فتح الخبير في المجال الامني و الإستراتيجي أحمد ميزاب النار على التقرير الاخير للخارجية الفرنسية حول الوضع الامني في الجزائر معتبرا بأنه غير موضوعي و أريد به تزييف الحقائق و التنكر للجهود الإيجابية التي بذلتها بلادنا في سياق الحفاظ على أمنها. و قال ميزاب في حوار مع السياسي إن بأن باريس تواصل التعاطي مع بلادنا من منظور حاقد و تقدم للرأي العام الدولي صورا قاتمة عن الجزائر، و بلغة الارقام قال محدثنا أن الجزائر أأمن من فرنسا و هي حقيقة ترفض مصالح الإليزيه الإعتراف بها على حد تعبيره. و عرج ميزاب لتحليل العمليات الأخيرة للجيش في مجال مكافحة الإرهاب ، و ايضا المناورات الناجحة التي قامت بها وحدات الجيش بالذخيرة الحية في مناطق متفرقة من الوطن خلال الاشهر الأخيرة، مؤكدا بأنها نتاج سياسة أمنية محكمة استثمرت بشكل ناجح في العنصر البشري. أصدرت الخارجية الفرنسية مؤخرا تقريرا زعمت فيه بان الجزائر بلد غير آمن محذرة رعاياها من السفر إليه ، ما رأيكم في محتوى التقرير ؟ التقرير الفرنسي المتحامل على بلادنا غير مفهوم بتاتا و غير مبرر، لأنه يحمل مغالطات عديدة حول الوضع الامني في بلادنا كما انه لا يتماشى مع مجهودات الجزائر للحفاظ على امنها و استقرارها خلال السنوات الاخيرة ،و اعتقد بان التقرير الاخير للخارجية الفرنسية يؤكد لمرة جديدة بأن باريس تواصل التعاطي مع بلادنا من منظور حاقد و تقدم للراي العام الدولي صورا سوداوية عن الجزائر ،لأنها ترفض تحيين معطياتها و لا تزال تعتمد في كل تقاريرها عن الجزائر على معطيات التسعينات التي تجاوزتها الجزائر منذ عدة سنوات ، و لذلك أرى بان التقرير ضعيف، مجحف و غير موضوعي و غير مبرر، أريد به تزييف الحقائق و التنكر للجهود الإيجابية التي بذلتها بلادنا في سياق الحفاظ على أمنها . 40 عملية ارهابية في ظرف سنتين فقط بفرنسا مؤشرات عديدة وضعت الجزائر في مراتب متقدمة عالميا من حيث الوضع الأمني فما سبب إصرار باريس على السير عكس التيار ؟ اعتقد ان السلطات الفرنسية تحاول تزييف الحقائق لأغراض سياسية من خلال رسم صورة سوداوية عن الوضع الامني في بلادنا ، بدليل أنها وضعت في تقريرها الاخير دولا عربية و افريقية معروف عليها التدهور الامني و صورتها على أنها آمنة بخلاف الجزائر التي اتفقت كل المؤشرات العالمية بانها و الدول الاكثر امنا و استقرار في العالم خلال الفترة الحالية . ثم إن الجزائر أأمن من فرنسا و هي حقيقة ترفض باريس الاعتراف بها ،فبلغة الارقام نجد بأن فرنسا تعرضت لما يزيد عن 40 عملية ارهابية في ظرف سنتين فقط و أودت بحياة 230 ضحية ما يعني أن الوضع بها خطير و غير آمن خصوصا و ان العمليات الدموية سجلت معظمها في العاصمة ، أما في الجزائر فالأمر مغاير تماما بحيث افشلت المنظومة الامنية الناجحة للجيش و اسلاك الامن كل المحاولات الاستعراضية البائسة لنشر الرعب في البلاد، خلال السنوات الأخيرة نجاح مكن الجزائر من تبوأ الصدارة في عدة تقارير دولية و كذا إقليمية. أنجز الجيش الوطني الشعبي مؤخرا عدة عمليات ناجحة في مجال مكافحة الارهاب و ملاحقة شبكات الدعم و الاسناد بمناطق متفرقة من البلاد ،ما رأيكم فيها من وجهة نظر استراتيجية ؟ العمليات الاخيرة للجيش تؤكد بأن قيادته تأخذ بالحسبان المعطى الإقليمي وكذا التحولات الداخلية في سياق صياغة سياسته الأمنية التي تسعى دائما إلى الحفاظ على أمن و استقرار الجزائر و محاربة كافة أشكال الجريمة،و تؤكد العمليات الناجحة الاخيرة بأن الاستراتيجية المطبقة طوقت كل بؤر الارهاب من خلال عمليات استباقية للحيلولة دون تشكل خلايا ارهابية جديدة و تفتيت بقايا الجماعات الدموية ، و هذا يؤكد بأن الجزائر تتواجد في مرحلة ملاحقة البقايا و الشظايا مثلما يؤكده نائب وزير الدفاع الوطني قائد أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق احمد قايد صالح في تصريحاته الاخيرة ، و من هنا يمكننا القول بان الاستراتيجية الامنية الجزائرية مكنت الجزائر من صناعة الفارق و حافظت على امنها في اقليم يشهد مأزقا أمنيا كبيرا . ثم إن العمليات النوعية التي تمت ما هي إلا تأكيد على اليقظة القصوى التي يتمتع بها أفراد الجيش الوطني الشعبي و كذا العنصر البشري الذي تم الاستثمار فيه بشكل كبير و هو ما تؤكده دائما القيادة العليا في كل خرجاتها بأن الاستثمار في العنصر البشري سيمكن من بناء جيش متكامل. ما هي قراءتكم لحصيلة عمليات الجيش الوطني الشعبي خلال الستة اشهر الاولى من 2017 ؟ نجد أن الجيش الوطني الشعبي يواصل مهامه بنجاح و بتميز و يؤكد من جديد بأن التحديات الأمنية التي تعرفها الجزائر فهي تحديات ليست بالبسيطة و لا بالسهلة و بالتالي فهو بالمرصاد ، لمواجهة كل هذه الرهانات الأمنية من أجل جزائر آمنة و مستقرة،كما تؤكد حصيلة السداسي الاول من السنة الجارية بان القيادة العليا استثمرت بشكل ناجح في العنصر البشري الذي يتسم بالاحترافية و اليقظة و التجند الدائم لحماية الوطن، كما تبرز الحصيلة بأن المؤسسة العسكرية توجد في وضعية الفعل و ليس رد الفعل لأنها تقود عمليات استباقية و تلاحق بقايا الجماعات الارهابية في الجبال و الثغور. أجرت وحدات الجيش خلال السنة الاخيرة ازيد من 22 مناورة قتالية ناجحة بالذخيرة الحية في مناطق مختلفة من ارض الوطن من بينها مناورة مجد 2017 التي أشرف عليها الفريق أحمد ڤايد صالح في إقليم الناحية العسكرية الثالثة، في شهر جويلية 2017 ، إلى ما ترمي مثل هذه العمليات المكثفة ؟ هذه المناورات الناجحة تؤكد الجاهزية القتالية لافراد الجيش الوطني الشعبي كما تبرز المستوى العالي الذي بلغته المؤسسة العسكرية من خلال تطوير الاستثمار في العنصر البشري و الانفاق المتواصل و المدروس لتجديد العتاد العسكري ، و من هنا يمكن توجيه رسائل إلى الاعداء بان الجزائر قادرة على مواجهة التحديات الامنية المختلفة مهما كانت درجة تعقيدها ، كما انها محضرة بشكل جيد لأسوء الاحتمالات،كما كشفت المناورات التي نفذتها قوات برية وجوية تحت اسم "مجد 2017" في إقليم الناحية العسكرية الثالثة، عن جاهزية قتالية كبيرة لدى القوات التي شاركت في المناورة. الجزائر مقبلة بعد أشهر قليلة على موعد انتخابي هام، في أي درجة يمكن تصنيف التحديات الامنية المرتبطة به حسب تقديركم ؟ التحدي الامني يبقى قائما في الجزائر بالنظر إلى أنها تتواجد في منطقة متوترة تشهد تناميا للظاهرة الإرهابية ، لكن يقابله مجهود جبار من قبل الجيش و مختلف مصالح الامن للحيلولة دون تحول التحديات إلى خطر محدق في بلادنا .