صنعت الممثلة ريم تاكوشت الفرجة من خلال مونولوجها الهزلي الذي يدعو أيضا للتأمل (سواد في أمل) الذي عرض مساء أول أمس، على ركح مسرح قسنطينة الجهوي في إطار شهر المونولوغ. وتروي ريم التي تتميّز بالقوة والحيوية من خلال مونولوغها الذي كتبت نصه بنفسها بالتعاون مع جمال سعدوني وحسين نذير، حياة وخيبات الغالية بلغة جمعت بين العربية والفرنسية. وعلى مدار ساعة من الزمن، أعجب الجمهور بتسلسل المشاهد وقوة نص الممثلة التي أطلت على الركح وهي ترتدي سروالا فضفاضا وسترة ذات زخارف أمازيغية. وضمن ديكور ذي إضاءة خافتة يتكون من جذع شجرة مقطوعة تمتد جذورها نحو الأرض وصندوق خشبي يمثل ذاكرة الغالية، شرعت الممثلة في التطرق للائحة اتّهامات حقيقية ضد آلام الحياة. ومن صندوق ذاكرتها تخرج الغالية دميتها لتحكي لها وتحدثها عن ذكريات طفولتها وعن أمها العزيزة ثم عن النساء بصفة عامة، ومن مشهد إلى آخر تتخللهم الوصلات الموسيقية والأصوات تنتفض الممثلة ضد الخيانة بجميع أشكالها، وتعود إلى الحديث عن الأخطاء التي يرتكبها بنو البشر وعن الآلام التي صادفتها في مشوار حياتها. وضمن أداء تمثيلي يتأرجح بين الكوميديا و الدراما، تتطرق الممثلة أيضا لمعاناة العشرية السوداء التي منعت جيلا كاملا من الشباب من عيش فترة شبابه، قبل أن تروي قصة شابة تائهة لم تعد تعرف ما يجب عليها فعله في الحياة، لتتناول فيما بعد وبطلاقة مدهشة مأساة (الحراقة). ولكن وسط تلك العتمة والظلمات تتطرق الغالية ضمن بصيص تفاؤل للضوء، لتؤكد بأنه يوجد على الدوام مخرج سعيد من الأمل والتفاؤل. وعقب العرض، أكدت ريم تاكوشت للصحافة بأنه من خلال (سواد في أمل) لم تسع أبدا لتقديم المواعظ أو إعطاء الدروس، مؤكدة بأنها على الركح تكتفي بصنع الفن، وذلك بعد أن شدّدت على أن عرضها (مونودراما) أكثر منه مونولوغا. كما أكدت الممثلة بأن بصيص التفاؤل الذي أسدل عليه ستار هذا العمل يعدّ جد منطقيا لأنه -حسبها- يوجد دوما أمل في الحياة. وستفسح هذه التظاهرة المنظمة من طرف دائرة المسرح لتظاهرة (قسنطينة عاصمة الثقافة العربية لعام 2015)، المجال لعرض 3 مونولوغات في كل أسبوع طوال شهر فيفري الجاري.