تختلف عادات وتقاليد سكان ولاية الشلف خلال شهر رمضان من منطقة الى أخرى، وكل منطقة لها خصوصياتها وتقاليدها، على غرار منطقة بني بوعتاب البلدية، الأقل كثافة سكانية في الولاية. يختص رمضان في الشلف بالكرم والترحاب بالضيف مهما كان وكل غريب يعتبر عندهم ضيفا، وبذلك، يمكن لكل زائر ان يجد نفسه محاطا بكل الرعاية والترحاب ولا يحس بغربته مهما طالت مدة الزيارة، وقد أثرت هذه الصفة على سكان المنطقة خاصة في أيام رمضان، أين تجد العائلات البوعتابية نفسها دون ضيف أو غريب يطل بقريتهم كون المنطقة معزولة تماما ولا يدخلها غريب أو سائح وحتى أقارب السكان القاطنين خارج المنطقة يجدون صعوبة في التنقل الى المنطقة أيام رمضان لعدة اعتبارات سواء بسب انعدام النقل أو بسبب انعزال المنطقة، وتكاد الحركة تنعدم بها ليلا، لذا يجد السكان أنفسهم مجبرين على المحافظة على تقاليدهم باغتنام الزيارات لإبراز كرمهم. وفي ظل انعدام وجود عابري السبيل، تلجأ العائلات، قبل الإفطار، الى دعوة بعضهم بعض بحيث تلبى الدعوات بشكل تلقائي ويجد الساكن بهذا المجمع نفسه، خلال هذا الشهر، كأنه غريب عن بيته خاصة وقت الإفطار، نظرا للدعوات الكثيرة، بحيث تكون بمعدل خمس دعوات للإفطار، ولكن للرجال فقط، ويقوم هؤلاء بتلبية دعوة الإفطار بعد صلاة المغرب بحيث يجتمع المدعوون أمام المائدة التي أعدتها صاحبة البيت وزينتها بثلاثة أطباق ساخنة وطبقين للفواكه، فالأطباق الساخنة تحتوي غالبا على الحريرة أو الشربة، كما يعرف شعبيا، والطبق الرئيسي تزينه قطع اللحم وغالبا ما يكون لحم الماعز والطبق الثالث مخصص لفتح الشهية متكون، غالبا، من الخس والطماطم والبصل يضاف لهذه الأطباق طبقين من الفاكهة التين، والتين الهندي وما يغيب عن موائد الإفطار بهذه المنطقة الحلويات الشرقية او الزلابية كما يعرف، بحيث لا يوجد بهذه المنطقة من يقوم بصناعة الزلابية نظرا لعدم وجود أي مخبزة او بائع الحلويات بها، لذا يجد السكان أنفسهم محرومين من التلذذ بالزلابية وإن حدث وتم نقلها من عاصمة الولاية أو البلديات المجاورة، فثمنها يكون مرتفعا ويتجاوز ال170 ديناراً، لذا تكتفي العائلات بمشاهدتها في التلفزيون فقط، وبعد الإفطار، يذهب الرجال الى المسجد الوحيد المتواجد بالمنطقة لأداء صلاة التراويح، أما النسوة، فمحرومات من هذه العبادة في ظل انعدام وجود مكان مخصص للصلاة لهن، فتلجأ النسوة الى حل آخر وهو تبادل الزيارات او التنقل الى بيت العائلات التي أكرمت الصائمين من الرجال بدعوتهم للإفطار، وهنا تلتقي النسوة وتتبادلن أطراف الحديث، خاصة المتعلق باليوميات وهو ما يجعل الأخبار بنوعيها تنتشر بسرعة البرق. ولم تقتصر الزيارات على الحديث أو القسرة ، كما هو معروف، بل تمتد الى إحياء المناسبات كعملية ختان اين يقوم كبار السن من العجائز بوضع الحنة للطفل المراد ختانه، وبعدها ينشطن الحفل عن طريق أغان معروفة ومتداولة، أما الفتيات في سن الزواج، فيستغلن المناسبة لقتل الروتين خاصة وأنهن ممنوعات من التنقل نهارا، إلا بسبب حاجة ملحة.