إسهام كبير في توسيع قاعدة الممارسة الرياضية وتعزيز للنخبة الوطنية شهدت الرياضة العسكرية خلال السنوات القليلة الماضية تطوراً ملحوظاً سواء من حيث اتساع رقعة انتشارها في أوساط المقاتلين من أبناء القوات المسلحة في الوحدات القتالية والإدارية والتعليمية أو من حيث تنوع ألعابها وأنشطتها الرياضية الفردية منها أو الجماعية، العسكرية منها أو المدنية والتي رافقها التوسع في بناء وإنشاء المرافق الرياضية المختلفة بدءا من الملاعب الرياضية مرورا بالصالات المغلقة المجهزة بالمستلزمات الرياضية هذا بالإضافة إلى افتتاح عدد من الفروع التابعة لدائرة الرياضة العسكرية في مختلف المناطق والمحاور العسكرية والتي أسهمت جميعها في إيجاد قاعدة رياضية نشطة في جميع الوحدات العسكرية وحققت من خلالها العديد من النجاحات والانجازات الرياضية العسكرية المشهودة سواء على صعيد تنظيم وإقامة البطولات والمسابقات الرياضية العسكرية المتنوعة أو على صعيد إعداد الخطط و البرامج التدريبية الرياضية والعسكرية على مستوى الوحدات العسكرية أو الفرق الرياضية والتي كان لها حضور مميز في كافة الفعاليات والمنافسات الرياضية العسكرية المحلية منها والخارجية. الرياضة في الجيش، كانت وستبقى، تجسيدا للرياضة التي نتمناها في الوطن، بحيث تعتبر اللياقة البدنية، الركن الأساس والهام في خطط التدريب والتأهيل لقواتنا المسلحة، وذلك لبناء قوة عسكرية، تعتمد على القوة البدنية لمقاتليها. ولن يتأتى ذلك، إلا بإخضاع المقاتلين، لسلسلة، من التمارين الرياضية اللياقة، في وحداتهم الفرعية، ناهيكم عن المحاور والمناطق الرئيسة. ولهذا الغرض، تقوم دائرة الرياضة العسكرية، ومقرها العام في العاصمة الجزائر، وعبر مختلف فروعها، في المناطق والمحاور العسكرية، في شتى الولايات بإعداد خطة وبرنامج عام، تستوعبهما كافة الفروع، وتقوم بتطبيقها عمليا، على شكل دوري، ومسابقات رياضية، لإنعاش جانب اللياقة العام للمقاتل الجزائري. وبالعودة إلى جملة المناشط والفعاليات التي تتبناها المصلحة المركزية للرياضة العسكرية، نجد من الإنصاف القول أن ما قامت به وخلال الخمس السنوات الأخيرة يوازي من حيث كثافة وكم النشاط وتعدد أنواع المناشط الرياضية تلك التي تمت خلال العشر السنوات السابقة. وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على اهتمام قيادتنا السياسية والعسكرية العليا. وما الاهتمام الخاص الذي توليه القيادة السياسية بضرورة رفع اللياقة القتالية والتدريبية لمنتسبي هذه القوات إلا دليل يقطع الشك باليقين أن هناك هما لدى قيادتنا لمزيد من تعزيز القدرات التأهيلية والتدريبية لكافة صنوف قواتنا المسلحة. والرياضة العسكرية هي دون شك حجر الزاوية والمرتكز الهام والحيوي لترجمة تطلعات القيادة إلى برامج عمل ميدانية تعزز من روح الولاء والانتماء لهذه المؤسسة الوطنية الدفاعية الهامة ولبناء قوات تعتمد على القوة اللياقية والبدنية لمقاتليها. الرياضة العسكرية تعود بقوة للواجهة وقد جاء تأهل المنتخب الوطني العسكري الكروي للمونديال وافتكاكه بامتياز للمركز الثاني في منافسة كأس أمم إفريقيا بالعاصمة الأوغندية كامبالا في السنتين الأخيرتين وحصد منتخب الملاكمة للفئة ذاتها ميداليتين برونزيتين ثمينتين خلال البطولة العالمية ال 52 التي انتظمت بالعاصمة الأذرية باكو، وكذا نيل زملائهم من منتخب الجيدو للمركز الثاني في الدورة الدولية الودية بشرم الشيخ المصرية التي شارك فيها 15 بلدا، كما توج الفريق العسكري الجزائري للعدو الريفي باللقب العالمي حسب الفرق في العدو القصير خلال البطولة العالمية العسكرية 54 للمجلس الدولي للرياضة العسكرية التي جرت في شهر مارس الفارط بأوستند (بلجيكا)، وكان التتويج الجزائري بهذا اللقب العالمي في سباق العدو القصير الذي امتد على مسافة 4550م بفضل ثلاثة رياضيين كانوا من ضمن العشرة الأوائل للسباق. ليبين ويؤكد الأطروحة التي يقول أصحابها بأن التعويل على الرياضة العسكرية مثلها مثل الرياضة المدرسية كفيل بتنمية وترقية رياضة النخبة. ويستشهد المستندون على هذا الرأي بأن أول تتويج دولي حصده المنتخب الوطني الجزائري لكرة القدم ويتعلّق الأمر بالميدالية الذهبية التي نالها خلال ألعاب البحر المتوسط عام 1975 وضد المنتخب الفرنسي في مباراة عرفت حضور الزعيم الراحل هواري بومدين كان ثمرة لتهيئة وتكوين لعناصر »الخضر« ضمن صفوف المدرسة العسكرية التي جهزتهم لكي يحصدوا الامتياز خاصة وأن المنافس كان اسمه »فرنسا«، وهذا الرأي يذهب إليه ويشد عليه المدرب الوطني آنذاك رشيد مخلوفي. نفس الأطروحة وجدت ما يثبتها على أرض الواقع لما انتزع الملاكم موسى مصطفى أول ميدالية للجزائر في الألعاب الأولمبية، والأمر يتعلق ببرونزية دورة لوس أنجلس الأمريكية عام 1984 كون المعني بالأمر تكون واكتسب مبادئ اللعبة الأساسية حينما حاز اللقب العالمي في البطولة التي جرت 3 سنوات من قبل بالعاصمة »السوفياتية« موسكو. الطبعة الرابعة لنصف الماراطون العسكري مشاركة قياسية ونجاح على جميع الأصعدة كما عرفت النسخة الرابعة للنصف الماراطون للجيش الشعبي الوطني، في الأيام القليلة الماضية، نجاحاً كبيراً سواء تعلق الأمر بالجانب التنظيمي أو على الصعيد التنافسي، وذلك بالنظر إلى نوعية المشاركين الذين بلغ عددهم 9000 عداء وعداءة من الأسلاك المشتركة (الأمن الوطني والحماية المدنية والجمارك الجزائرية) إلى جانب العدائين التابعين للإتحادية الوطنية لألعاب القوى. وكان السباق تحت شعار »دوما أسرع، دوما أقوى، دوما أعلى« على مسافة 15 كلم انطلاقا من المركب الأولمبي »محمد بوضياف« وصولا إلى مركز تجمع وتحضير الفرق الرياضية العسكرية ببن عكنون، بحيث تعتبر هذه المسابقات هامة جداً للتحضير للمواعيد الرسمية المقبلة في مقدمتهما البطولة العالمية وأولمبياد لندن 2012. وعن مستوى منافسة الرياضات العسكرية، صرح مدرب المنتخب الوطني العسكري عبد الكريم لعمري ل »المشوار السياسي« أن مثل هذه التظاهرات تسمح باكتشاف أسماء جديدة يمكن أن تدعم صفوف الفريق الوطني العسكري المقبل على مواعيد دولية هامة على رأسها البطولة العالمية المقررة باليونان في شهر أكتوبر القادم. العقيد مقداد بن زيان: »الرياضة العسكرية هدفها غرس وتثبيت ثقافة الممارسة الرياضية« كما أوضح رئيس مصلحة الرياضة العسكرية في أركان الجيش الوطني الشعبي، العقيد مقداد بن زيان، أن هذا الموعد الرياضي العسكري أصبح راسخا في تقاليد الجيش الشعبي الذي يستغل مثل هذه التجمعات الرياضية الهامة كإحدى الوسائل الفعالة لدعم الرياضة العسكرية وفرصة لمد جسور التعاون بين الرياضيين العسكريين سعيا وراء غرس وتثبيت ثقافة الممارسة الرياضية وخدمة للمنظومة الرياضية الوطنية. وختم قائلا: »الهدف من خلال هذا الموعد التقليدي هو إتاحة الفرصة للعدائين والعدائيات من جميع الفئات لإبراز و اختبار قدراتهم«. بقي الآن كيف يمكن جعل »ثمار« الرياضة العسكرية تجنى من قبل المستثمرين في رياضة النخبة، وذلك أمر يحال إلى المعنيين بالأمر والفاعلين الرئيسيين داخل هذا الحقل على غرار وزارة الشباب والرياضة واللجنة الأولمبية الجزائرية ومختلف الإتحادات الوطنية الرياضية، والأمر هنا لا ينبغي أن تكتفي فيه هذه الأطراف بتكريم الأبطال المشار إليهم أعلاه ولكن من خلال البدء في الاستثمار الميداني والفعلي في هذه »المآثر«.
