطازج إلى 20 حتى 25 بالمائة حتى يتم الحصول على برقوق مجفف أي من خلال القضاء على 70 إلى 80 بالمائة من كميات المياه التي يكتنزها. وتفيد المعلومات المستقاة من مديرية المصالح الفلاحية أن المساحة الفلاحية المغروسة بالأشجار المثمرة صنف البرقوق تتربع على مساحة 198 هكتار تتواجد أغلبها بدائرة البيرين. وقد بلغ منتوج البرقوق للموسم الفارط زهاء ال22.700 قنطار تم توجيه 2.400 قنطار لعملية التجفيف، فيما يتوقع لهذا الموسم الذي انطلقت عملية جنيه خلال الأيام الفارطة وتتواصل حتى شهر أوت تحقيق إنتاج ما يفوق عن ال16.400 قنطار.