أشار المشاركون في لقاء دراسي حول موضوع التسرب والتخلي عن الدراسة: العوامل المؤثرة والإجراءات المؤسساتية للعودة إلى الدراسة أول أمس بوهران إلى تعقد مشكلة التسرب المدرسي المرتبطة بعوامل مؤثرة عديدة ومتغيرة وفقا للأشخاص والبيئات. ويشير التسرب والتخلي عن الدراسة إلى وقائع مختلفة ومتقاربة في آن واحد فهي طريقة لمغادرة المدرسة بشكل مؤقت أو دائم. ويعد مسارا يربط بين عوامل ذات طابع مدرسي وشخصي واقتصادي واجتماعي، كما أبرز المشاركون خلال هذا اللقاء المنتظم من طرف مركز البحث في الانثربولوجيا الاجتماعية والثقافية. وحسب لخضر بغداد الذي يعد خبيرا مستشارا في علوم التربية فإن تكرار السنة أصبح سمة من سمات المنظومة التربوية، مشيرا إلى وجود قطيعة على مستوى الانتقال بين مختلف الأطوار (الابتدائي والمتوسط والثانوي) وأن تكرار السنة يزداد ابتداء من السنة الأولى ثانوي. و اعتبر ذات المتدخل أن أحد العوامل المؤدية إلى هذا الوضع يرتبط بالعديد من الإختلالات الملاحظة ميدانيا لاسيما عدم احترام السن. وعلى صعيد آخر يرى المحاضر أن النظام التربوي يعاني من نقص في الدراسات والبحوث العلمية لتنوير صانعي القرار، مبرزا في هذا السياق أن وزارة التربية الوطنية لا يمكن أن تكون في آن واحد القاضي والطرف. ومن جهتها أشارت روزا محجوب من المعهد الوطني للبحث في التربية إلى أنه كتكملة لأهداف الكمية للتعليم تشكل نوعية الخدمات التربوية المقدمة هدفا هاما للتعليم للجميع وبعدا أساسيا وجوهريا للأنظمة التربوية. وفي تحليلها للوضع في الطورين الابتدائي والمتوسط أبرزت أن الإحصائيات قد أظهرت أن نسبة تكرار السنة تناهز 20 بالمائة في المتوسط مقابل 7 بالمائة في الابتدائي. وفي هذه الحالة تحديدا أشارت المتدخلة إلى أن صعوبات قد لوحظت في الطور المتوسط مضيفة أن المشكل يكمن داخل دورات الدراسة وليس في التحولات لتضيف أن الأسباب تعد بيداغوجية أكثر منها اجتماعية. كما ذكرت الأستاذة زهرة حسني من جامعة وهران 2 والباحثة بمركز البحث في الانثربولوجيا الاجتماعية والثقافية أن المدرسة تشكل بيئة هامة للأطفال وحاسمة لرفاهية التلاميذ والأساتذة على حد سواء وكذا للأولياء بشكل غير مباشر. وأضافت أنه يمكن للعديد من التلاميذ أن لا يحبوا المدرسة. ويمكن للواقع المدرسي أن يجعل المدرسة في بعض الأحيان خطرا في حالة الرسوب ومصدرا لتطوير التلاميذ وسلوكياتهم أحيانا أخرى وفق ذات المتحدثة.