أفاد تقرير لمنظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة، (الفاو)، حول تغيّر المناخ والزراعة والأمن الغذائي، بأن حوالي 50 مليون شخص إضافي مهدّدون بسوء التغذية الناجمة عن التغيّر المناخي في أفق سنة 2050. يقدم هذا التقرير الذي يضم ستة فصول أدلة عما يترتب عن تغير المناخ في الحاضر والمستقبل من آثار على الزراعة والأمن الغذائي. كما يعرض المؤسسات والسياسات التحويلية الكفيلة بتيسير استجابة فعالة لمواجهة التغير المناخي. وأوضح التقرير الذي قدّمته المنظمة الأممية، ان الطلب الغذائي العالمي سيسجل ارتفاعا بنسبة 60 في المائة خلال عام 2050 مقارنة بمستواه في عام 2006 نتيجة النمو الديمغرافي والتوسّع الحضري السريع. ومن شأن التغيّر المناخي، حسب التقرير، التأثير بشكل سلبي على الإمدادات الغذائية والتسبّب في انخفاض إنتاجية المزروعات والرعي والصيد وكذلك عرقلة الوصول إلى الأغذية وتقويض وسائل عيش الملايين من السكان القرويين وذوي الدخل المنخفض الذين يعيشون على النشاط الفلاحي. وأكد التقرير، أن سير الأمور على النحو المعتاد من شأنه أن يزيد في عدد الفقراء بما يتراوح ما بين 35 و122 مليون شخص بحلول سنة 2030. ولمواجهة الأمر، حث التقرير على ضرورة إعادة توجيه سياسات التنمية الزراعية والريفية من أجل تعزيز اعتماد ممارسات مستدامة في مجالات الإنتاج الزراعي وإدارة الموارد الطبيعية وسلوك المستهلكين. كما يجب إيلاء اهتمام خاص بقرابة ال475 مليون مزارع من أصحاب الحيازات الصغيرة من ذوي الدخل المنخفض عبر العالم. ودعا التقرير إلى إطلاق عملية التحول الضروري على الصعيد العالمي بهدف ضمان تغذية وفلاحة مستدامة. وأشار إلى أن الالتزامات (اتفاق باريس) التي تدعم إجراء عملية تحول عالمية نحو أغذية وزراعة مستدامتين تحتاج إلى تضافر الجهود الدولية والعمل على نطاق أوسع والتعجيل بإدراج الآليات القائمة المتعلقة بالتصدي للتغيّر المناخي في السياسات الخاصة بالزراعة والتغذية والأمن الغذائي ومواءمتها مع التدابير ذات الصلة بالدعم الزراعي والطاقة والاستهلاك.