الخلافات تفشل مبادرة تأسيس تنسيقية لنقابات التربية أحبطت الخلافات التي نشبت بين نقابات التربية الوطنية مساعي إنشاء تنسيقية توحد صفوفها، بعد أن أخفق ممثلو هذه التنظيمات الذين اجتمعوا أول أمس الخميس بمقر الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين في الإعلان عن تنصيب التنسيقية، جراء تبادل الاتهامات بشأن من أقدم على تسريب مضمون هذه المبادرة لوسائل الإعلام. أجّلت نقابات التربية الإعلان عن ميلاد أول تنسيقية تشمل كافة التنظيمات التي تمثل عمال القطاع إلى غاية الخميس المقبل، واكتفى المجتمعون أول أمس بتحيين ميثاق الشرف الذي تم طرحه بداية شهر ديسمبر المقبل، من خلال تدعيم مضمونه ببنود جديدة تمنع الأعضاء المنخرطين في التنسيقية من الإدلاء بتصريحات إعلامية بطريقة انفرادية، إلى جانب تفادي السب والشتم، وعدم الإقدام على نشر بيانات مضادة في حال لم تلتحق تنظيمات بالإضراب الذي قد يقرر هذا الهيكل الجديد تنظيمه مستقبلا، وذلك بغرض تفادي تجارب سابقة، تعتبرها نقابات التربية سبب إخفاقها في فرض كلمتها على وزارة التربية الوطنية، بغرض تحقيق كامل المطالب التي رفعتها. ورغم تكتم المشاركين في اجتماع أول أمس عن فحوى اللقاء، إلا أن مصادر أكدت نشوب خلاف بين قيادات النقابات التي كانت حاضرة، جراء إقدام أحد التنظيمات على الترويج إعلاميا لمبادرة التنسيقية، في تلميح صريح إلى الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين، ما اعتبر خيانة في نظر باقي النقابات، لأن الأمر يتعلق في نظرها بخرق اتفاق تم إبرامه قبل ايام، ويقضي بتجنب التصريحات الإعلامية المتعلقة بالتكتل الذي كان من المزمع الإعلان عن تأسيسه أول أمس الخميس، في وقت ظهر الأمين العام لنقابة "إنباف" صادق دزيري جد محبط جراء مآل المبادرة، عقب تعثرها في أول خطوة كانت بصدد القيام بها، رافضا تقديم توضيحات إضافية خشية أن يعمق الخلاف أكثر. و بدا الأمين الوطني لمجلس أساتذة التعليم الثانوي والتقني نوار العربي، جد متحفظ من المبادرة، مؤكدا عدم حضورهم للاجتماع رغم تلقيهم الدعوة، متحججا بعدم إخطار المجلس الوطني الذي يجتمع اليوم للفصل في الموضوع، لكنه أكد تخوفات طرحها تنظيمه، بشأن احتمال فشل التنسيقية، بالنظر إلى تجربة سابقة، مشيرا إلى الحركة الاحتجاجية الموحدة التي شنتها نقابات التربية سنة 2005 في عهد الوزير السابق أبو بكر بن بوزيد، حيث شاركت كافة التنظيمات في إضراب اليومين ثم الثلاثة أيام، لينسحب بعضها في الإضراب الموالي، قائلا" نحن لدينا تحفظ من بعض النقابات، وأعتقد بأن التنسيقية لن تذهب بعيدا بسبب ممارسات بعض القيادات التي ستقودها إلى الفشل"، لكنه أكد بان المجلس الوطني إذا وافق على الالتحاق بالتنسيقية فإن المكتب الوطني سيلتزم بذلك. وهو نفس الإنطباع الذي أكده المكلف بالإعلام بالنقابة مسعود بوديبة، الذي قال بأن التخوف موجود حقيقة، موضحا بأن المقلق في التنسيقية هي التجارب السابقة، وقال مسؤول نقابة الساتاف عمور بوعلام، بأن التخوف موجود فعلا، لأن لكل واحد نظرته للوضع، غير أن ذلك لا ينبغي أن يؤثر وفق رأيه على تجسيد المشروع، "على الأقل من أجل الحفاظ على الديناميكية"، كاشفا بان لقاء يوم الخميس حضرته 7 نقابات من مجموع 9، متمسكا بفكرة تأسيس التنسيقية، لكنه عبر عن تأسفه للأخطاء التي ارتكبها زملاء في النشاط النقابي، موضحا بأن الغيابات أجبرتهم على تأجيل التوقيع على الميثاق إلى غاية يوم الخميس المقبل، في جلسة علنية ستحضرها الصحافة، للإعلان الرسمي عن ميلاد التنسيقية، مع إصدار بيان مشترك، واصفا التصريحات الفردية بالخيانة، لأن ذلك يعد خرقا صريحا للميثاق المبرم بينهم.
