توقيف مالي و كاميروني خططا لإغراق السوق الوطنية بنحو مليون أورو أصدر وكيل الجمهورية لدى محكمة قالمة مساء أول أمس أمر إيداع رهن الحبس المؤقت في حق رعيتين أجنبيتين، أحدهما من مالي و الآخر من جنسية كاميرونية، كانا ينشطان ضمن شبكة دولية متخصصة في تزوير الأوراق النقدية بالعملة الصعبة و طرحها للتداول، و هي الشبكة التي كانت تخطط لإغراق سوق العملة في ولايات الجهة الشرقية من الوطن بأوراق نقدية مزورة، و ذلك بإستعمال تقنيات جد متطورة. الإيداع رهن الحبس المؤقت جاء تتمة للعملية التي نفذتها فرقة من الأمن الحضري الرابع بالتنسيق مع مصالح أمن دائرة هيليوبوليس، في كمين محكم تم نصبه لأفراد هذه الشبكة، على إعتبار أن الجهات الأمنية كانت قد تلقت أخبارا مفادها وجود شبكة تخطط لطرح كمية معتبرة من الأوراق النقدية المزورة في السوق إنطلاقا من مدينة قالمة، و هي المعلومات التي كثفت على إثرها الجهات الأمنية من تحرياتها، و قد تبين بأن الشبكة تضم شابا من جنسية مالية يبلغ من العمر 26 سنة، و آخر كاميروني في العقد الرابع من العمر، مع وجود شاب جزائري يقطن بمدينة عنابة يتنقل دوما برفقة الرعيتين الأجنبيتين على متن سيارته. كما بينت التحريات الأولية بأن أفراد هذه العصابة كانوا يتخذون من نزل يتواجد في ضواحي «البلاص دارم» بمدينة عنابة مقرا لإقامتهم، لكنهم كانوا يتنقلون إلى ولايات الوطن لتنفيذ عمليات النصب و الإحتيال، و إسقاط الضحايا، و قد إمتد نشاطهم حتى إلى ولايات بلعباس، وهران، ورقلة و البليدة، حيث كانوا يعمدون إلى النصب على ضحاياهم بافتعال «سيناريوهات» على أساس أنهم يقومون بتهريب العملة الصعبة من بلدهم الأصلي، و المرحلة الأولى من المخطط تكون بالتعامل العادي مع الضحية في إطار المتاجرة بأوراق نقدية من العملة الأوروبية «أورو» لكسب ثقته، قبل أن تتطور علاقة التعامل إلى شراكة في طرح الأوراق النقدية للتداول في المدن الجزائرية. و قد أحبطت مصالح الأمن بقالمة عملية كانت الشبكة تسعى من ورائها إلى طرح نحو مليون أورو مزورة على دفعات للتداول في السوق الجزائرية إنطلاقا من ولاية قالمة، و ذلك بعد الإتفاق مع أحد الضحايا لتنفيذ العملية، كون المزورين يعتمدون على تقنيات عالية و جد متطورة في تزوير الأوراق النقدية بإستعمال معدات و مواد كيميائية، ليتم بعدها وضع العملة المزورة داخل حقيبة ديبلوماسية مع تغطية الأوراق النقدية بقطع صغيرة من الثلج لضمان المحافظة على شكلها و لونها أثناء نقلها من ولاية إلى أخرى، و قد تمت عملية التوقيف بعد مطاردة أفراد الشبكة بأعالي بلدية هيليوبوليس، حيث ضبطت بحوزة أفراد الشبكة أوراقا نقدية مزورة من فئة 50 و 100 أورو، إضافة إلى كمية معتبرة من قصاصات ورقية من الحجم الصغير، و مواد و محاليل كيميائية تستعمل في عملية التزوير. و قد تم إيداع الرعيتين الأجنبيتين رهن الحبس، مع وضع الشاب الجزائري تحت الرقابة القضائية على ذمة التحقيق الإبتدائي، في الوقت الذي تواصل فيه مصالح الأمن تحرياتها المعمقة بخصوص نشاط هذه الشبكة، و الذي كان إلى عديد ولايات الوطن.
