عادت من جديد ظاهرة انتشار المئات من اللاجئين الأفارقة، القادمين من مالي والنيجر، بمختلف شوارع العاصمة، فالمتجول هذه الأيام، يلاحظ ذلك الكم الهائل والكبير من اللاجئين الأفارقة من مختلف الفئات والأعمار، من أطفال وشباب، نساء ورجال ينتشرون في جميع أرجاء وشوارع العاصمة. أين تجدهم مجتمعين يطالبون بصدقة من مستعملي الطريق، بعد أن تم ترحيلهم في وقت سابق، حيث حوّلوا شوارع العاصمة إلى ملاجئ عشوائية، الأمر الذي طرح عدة تساؤلات عن سبب عودتهم في هذا التوقيت بالذات؟. ظاهرة انتشار الأفارقة بشوارع العاصمة من جديد، بدأت منذ أيام قليلة، وذلك بعدما تم ترحيلهم في شتاء العام الماضي إلى بلدانهم عبر العديد من المراكز التي كانت تتواجد على مستوى ولاية تمنراست، إذ بين ليلة وضحاها بات وجود النازحين الأفارقة في شوارع العاصمة، يشكّل لغزا بالنسبة للمواطنين، خاصة بعدما دخل هؤلاء الأفارقة في عالم مختلف المهن من أبوابها الواسعة، أين أكد بعض الأفارقة بأنهم يمتهنون مختلف الأنشطة، من أجل كسب قوتهم اليومي لهم ولأطفالهم، إذ أن الظروف القاهرة التي صاروا يعيشونها هي التي دفعت بهم إلى هذا الأمر. فبعد ظاهرة التسّول التي صارت، منذ دخول الأفارقة، تعرف انتشارا واسعا وخاصة الأطفال الذين لا تتجاوز أعمار غالبيتهم ال10 سنوات، وهم يجوبون ويتجولون في الشوارع ويستعطفون المارة من أجل الحصول على رزقهم اليومي، بعضهم مع أمهاتهم، وآخرون فرادى، بحيث لم يتركوا رجلا أو امرأة أو شابا إلا وتشبثوا بملابسه كما يستغلون أوقات ازدحام السيارات في الطرقات ليوقفوا أصحابها، من أجل أن ينتزعوا منهم بعض الدنانير، ولو مقدار عشاء ليلة، وهم في ثياب رثة بالية، وجوههم تلمع من شدة السواد الذي زادته لمعانا لفحة الشمس، حالتهم تثير العطف والشفقة لكونهم صغارا ولا يمكنهم تحمل هذه المتاعب والمعاناة.