المغرب يخوض حرب مخدرات ضد الجزائر و يغرقها بعشرات الأطنان من الكيف أعلن الديوان الوطني لمكافحة المخدرات و إدمانها، أمس الثلاثاء، بأنه تم حجز أزيد من 69 طنا من القنب الهندي بالجزائر خلال السداسي الأول 2016 منها 77 بالمئة بغرب البلاد، و هو مؤشر خطير على أن المغرب مازال يواصل إغراق الجزائر بعشرات الأطنان من الكيف من خلال شبكات إجرامية متخصصة لها امتداداتها الإقليمية و الدولية. و تُعدّ المملكة المغربية، بحسب ديوان الأممالمتحدة للمخدرات والجريمة، أكبر بلد منتج ومصدّر للقنب الهندي في العالم، حيث تشكل بذلك تهديدا على جيرانها وعلى البلدان الهشة وفق تحذيرات الهيئة الأممية. و بحسب ذات الهيئة ، فإن أكبر جزء من المخدرات المنتشرة على الصعيد العالمي، مصدرها الأول المغرب ثم أفغانستان و هو ما يبين حجم الخطر الذي أصبحت تشكله المخدرات المغربية على أمن المجتمع الجزائري و تماسكه الاجتماعي. وجاء في وثيقة للديوان الوطني لمكافحة المخدرات و إدمانها، أمس، أنه تم «حجز مجمل 840ر69.400 كلغ من القنب ىالهندي خلال السداسي الأول 2016 منها 77 بالمئة بغرب البلاد».وسجلت الحصيلة التي تم إعدادها على أساس إحصائيات مصالح مكافحة المخدرات على مستوى الدرك الوطني و الشرطة و الجمارك، أن كمية القنب الهندي التي تم حجزها خلال الأشهر الستة الأولى من السنة الجارية في ارتفاع ب 86ر4 بالمئة مقارنة بنفس الفترة من 2015. كما أوضحت أنه تم حجز 67ر16 بالمئة من القنب الهندي بالمناطق الجنوبية و 75ر4 بالمئة بالوسط و 51ر1 بالمئة بشرق البلاد.و يظهر تقرير سابق لديوان الأممالمتحدة للمخدرات والجريمة الذي يُعتبر مرجعا في مجال مراقبة إنتاج وتصدير المخدرات، أن مساحة 47.500 هكتار تخصص لهذه الزراعة في المملكة المغربية، وأن الأمر يتعلق بأكبر مساحة عالميا مخصصة لزراعة القنب الهندي مقابل 12.000 هكتار في أفغانستان. وأوضح محررو التقرير أن هذه الأرقام هي التي قدمتها الحكومة المغربية، مذكرين بأن سلطات هذا البلد منذ سنة 2005 ، لم تعد تسمح لديوان الأممالمتحدة للمخدرات والجريمة، بإجراء تحقيقات في الميدان بعد أن قدّرت هذه الهيئة الأممية المساحة المخصصة لزراعة القنب الهندي في مملكة المغرب، ب72.000 هكتار. وفي هذا الإطار، أكد ديوان الأممالمتحدة للمخدرات والجريمة، أن سوق المخدرات هي أحد العوامل الأساسية التي تغذّي أوضاع اللااستقرار الاقتصادي والسياسي في العالم، مبرزا حجم إنتاج القنب الهندي في المغرب. وحسب نفس التقرير، فإن الإنتاج السنوي المغربي يبلغ 38.000 طن من حشيش القنب الهندي. كما أن أخطار تهريب المخدرات على البلدان الهشة للمنطقة سيما بلدان إفريقيا الغربية وشريط الساحل الإفريقي، في صدارة انشغالات هذه المنظمة الأممية، التي تجد ارتباطا أكيدا بين تهريب المخدرات والإرهاب. في سياق متصل، وبخصوص المخدرات الصلبة انتقلت كمية الهيروين المحجوزة في الجزائر بحسب أرقام الديوان الوطني لمكافحة المخدرات و إدمانها، من 4ر2.527 غرام إلى 443ر1.329 غرام أي انخفاض ب 40ر47 بالمئة مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية.كما سجلت كمية الكوكايين التي تم حجزها انخفاضا ب 14ر40 بالمئة منتقلة من 415ر84.993 غرام خلال نفس الفترة من سنة 2015 إلى 260ر50.851 غرام في 2016. ومن جهة أخرى أشارت الحصيلة إلى زيادة معتبرة في حجز الأقراص المهلوسة منتقلة من 277.360 قرص إلى 659.133 خلال نفس الفترة المرجعية أي ارتفاع ب 64ر137 بالمئة منها 84ر50 بالمئة تم حجزها بغرب البلاد. وحسب نفس المصدر، أسفرت التحريات عن توقيف 19.682 شخص في قضايا متعلقة بالمخدرات أي ارتفاع ب 19ر53 بالمئة مقارنة بنفس الفترة من 2015. وحسب معطيات الديوان فإن 4.130 هم من المتاجرين بالقنب الهندي و 2.170 آخرين من المتاجرين بالمواد المهلوسة. كما بينت الحصيلة أنه تمت معالجة 15.325 قضية خلال الأشهر الستة الأولى من السنة الجارية مقابل 9.544 قضية خلال نفس الفترة في 2015 أي زيادة ب 57ر60 بالمئة. ومن مجمل القضايا المعالجة 3.780 قضية متعلقة بتهريب المخدرات و 11.541 قضية متعلقة بحيازة و استعمال المخدرات و 4 متعلقة بزراعة القنب الهندي و الأفيون. تكفل بأكثر من 5000 مدمن إستفاد أكثر من 5000 مدمن على المخدرات من تكفل طبي و علاجي خلال الفصل الأول لسنة 2016 من بينهم 57ر39 بالمئة تتراوح سنهم ما بين 16 و 25 سنة حسب ذات الحصيلة.إذ أنه من إجمالي 5.350 مدمن استفادوا من تكفل طبي و علاجي خلال الفصل الأول للسنة الجارية 2.117 يتراوح سنهم ما بين 16 و 25 سنة أي ما يمثل 57ر39 بالمئة. وبخصوص شرائح عمر المدمنين الذين تلقوا العلاج خلال هذه الفترة تشير الحصيلة إلى أن 1.965 منهم تتراوح سنهم ما بين 26 و 35 سنة و 994 يفوق سنهم 35 سنة و 274 سنهم أقل من 15 سنة. وتوضح الحصيلة التي أعدت وفقا للإحصائيات التي قدمتها مصالح مكافحة المخدرات التابعة للدرك الوطني و الشرطة و الجمارك أن 3.895 من هؤلاء المدمنين غير متزوجين و 1.282 متزوجين هذا مقابل 416 امرأة. كما تشير الحصيلة إلى أن 28ر56 بالمئة من العدد الاجمالي للمدمنين بدون شغل و 30ر10 بالمئة طلبة.
