لا تزال معاناة سكان قرية الشريف يوسف، الواقعة ببلدية الأربعاء، متواصلة نتيجة النقص الفادح للتنمية المحلية خاصة فيما يتعلق بوضعية الطرقات التي أرجعت المنطقة وكأنها قرية نائية، نظرا للحفر المنتشرة والأتربة المتطايرة، ناهيكم عن انعدام وسائل النقل التي تربطهم بوسط المدينة ما فرض عزلة حقيقية على المكان. التنقل الى قرية الشريف يوسف بالأربعاء يستلزم جهدا ومشقة كبيرين بسبب الغياب التام لوسائل النقل ما يستغرق ساعات عديدة، حيث لا توجد اي طرقات معبدة سواء الرئيسية او الفرعية، وهو ما عزل المنطقة عن الاحياء الاخرى او مقر البلدية، حيث أكد أحد السكان ان العمال والطلبة يدفعون ثمن اللامبالاة التي ينتهجها المسؤولون المحليون الذين أغمضوا اعينهم عن انشغالات المواطنين، الذين اشاروا إلى ان الموظفين يواجهون عناء التنقل في رحلة شاقة سيرا الأقدام من اجل الوصول إلى أقرب موقف للحافلات الذي يبعد بحوالي 01 كلم عن القرية، وهو الموقف الذي تمر به حافلات النقل نادرا، بسبب عزوف الناقلين عن المرور بالمنطقة التي يعتبرونها نائية وخالية ما يجعلهم يتخذون طرقا أخرى مختصرين بذلك المسافة. وفي سياق متصل، أكد السكان أن مشاكلهم لا تنتهي عند هذا الحد، اين تغيب عنهم الأسواق والمحلات التجارية، ناهيك عن عدم ربط القرية بشبكات الغاز الطبيعي، وانعدام قنوات الصرف الصحي التي تشهد وضعية كارثية، حيث أن أغلبها مسدودة بسبب عدم تنقيتها وتوقف أشغال التهيئة التي لم تستكمل من طرف مصالح البلدية ما يجعل الكثير من العائلات تتخلص من الصرف الصحي بطريقة عشوائية وتقليدية، حيث يصب بين البنايات السكنية، مسبّبا نزاعات وشجارات دائمة بين الجيران، الأمر الذي بات هاجس المواطنين، الذين أرقتهم الروائح الكريهة وانتشار البعوض الكثيف، وما زاد الوضع سوءا هو غياب مكان مخصص لرمي النفايات المنزلية، ما زاد من تخوف الاهالي من انتشار الامراض بسبب الوضع البيئي المتردي. وفي سياق متصل، أضاف المتحدثون انه رغم ان القرية قد عرفت توسعا عمرانيا كبيرا الا ان ذلك لم يرفقه زيادة في إنجاز المدارس التي باتت لا تلبي حاجة التلاميذ الذين ارتفع عددهم مقارنة بالسنوات الماضية، أما الثانويات والمتوسطات، فهي منعدمة حيث يضطر طلبتها إلى التنقل إلى وسط المدينة للالتحاق بمقاعد الدراسة هذا الوضع الذي أجبر الكثير منهم إلى التخلي عن مقاعد الدراسة في وقت مبكّر نتيجة البُعد، ما جعل سكان القرية يناشدون السلطات المحلية للإلتفات لمطالبهم ودفع عجلة التنمية، كما طالبت بعض العائلات السلطات بضرورة التدخل السريع نتيجة افتقار سكناتهم لرخص البناء وعقود الملكية مما يضمن لهم حق التصرف فيها، مشيرين إلى أن بعض المباني مبنية على مستوى أراض فلاحية وهي ملك للدولة ما يجعل تسوية ملفات الملكية ضرورة حتمية في أقرب الآجال. المير يؤكد أن تسوية عقود الملكية خارج نطاقه ولمعرفة رد السلطات المحلية حول هذه الانشغالات، اتصلت السياسي برئيس بلدية الاربعاء، محمد علوات، الذي نفى الانشغالات المذكورة خاصة وأن مصالح البلدية قد قامت بتعميم الغاز والمياه الشروب وكذا قنوات الصرف الصحي، وفيما يتعلق بنقص المؤسسات التربوية على غرار الثانويات والمتوسطات، فقد أرجع الأمر الى وزارة التربية فيما تتكفل البلدية بالابتدائتين المتواجدتين على مستوى المنطقة، كما أشار إلى أن مشكلة تسوية ملفات عقود الملكية خارج نطاق البلدية.