هجرة غير نظامية: مراد يشارك بروما في اجتماع رفيع المستوى يضم الجزائر، إيطاليا، تونس وليبيا    لعقاب : الانتهاء من إعداد النصوص التطبيقية المنظمة لقطاع الاتصال    أكثر من مليون ونصف مترشح لامتحاني شهادة البكالوريا وشهادة التعليم المتوسط دورة يونيو 2024    الجزائر/موريتانيا : افتتاح الطبعة السادسة لمعرض المنتجات الجزائرية بنواكشوط بمشاركة 183 عارضا    الجزائر تؤكد من نيويورك أن الوقت قد حان لرفع الظلم التاريخي المسلط على الشعب الفلسطيني    لعقاب يدعو إلى تعزيز الإعلام الثقافي ويكشف: نحو تنظيم دورات تكوينية لصحفيي الأقسام الثقافية    "تحيا فلسطينا": كتاب جديد للتضامن مع الشعب الفلسطيني    سليمان حاشي : ابراز الجهود المبذولة لتسجيل عناصر ثقافية في قائمة الموروث الثقافي غير المادي باليونسكو    دراجات/الجائزة الكبرى لمدينة وهران 2024: الدراج أيوب صحيري يفوز بالمرحلة الأولى    وفاة 8 أشخاص تسمما بغاز أحادي أكسيد الكربون خلال شهر أبريل الماضي    وزير الصحة يشرف على افتتاح يوم علمي حول "تاريخ الطب الشرعي الجزائري"    قسنطينة..صالون دولي للسيارات والابتكار من 23 إلى 26 مايو    مجمع الحليب "جيبلي": توقيع اتفاقية اطار مع وكالة "عدل"    اجتماع الحكومة: الاستماع الى عرض حول إعادة تثمين معاشات ومنح التقاعد    الفنانة حسنة البشارية أيقونة موسيقى الديوان    التوقيع على برنامج عمل مشترك لسنة 2024-2025 بين وزارة الصحة والمنظمة العالمية للصحة    استئناف حجز التذاكر للحجاج المسافرين مع الديوان الوطني للحج والعمرة يوم الأربعاء بالنسبة لمطار الجزائر    اليوم العالمي لحرية الصحافة: المشهد الإعلامي الوطني يواكب مسار بناء الجزائر الجديدة    معادن نادرة: نتائج البحث عن الليثيوم بتمنراست و إن قزام ايجابية    السيد عطاف يجري بكوبنهاغن لقاءات ثنائية مع عدد من نظرائه    معرض الجزائر الدولي ال55: نحو 300 مؤسسة سجلت عبر المنصة الرقمية الى غاية اليوم    حوادث المرور: وفاة 62 شخصا وإصابة 251 آخرين خلال أسبوع    رالي اكتشاف الجزائر- 2024 : مشاركة 35 سائقا اجنبيا وعدد معتبر من الجزائريين    اليوم العالمي لحرية الصحافة: الصحفيون الفلسطينيون قدموا مئات الشهداء وهزموا رواية الاحتلال الصهيوني الكاذبة    فلسطين: ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الصهيوني على غزة إلى 34 ألفا و 596 شهيدا    منظمة العمل العربية: العدوان الصهيوني دمر ما بناه عمال غزة على مر السنين    المصلحة الجهوية لمكافحة الجريمة المنظمة بقسنطينة: استرجاع أزيد من 543 مليار سنتيم من عائدات تبييض الأموال    في انتظار التألق مع سيدات الخضر في الكان: بوساحة أفضل لاعبة بالدوري السعودي الممتاز    رئيس الجمهورية يحظى بلقب "النقابي الأول"    القابض على دينه وقت الفتن كالقابض على الجمر    بخصوص شكوى الفاف    تدعيم الولايات الجديدة بكل الإمكانيات    بداية موفّقة للعناصر الوطنية    العلاقات بين البلدين جيدة ونأمل في تطوير السياحة الدينية مع الجزائر    انبهار بجمال قسنطينة ورغبة في تطوير المبادلات    الجزائر في القلب ومشاركتنا لإبراز الموروث الثقافي الفلسطيني    اجتياح رفح سيكون مأساة تفوق الوصف    إطلاق أول عملية لاستزراع السمك هذا الأسبوع    تكوين 500 حامل مشروع بيئي في 2024    حملة وطنية للوقاية من أخطار موسم الاصطياف    البطولة الإفريقية موعد لقطع تأشيرات جديدة لأولمبياد باريس    المجلس الشّعبي الوطني يشارك في الاجتماع الموسّع    الجزائريون يواصلون مقاطعة المنتجات الممولة للكيان الصهيوني    أوغندا تُجري تجارب على ملعبها قبل استضافة "الخضر"    بولبينة يثني على السعي لاسترجاع تراثنا المادي المنهوب    دعم الإبداع السينمائي والتحفيز على التكوين    تتويج إسباني فلسطيني وإيطالي في الدورة الرابعة    روما يخطط لبيع عوار للإفلات من عقوبات "اليويفا"    دعوة للتبرع بملابس سليمة وصالحة للاستعمال    263 مليون دينار لدعم القطاع بالولاية    استئناف حجز التذاكر للحجاج المسافرين مع الديوان الوطني للحج والعمرة اليوم الأربعاء بالنسبة لمطار الجزائر    خنشلة: الوالي محيوت يشرف على إحياء اليوم العالمي للشغل    سايحي يكشف عن بلوغ مجال رقمنة القطاع الصحي نسبة 90 بالمائة    هذه الأمور تصيب القلب بالقسوة    الجزائر تتحول إلى مصدّر للأنسولين    ذِكر الله له فوائد ومنافع عظيمة    نطق الشهادتين في أحد مساجد العاصمة: بسبب فلسطين.. مدرب مولودية الجزائر يعلن اعتناقه الإسلام    لو عرفوه ما أساؤوا إليه..!؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أهم أحداث سنة 2016
نشر في النصر يوم 30 - 12 - 2016


بوتفليقة يعدل الدستور ويقوي ركائز الدولة
سنة استكمال الإصلاحات السياسية وتعميق الديمقراطية
في السابع فيفري من العام 2016 تبنى البرلمان بغرفتيه- المجتمع بقصر الأمم بنادي الصنوبر- مشروع التعديل الدستوري الذي أقره رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، ومعه تدخل الجزائر دولة ومجتمعا مرحلة جديدة في حياتها الدستورية في اتجاه تعزيز بناء دولة الحق والقانون.
وكما وعد من قبل، يوفي رئيس الجمهورية بوعده فيما يتعلق بتعديل الدستور، ويكون ذلك في السابع فبراير من العام المشرف على الانقضاء، عندما دعا البرلمان بغرفتيه لتحديد موقفه من هذا المشروع السياسي الهام الذي انتظرته الطبقة السياسية منذ سنوات.
و بتبني البرلمان مشروع التعديل الدستوري تكون الجزائر قد دخلت مرحلة جديدة في مسار الإصلاحات السياسية التي أعلن عنها رئيس الجمهورية في الخامس عشر ابريل من العام 2011، ويعتبر تعديل القانون الأساسي للدولة في بلد كان بمثابة تقدم ما في الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية.
و قد تفاعلت الطبقة السياسية وشرائح المجتمع برمته بإيجابية مع مشروع تعديل الدستور بالنظر لأهميته في تغيير الوضع السياسي والاجتماعي والاقتصادي للبلاد مستقبلا، بل وتبنته هي الأخرى، و هناك بعض الأطراف السياسية التي رفعت سقف مطالبها إلى الأعلى راغبة في المزيد.
لكن التعديل الدستوري للسابع فبراير خلق حركية سياسية جديدة في البلاد، أولا على مستوى المؤسسات الدستورية وبخاصة البرلمان، وثانيا على مستوى الطبقة السياسية، فعلى مستوى البرلمان شرع هذا الأخير بعد أشهر قليلة من إقرار التعديل الدستوري في تكييف القوانين العضوية و قوانين عديدة مع التدابير والأحكام الجديدة التي نص عليها التعديل الدستوري، وفي المجموع فإن 38 قانونا معني بهذه المواكبة.
و هو ما أدى إلى المزيد من الإصلاحات السياسية، وتعميق المسار الديمقراطي و تكريس دولة القانون، وهي المطالب الأساسية للأحزاب السياسية والمجتمع المدني وكل شرائح المجتمع بصورة عامة.
و قد حمل مشروع التعديل الدستوري جملة من الأحكام الجديدة في هذا الشأن، مثل تعميق الفصل بين السلطات وتعزيز دور المؤسسة التشريعية بغرفتيها، و تكريس رقابتها أكثر على عمل الجهاز الحكومي، وتقوية وتعزيز دور المعارضة على مستوى البرلمان من حيث منحها صلاحيات جديدة من قبيل تخصيص جلسة شهرية لمناقشة مقترحاتها، و طرح الأسئلة على أعضاء الحكومة، وكذا حق النواب في إخطار المجلس الدستوري، وتكوين لجان التحقيق البرلمانية، واستشارة الأغلبية البرلمانية من قبل رئيس الجمهورية عند تشكيل الحكومة، والأكثر من ذلك دسترة إنشاء اللجنة العليا المستقلة لمراقبة الانتخابات، وهي من المطالب الرئيسية لأحزاب المعارضة، ومن شأنها إضفاء شفافية أكبر على العملية الانتخابية والسياسية برمتها في بلادنا.
كما جاء مشروع التعديل الدستوري بتعديلات هامة أيضا منها ترسيم الأمازيغية لغة وطنية ورسمية بموجب المادة 3 مكرر، ونص على إنشاء مجمع جزائري للغة الأمازيغية، ونص أيضا على ترقية اللغة العربية والعمل على ازدهارها وتميم استعمالها على المجالات العلمية والتكنولوجية والتشجيع على الترجمة إليها، وكل هذه الاجراءات تدخل في إطار دعم وتقوية الوحدة الوطنية والتماسك الاجتماعي.
ونص المشروع التمهيدي لمراجعة الدستور كذلك على تكريس التداول الديمقراطي على السلطة عن طريق انتخابات حرة و نزيهة مع التأكيد على المحافظة على السلم و المصالحة الوطنية، وعاد المشروع إلى إمكانية انتخاب رئيس الجمهورية لعهدة واحدة قابلة للتجديد مرة واحدة فقط، ويؤكد المشروع أيضا على استقلالية السلطة القضائية، وتعزيز الحقوق والحريات الفردية والجماعية، و إنشاء المجلس الوطني لحقوق الإنسان.
في المجال الاقتصادي كرس التعديل الدستوري حرية الاستثمار و التجارة و تعزيز أخلقة ممارسات الحكامة الاقتصادية، و كذا تشجيع تحقيق التنوع الاقتصادي، وكرس و قوى الملكية العامة للمجموعة الوطنية لكل ما هو باطن الأرض والمناجم والمواد الطبيعية للطاقة و النقل بالسكك الحديدية و النقل البحري والجوي و البريد والاتصالات، ونص على الاستعمال الرشيد للموارد الطبيعية، والحفاظ عليها لصالح الأجيال القادمة. وقد كيف البرلمان وتبنى لحد الآن جملة من القوانين مع الأحكام الدستورية الجديدة، منها على وجه الخصوص قانون الانتخابات ، القانون الذي يحدد تنظيم المجلس الشعبي الوطني ومجلس الأمة وعملهما وكذا العلاقات الوظيفية بينهما وبين الحكومة، والقانون الخاص بإنشاء الهيئة العليا المستقلة لمراقبة الانتخابات، وهناك 22 قانونا تنتظر التكييف، خاصة بعد أن اصبح البرلمان يعمل بنظام الدورة الواحدة الذي اقره الدستور الجديد، بدل نظام الدورتين.
وستكون الانتخابات التشريعية المقررة بعد أربعة أشهر من الآن أول تجربة على المحك لأحكام التعديل الدستوري للسابع فبراير من العام 2016، ويتوقع أن تدخل الحياة السياسية الوطنية معها مرحلة جديدة، خاصة بعدما أعلنت أغلب الأحزاب السياسية مشاركتها في هذا الموعد الذي يعد مصيريا لكل واحد منها.
إلياس بوملطة
مكاسب ونجاحات على عدة أصعدة أبرزها في قطاع الطاقة
إنجازات تاريخية للدبلوماسية الجزائرية
حققت الدبلوماسية الجزائرية في عام 2016 مكاسب وإنجازات جديدة، لاسيما في المجال الطاقوي، بعدما نجحت في إقناع الدول المنتجة للنفط بتوقيع اتفاق عالمي تاريخي لتخفيض الإنتاج الأمر الذي أدى إلى تعافي الأسعار من جديد في الأسواق الدولية ، كما نجحت في الدفع بمساعي الحلول السياسية السلمية، فيما يخص الأزمات التي تعرفها المنطقة و على الصعيد الدولي وفي مقدمتها الأزمة الليبية، محافظة على مبادئها و الخطوط العريضة للسياسة الخارجية للبلاد.
ويرى المتتبعون أن الدبلوماسية الجزائرية استرجعت عصرها الذهبي، حيث أنها ليست المرة الأولى التي تكون فيها فاعلة إقليميا ودوليا، و كان اتفاق أوبك الذي تم التوصل إليه في اجتماع الجزائر والقاضي بتخفيض إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة إلى مستوى يتراوح بين 32.5 و33 مليون برميل يوميا ، إنجازا باهرا وتاريخيا للدبلوماسية الطاقوية الجزائرية، والذي تم تبنيه في اجتماع فيينا في 30 نوفمبر الماضي، وكانت الدبلوماسية الجزائرية قد كثفت من نشاطاتها في المجال الطاقوي خلال العام الحالي وتمكنت من خلال الجولات الماراتونية التي قام بها وزير الطاقة نورالدين بوطرفة إلى العديد من العواصم الدولية من إحداث تقارب في مواقف الدول النفطية من داخل أوبك وخارجها وكللت جهودها بتوقيع اتفاق عالمي لتخفيض الإنتاج بحوالي 1.8 مليون برميل يوميا، ما جعل الأسعار تصعد فوق 55 دولارا للبرميل وتصل إلى معدل 57 دولارا للبرميل في سابقة أولى منذ عدة أشهر.
ونوهت الدول المنتجة للنفط بالدور البارز الذي قامت به الجزائر لتحقيق هذا الإنجاز والذي يضاف إلى الجهود المختلفة التي تقوم بها الدبلوماسية الجزائرية في مختلف المجالات، حيث تقوم بدور بناء في مسعى تسوية النزاعات في الشرق الأوسط و على الصعيد الدولي وعلى مستوى المنطقة، لاسيما فيما يخص الأزمة الليبية وذلك رغم التدخلات الأجنبية في هذا البلد، فقد تمكنت الجزائر من إحراز تقدم في مسار حلحلة الأزمة من خلال إقناع الأطراف المتصارعة بضرورة إقرار المصالحة الوطنية للحفاظ على الوحدة و السلامة الترابية لليبيا و سيادتها و انسجامها الوطني و وضع حد نهائي للأزمة.
وبرزت مظاهر التحول في مسار الأزمة بعد الموقف المفاجئ للماريشال الليبي خليفة حفتر والذي جاء إلى الجزائر، مؤخرا في زيارة لم يعلن عنها سابقا و استقبله الوزير الأول عبد المالك سلال ويعتبر خليفة حفتر لاعبا أساسيا على الساحة الليبية ومجيئه للجزائر يعتبر مؤشر إيجابي في طريق التسوية السلمية التي تنادي به الجزائر، وتزامنت زيارة حفتر، مع إعلان رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية فايز السراج عن تحرير مدينة سرت من عناصر تنظيم داعش وذلك بعد نحو ثمانية أشهر على بدء العمليات العسكرية ضد الإرهابيين في المدينة، و يراهن الفرقاء في ليبيا على الدور الإيجابي للجزائر لتقريب وجهات النظر فيما بينهم، كونها تقف على مسافة واحدة مع جميع الأطراف الليبية وهي تلعب دور الوسيط المحايد والنزيه لحل الأزمة وفي هذا الصدد تدخل الزيارة الثانية لرئيس حكومة الوفاق الليبية فايز السراج إلى الجزائر، حيث أعرب المسؤول الليبي خلالها عن ثقته في حكمة الجزائر في إدارة الأزمة التي تعرفها بلاده ورفع العراقيل التي يمر بها تطبيق الحل السياسي في ليبيا.
و يرى مراقبون أن الجزائر اقترحت مبادرة جديدة للوساطة من أجل إقرار المصالحة في ليبيا، سيما بعد التحول الكبير في موقف الماريشال خليفة حفتر وأوضحوا أن استقطاب حفتر يعد مكسبا كبيرا يخدم مسار المبادرة الجديدة التي تقودها الجزائر لإقرار المصالحة ، ومن الناحية السياسية فقد كسبت الجهود الجزائرية، موقفا ممتازا بانضمام حفتر، وما وراء حفتر، باعتبار أن هناك قوى إقليمية تدعم هذا الأخير ، في انتظار استكمال مسار الحوار بين الفرقاء بغية التوصل إلى حل سياسي شامل ينهي الأزمة والتي تبقى تهدد دول الجوار ومنها الجزائر بالنظر إلى المخاطر التي يشكلها تنظيم داعش.
ومن جهة أخرى تواصل الجزائر تقديم الدعم للجارة تونس، حيث أنها رافقتها منذ 2011 من خلال المساعدات والنصيحة والتنسيق الأمني وواصلت الدبلوماسية الجزائرية خلال سنة 2016 تحركاتها الفاعلة في منطقة الشرق الأوسط وعلى الصعيد الدولي، متمسكة بمساندة القضايا العادلة و بمبادئها الراسخة منذ عقود والمتعلقة بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول والحفاظ على السيادة ، احترام الحدود، التمسك بالأمن الداخلي و رفض التدخلات العسكرية من الخارج وحق الشعوب في تقرير مصيرها وتلقى هذه المقاربة استحسانا على المستوى الدولي نظرا لصواب هذه النظرة وقد أثبتت التجارب صحة الرؤية الجزائرية، سيما فيما يتعلق بما يسمى بثورات الربيع العربي والتي أنتجت دمارا وخرابا في الدول العربية المعنية في ظل التدخلات الأجنبية الطامعة إلى تقسيم المنطقة العربية من جديد ، و كان وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي رمطان لعمامرة قد أجرى العديد من الزيارات لمختلف العواصم وكانت له لقاءات مع عديد الوزراء والشخصيات العربية والعالمية ، مرافعا عن مواقف الجزائر حول مختلف القضايا الدولية والإقليمية، مبرزا دعم الجزائر لمختلف القضايا العادلة على مستوى المحافل الدولية.
ونوه المتتبعون في هذا الإطار بحنكة وحكمة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في بقاء الدبلوماسية الجزائرية فاعلة ومؤثرة على كل المستويات، وذكروا في السياق ذاته بالمكاسب والإنجازات الدبلوماسية التي حققتها الجزائر منذ الاستقلال، مشيرين إلى نجاح الوساطة الجزائرية خلال أزمة الرهائن الأمريكيين بطهران بين نوفمبر 1979 و جانفي 1981، حيث قامت بدور كبير في حل هذه الأزمة بين إيران والولايات المتحدة ، إضافة إلى الدور الهام الذي لعبته الجزائر في تسوية الأزمة بين إيران والعراق في 1975 وكذا الوساطة التي قادتها الجزائر تحت إشراف الأمم المتحدة في مالي والتي كللت بالنجاح، حيث أفضى مسار الوساطة في هذه الأزمة إلى توقيع الأطراف المالية على اتفاق السلم والمصالحة في جوان 2015 ، و تستمد الدبلوماسية الجزائرية خطوطها العريضة من القيم الوطنية و الإنسانية التي حثت عليها مواثيق ثورة أول نوفمبر
الخالدة.
مراد - ح
تراجع في مداخيل البلاد جراء انهيار أسعار النفط
الحكومة تتبنى نموذجا إقتصاديا جديدا لمواجهة الأزمة
وجدت حكومة عبد المالك سلال، نفسها في 2016، أمام عدة خيارات صعبة، وتوازنات يتوجب التعامل معها مع انهيار أسعار النفط بأكثر من 45 بالمائة خلال سنة، وانخفاض الإيرادات، وارتفاع العجز في الميزانية والخزينة إلى حوالي 54 مليار دولار، مع تسجيل ارتفاع معتبر للتحويلات الاجتماعية التي بلغت حوالي 17.2 مليار دولار، واضطرت الحكومة لأول مرة منذ سنوات لرفع أسعار مواد استهلاكية ومنتجات طاقوية لإشراك المواطنين في تقاسم أعباء الأزمة.
وقد واجهت الحكومة ، انتقادات من المعارضة، والتي وجدت في الضائقة المالية التي تعيشها البلاد، والصعوبات التي برزت بحدة اكبر في 2016 "فرصة لتصفية حساباتها مع الحكومة"، رغم دعوة هذه الاخيرة لتشكيل جبهة وطنية لمواجهة الأزمة. تلك الانتقادات دفعت الحكومة إلى الخروج للواجهة والرد، وخرج الوزير الأول في عدة اجتماعات رسمية، عن تحفظه واتهم أطرافا بأنها تتحين الفرصة لاستهداف الحكومة، وذكر خلال اجتماع الثلاثية، أن تلك الأطراف راهنت "على زعزعة استقرار البلاد" بعد أن انكمشت مداخيل العملة الصعبة بسبب انخفاض أسعار النفط.
وقال سلال، إن "البعض قفز من السفينة حتى لا يحاسبوا على غرق كان يبدو حتميا"، وذكر سلال مخاطبا معارضي خيارات الحكومة: "إنهم يرون دولا أغنى منا، تضاعف أسعار الوقود وتقلص الدعم الاجتماعي، وتقطع الماء والكهرباء، وتضع موظفين في البطالة الفنية".
والواضح أن حكومة عبد المالك سلال وجدت نفسها أمام عدة خيارات صعبة، وتوازنات يتعين التعامل معها مع انهيار أسعار النفط بأكثر من 45 بالمائة خلال سنة، وانخفاض الإيرادات، وارتفاع العجز في الميزانية والخزينة إلى حوالي 54 مليار دولار، مع تسجيل ارتفاع معتبر للتحويلات الاجتماعية التي بلغت في قانون المالية 2016 حوالي 17.2 مليار دولار.
كما وجدت الحكومة نفسها مضطرة لتسيير الأزمة التي خلفها تراجع الريع النفطي، بالموازاة مع ذلك العمل على بعث اقتصاد حقيقي خارج نطاق المحروقات، ولم تكن سنة 2016 "بردا وسلاما" على الحكومة التي أحصت إيرادات لم تتجاوز 25 مليار دولار في 11 شهرا، مقابل واردات في حدود 42 مليار دولار، وعجز تجاري في حدود 17 مليار دولار، واحتياطي من الصرف في حدود 117 مليار دولار انخفض مع نهاية السنة إلى 114 مليار دولار.
وأمام معضلة الانخفاض الحاد لعائدات البلاد نتيجة فقدان برميل النفط 45 بالمائة من قيمته، اضطرت الحكومة لتحميل المواطن جزءا من الأعباء والعودة إلى فرض ضرائب جديدة أو رفع أخرى. ولجأت حكومة سلال إلى بدائل من بينها الضغط على ميزانية التجهيز، من خلال تعليق وإلغاء عدد من مشاريع البنى التحتية، وخاصة المشاريع التي لا تكتسي طابعا اجتماعيا، وتقليص الواردات بقرارات إدارية.
وأقرت الحكومة هذه السنة نظام رخص الاستيراد، لخفض فاتورة الاستيراد التي بلغت مستويات جد مرتفعة، وخصت 10 منتجات تعد الأكثر ثقلا في ميزان المدفوعات، ومست السيارات ومواد البناء والاسمنت، كما رفعت الحكومة أسعار بعض المنتجات، منها السيارات والوقود وأجهزة الإعلام الآلي، و وجد الجزائريون أنفسهم في مواجهة تضخم وزيادة في الأسعار، بسبب عدة عوامل بعضها مرتبط بزيادة الأسعار والرسوم، وأخرى مرتبطة بعوامل خارجية. كما تم اتخاذ قرار بوقف عمليات التوظيف في الوظيف العمومي والقطاع التابع للدولة، وتفعيل عملية الإحالة على التقاعد بعد سن 60 سنة. علما أن كتلة أجور الوظيف العمومي تقدر بحوالي 35 مليار دولار.
خارطة طريق جديدة لإنقاذ الاقتصاد
واعتمدت الحكومة خارطة طريق جديدة لإنقاذ الاقتصاد الوطني و مواجهة أزمة انهيار أسعار النفط في الأسواق الدولية و ذلك من خلال إجراءات وصفها بالهامة و التاريخية، ويرتكز هذا النموذج الاقتصادي الجديد على النظام الضريبي لتحقيق مزيد من الإيرادات المالية عن طريق توسيع التحصيل الضريبي وتقليص الاعتماد على صادرات الطاقة من خلال تشجيع الاستثمارات.
يستند النموذج الجديد للنمو الاقتصادي على سياسة مالية "تم تجديدها" و تعتمد على تحسين عائدات الجباية العادية بما يمكنها مع أفاق 2019 من تغطية نفقات التسيير و كذا نفقات التجهيز العمومي غير القابلة للتقليص. من جهة أخرى ترتكز السياسة الجديدة للمالية على التقليص المحسوس لعجز الخزينة العمومية بحلول سنة 2019 و كذا تجنيد الموارد الإضافية في السوق المالية المحلية على غرار القرض السندي الذي أطلق شهر افريل الماضي "و التي تعكس نتائجه الهامة ثقة المشاركين في الآفاق الواعدة للاقتصاد الوطني".
و فيما يخص أهداف نموذج النمو الاقتصادي الجديد فتتمثل خصوصا في تفضيل الاستثمارات العمومية الموجهة للمنشآت التي تزيد من القدرات الإنتاجية للبلد. كما يشمل أيضا الاستثمار بشكل أساسي في القطاعات ذات القيمة المضافة العالية كالطاقات المتجددة و الصناعات الغذائية و الاقتصاد الرقمي و العلمي و كذا الصناعة القبلية للمحروقات و المناجم. كما يقوم نموذج النمو الجديد على إعادة بعث إنتاج المحروقات و تكثيف خلق المؤسسات بمواصلة تحسين مناخ الأعمال و فتح القطاعات غير الإستراتجية للاستثمار الخاص و العام و كذا تحسين الصادرات خارج المحروقات.
و يضع النموذج الجديد مقاربة إلى سنة 2019 مع آفاق تمتد إلى 2030 في إطار ميزانية على المدى القصير و المتوسط تم تحيينها على ضوء عناصر الوضع الحالي مع الإبقاء على أهداف النمو و بناء اقتصاد ناشئ و التي حددتها الحكومة. و يتمثل الهدف الأساسي في الوصول في آخر المطاف إلى مستويات مقبولة في مجال المالية العامة. و يشمل هذا النموذج أيضا إجراءات تهدف إلى تعزيز العدالة الاجتماعية دون نفقات اقتصادية إضافية و إصلاح نظام الضرائب إلى جانب وضع الميزانية في خدمة التنمية البشرية المستدامة.
الحكومة تفضل السندات الداخلية للإفلات من الاستدانة
ورفضت الحكومة اللجوء إلى الاستدانة الخارجية، وفضلت إصدار سندات دين حكومية بنسب فائدة مرتفعة تقدر ب5 بالمائة لتحفيز الادخار الوطني والمساهمة في تمويل الاستثمارات التي تنفذها الشركات الوطنية على غرار سوناطراك وسونلغاز. وهي المرة الأولى التي تلجأ فيها الحكومة إلى إصدار سندات حكومية لمجابهة ظرفية اقتصادية طارئة وتعتبر السندات الحكومية بشكل عام من أدوات الدين التي تلجأ إليها الحكومات والشركات لتمويل مشاريعها حيث أنها توفر عائدا جيدا (للمستثمرين مقابل مخاطرة مقبولة).
وفي سياق تداعيات نقص الموارد المالية، أعادت الحكومة إقرار إمكانية الاستدانة واللجوء إلى الإقراض الخارجي، وهو ما لم يكن متاحا منذ سنوات، على خلفية المشاكل المالية التي تعاني منها الجزائر، والتي تحد أيضا من القدرة التمويلية للمؤسسات. وعلى هذا الأساس، تم السماح باللجوء إلى التمويلات الخارجية اللازمة لإنجاز المشاريع الإستراتيجية من طرف مؤسسات خاضعة للقانون الجزائري، أي المحلية أو تلك القائمة بالشراكة، مع الإبقاء على التمويل المحلي كأولوية. وحصلت الجزائر نهاية 2016 على أول قرض بقيمة 900 مليون دولار من طرف البنك الإفريقي للتنمية لتمويل مشاريع تتعلق بالتحول الطاقوي.

أنيس نواري
استقالة عمار سعداني من الأمانة العامة للأفلان
شكلت الاستقالة المفاجئة، للأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، السابق، عمار سعداني من الأمانة العامة للحزب، التي بررها ب»أسباب صحية»، حدثا متميزا ظل ينتظره كثيرون في نفس الوقت الذي عجز عن فهمه آخرون.
فبعد بعد ثلاث سنوات من تولي المنصب وإطلاقه الكثير من التصريحات المثيرة للجدل، فاجأ سعداني يوم 22 أكتوبر الماضي، الكثير من المتتبعين بإعلانه استقالته رسمياً من قيادة الحزب العتيد، خلال اجتماع اللجنة المركزية، في فندق الأوراسي مرجعا أسباب الاستقالة إلى ظروفه الصحية.
وقد أعطى متتبعون العديد من التفسيرات للعبارة التي قالها سعداني أثناء تقديم استقالته «أقدم أمامكم استقالتي وأصر على الاستقالة، للمصلحة العامة للحزب والبلاد "، حيث سارع بعد المطلعين على شؤون الحزب العتيد من داخل بيته، للتعليق باستبعاد أن تكون المبررات الصحية هي السبب الحقيقي وراء استقالة سعداني، وتحدثت عن إبعاده من قيادة الحزب العتيد ‘' لكثرة فلتات لسانه ‘' وعدائه غير المبرر للكثيرين، فضلا عن مبالغته في السماح لنفسه في الحديث باسم رئيس الجمهورية.
الحاصل أن تأويلات رحيل الرجل عن الحزب تعددت ، لا سيما وأن الاستقالة تأتي أسابيع قليلة بعد تصريحات نارية، "هاجم فيها›› مجموعة من الشخصيات، منها الفريق محمد مدين المعروف بالجنرال توفيق والأمين العام السابق للحزب عبد العزيز بلخادم.
ومعلوم أن أول ما عُرف به سعداني هو الانتقادات التي وجهها للفريق محمد مدين ، مدير المخابرات السابق، حيث فتح عليه النار، وشكل بهذا الاستثناء.
ويعيب مراقبون على سعداني " أنه استعدى الجميع " خلال فترة قيادته للحزب، فلم يترك سياسيا إلا وهاجمه، فقد سبق له وأن وجه انتقاداته أيضا، للأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي أحمد أويحي، ووصفه بما وصفه، وطالت انتقاداته، زعيمة حزب العمال لويزة حنون ، ولم تسلم من انتقاداته حتى وجوه تاريخية وحتى وزراء في حكومة الوزير الأول عبد المالك سلال وهو ما لم يفعله أسلافه على رأس الأمانة العامة لأكبر قوة سياسية في البلاد.
ع.أسابع
تجسيد مشروع أول عاصمة إفريقية دون قصدير
القضاء على أزمة السكن و تحقيق أحلام آلاف الأسر
كانت السنة المنقضية سنة القضاء على البيوت القصديرية والأحياء الفوضوية بالمدن الكبرى، موازاة مع توزيع عدد معتبر من سكنات «عدل»، وكذا الترقوي المدعم عبر عديد المواقع، مما جعل الآلاف من الأسر تتنفس الصعداء، وهي تستلم مفاتيح شققها بعد سنوات طويلة من المعاناة والانتظار على أمل
أن يتحقق حلمها.
ولم تتوقف عمليات الترحيل عبر المدن الكبرى، على رأسها العاصمة التي كانت محور برنامج ضخم حمل شعار أول عاصمة إفريقية خالية من البيوت القصديرية، وهو ما تحقق بالفعل، بعد أن تكللت الجهود التي بذلتها وزارة السكن بالتنسيق مع مصالح الولاية، على رأسها الوالي عبد القادر زوخ، بترحيل أزيد من 12 ألف عائلة بالعاصمة إلى أحياء جديدة تتوفر على كافة مرافق الحياة، ضمن أكبر عملية ترحيل تشهدها البلاد منذ الاستقلال، والتي انطلقت سنة 2014، مقابل استرجاع مساحات واسعة لاستغلالها في تنفيذ مشاريع جديدة، كما مست عملية الترحيل العشرات من الأسر بالولايات الكبرى التي تضررت هي الأخرى من ظاهرة انتشار الأحياء الفوضوية، ليبلغ العدد الإجمالي للأسر المرحلة من البيوت الهشة والقصديرية على مستوى العاصمة وحدها، أزيد من 46 ألف أسرة منذ العام 2014 .
وبالموازاة مع تنفيذ سياسة الحكومة في شقها الاجتماعي، لصالح الفئات المعوزة ومحدودة الدخل، تواصلت مساعي وزارة السكن لتحقيق حلم الطبقة المتوسطة في الاستفادة من سكن يناسب مدخولها الشهري، بالمضي قدما في استكمال ما تأخر من برنامج «عدل 1»، وإعطاء دفع للمشاريع التي تم إطلاقها عن تسريع وتيرة الإنجاز، مما مكن من توزيع المفاتيح على مكتتبي هذه الصيغة على مستوى مواقع عدة بالعاصمة، منها المالحة وجنان سفاري والرغاية وسيدي عبد الله، إلى جانب تسليم أولى مفاتيح السكن الترقوي المدعم بموقع سيدي عبد الله بداية شهر ديسمبر، كما حظيت عدد من الولايات بنفس الامتياز، وشهدت هي الأخرى عمليات توزيع عدد من السكنات ضمن صيغة «عدل 2»، بعد أن سجلت فائضا في برنامج «عدل 1»، من بينها خنشلة التي استفادت من 1350 وحدة، إلى جانب توزيع 700 سكن بولاية عين تيموشنت.
ولم تتوقف عمليات التوزيع منذ بداية العام 2016، في مختلف الصيغ، حيث تم الإفراج أيضا عن السكنات التساهمية، بتوزيع المشاريع المكتملة على مستوى مواقع عدة، بعد تسوية المشاكل التقنية التي عرقلت عملية الإنجاز، وتم أيضا خلال العام المنصرم تدشين العديد من الأحياء الجديدة، مدعمة بالمرافق الضرورية، من بينها المؤسسات التعليمية والصحية وفضاءات للراحة، مما أدى إلى تغيير وجه المدن الكبرى، بعد أن تخلصت من البناءات الفوضوية، بفضل التحدي الذي رفعته وزارة السكن بالتنسيق مع السلطات المحلية، في مقدمتها ولاية العاصمة، وتوجت هذه الجهود التي ظهرت آثارها ميدانيا، بمنح وزير السكن عبد المجيد تبون ووالي العاصمة عبد القادر زوخ وسام الاستحقاق الوطني برتبة عشير، عرفانا لهما بالجهود التي بذلاها لتغيير وجه العاصمة، وكان ذلك في احتفالية نظمت منتصف شهر جوان الماضي، بحضور مسؤولين سامين في الدولة.
ويعد برنامج عدل من أهم المشاريع السكنية على الإطلاق منذ الاستقلال، لكونه جاء ليلبي طلبات شرائح واسعة في المجتمع من ذوي الدخل المتوسط، التي تحقق حلمها في اقتناء سكن مدعم من قبل الدولة، مع دفع قيمته بالتقسيط، فضلا عن إمكانية تملكه فور تسديد كافة الدفعات، وهو ما أكده وزير القطاع عبد المجيد تبون، الذي دعا المكتتبين إلى الثقة في هيئته، التي شرعت بالفعل مع نهاية العام 2016 في استدعاء مكتتبي عدل 2 لاختيار المواقع، ومن ثم تسديد ما تبقى من أقساط، لتحقق بذلك هدف الحكومة بالقضاء نهائيا على أزمة السكن مع استلام كافة المشاريع القائمة. كما شهدت السنة المنقضية توزيع أولى سكنات «عدل واحد»، التي تعطل تجسيدها منذ إطلاق البرنامج سنة 2000، لأسباب عدة، حيث استلمت العديد من الأسر مفاتيح شققها بعد انتظار استمر أزيد من 15 عاما في أجواء احتفالية، وبالموازاة مع ذلك لم تتوقف عمليات ترحيل قاطني البيوت القصديرية والسكن الهش والأقبية، حيث تم اختتام السنة بترحيل 1200 أسرة بالعاصمة إلى سكنات لائقة، تجسيدا لالتزامات الحكومة بعدم المساس بالبرامج السكنية وسياسة الدعم الاجتماعي مهما كان الظرف المالي أو طبيعة الوضع الاقتصادي للبلاد.
لطيفة/ب
" الكومندانتي " فيدال كاسترو يترجّل
بعد حياة حافلة عاشها كأحد أبرز القامات السياسية من زعماء القرن العشرين، وكصديق ومناصر للقضايا العادلة، رحل الزعيم الكوبي فيدال كاسترو الذي يفضل إعلام بلاده تسميته بالكومندانتي، في 25 نوفمبر 2016 عن عمر ناهز 90 عاما، بعد أن حكم بلاده 49 عاما.
عُرف فيدال كاسترو بمواقفه المساندة لحركات التحرر، و بمواقفه المناصرة للقضية الفلسطينية والمدافعة عن شعبها حيث وقع الزعيم الكوبي عام 2014 بيانا دوليا للدفاع عن فلسطين، يطالب إسرائيل باحترام قرارات الأمم المتحدة والانسحاب من الضفة الغربية والقدس الشرقية، كما أعرب مراراً عن دعمه لطلب فلسطين بأن تصبح عضوا في الأمم المتحدة.
وكان كاسترو الذي اعتبر الرئيس عبد العزيز بوتفليقة "رحيله خسارة كبرى للشعب الجزائري"، صديقاً للجزائر، بل لقد كان فيدال كاسترو جزائريًا حتى آخر نفس، حيث ظهر في مرات عديدة وفي لقاءات مع مسؤولين أجانب، وهو يرتدي بذلة الفريق الوطني الجزائري التي تلقاها كهدية، آخرها أثناء احتفاله بعيد ميلاده التسعين في شهر أوت الماضي، كتعبير منه على العلاقات القوية التي تجمع بين كوبا والجزائر، وامتداداتها التاريخية التي تعود إلى أزيد من 50 عاما، بل إلى فترة الاستعمار، حيث تقاسم ثوار البلدين نفس مبادئ السيادة والكفاح التحرري، وهي العلاقة التي استمرت بعد الاستقلال وتطوّرت أكثر فأكثر، بل ارتقت في عمقها إلى مستوى الصداقة القوية والأخوة ، وهي علاقة ممتازة نسجها قادة البلدين مع الراحل كاسترو بدءا بأول رئيس للجزائر الراحل أحمد بن بلة الذي وجد في كوبا الداعم المعنوي والمادي خلال خوضه حرب الرمال، إلى هواري بومدين الذي ربطته والزعيم علاقة "مثالية" لتتطوّر في عهد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة نحو البناء والشراكة الإستراتيجية في مجالات متعددة لاسيما الصحة.
فقد كان الرئيس الراحل أحمد بن بلة قد افتتح جسر الزيارات بين الجزائر وكوبا غداة استقلال الجزائر في أكتوبر 1962، وزار كاسترو الجزائر العام 1972 بمناسبة انعقاد مؤتمر دول عدم الانحياز، وتوطدت علاقته مع الرئيس الجزائري هواري بومدين، وأقام كاسترو في الجزائر لمدة قاربت الشهر.
كما قام كاسترو في ماي 2001 بزيارة إلى الجزائر التقى خلالها مع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة وكبار المسؤولين في الدولة، واستقبل كاسترو الوزير الأول عبد المالك سلال لدى زيارته لكوبا في 13 أكتوبر الماضي.
وكاسترو المولود في 13 أوت 1926، تولى رئاسة كوبا عام 1959، بعد ثورة أطاحت بحكومة فولغينسيو باتيستا، واستمر حتى عام 2008 ، قبل أن يسلم السلطة لشقيقه راؤول كاسترو.
انتزع كاسترو السلطة في ثورة 1959 وحكم كوبا 49 عاماً بمزيج من الكاريزما والقبضة الحديدية فأقام دولة الحزب الواحد وأصبح شخصية رئيسية في الحرب الباردة، وأطاح كاسترو بالرأسمالية وحظي بالشعبية بعد أن جعل المدارس والمستشفيات في متناول الفقراء.
صورت الولايات المتحدة وحلفاؤها كاسترو شيطاناً، لكن الكثير من اليساريين حول العالم مولعون به خاصة الثوار الاشتراكيين في أمريكا اللاتينية وإفريقيا، وتحدى فيدال كاسترو 11 رئيساً أمريكياً ونجا من مؤامرات لا تحصى لاغتياله بلغت رقماً قياسياً بأكثر من 600 محاولة بحسب موسوعة غينيس.
وكان جون كينيدي قد فرض في فيفري 1962 حظراً تجارياً ومالياً على كوبا، أثر على اقتصاد كوبا رغم سلسلة من إجراءات التخفيف التي اعتمدتها إدارة الرئيس باراك أوباما.
ع.أسابع
انتخاب ترامب رئيسا للولايات المتحدة يزلزل العالم
أحدث فوز مرشح الحزب الجمهوري، رجل الأعمال دونالد ترامب، في السباق نحو البيت الأبيض الأمريكي مطلع نوفمبر الماضي، زلزالا سياسيا وصف بغير المسبوق في العالم.
وإن كان عدد من زعماء العالم قد هنأوا الرئيس الأمريكي الجديد، إلا أن بعضهم أبدوا تخوفهم من أن يقود انتخاب ترامب العالم إلى مزيد من التوتر، معربين عن توجساتهم من عدم معرفة استراتيجية أمريكا المستقبلية، في عالم اعتمد لفترة طويلة على أمريكا للحفاظ على الاستقرار فيه، متحججة بكون أن إمكانيات ترامب محدودة، وأن مواقفه متطرفة، وأبدى الأوروبيون كما المسلمون تخوفاتهم بعدما أبدى الرئيس الأمريكي رغبته في توطيد علاقاته مع روسيا، وإعلانه الدعم المطلق لإسرائيل، وتحويل مقر السفارة الأمريكية إلى القدس فضلا عن تصريحاته الصادمة التي دعا فيها إلى حظر دخول المسلمين الولايات المتحدة عبر وقف كامل و كلي، فضلًا عن تصريحات تعلقت بفرض السيطرة على المساجد في البلاد.
حيث قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بأن انتخاب الملياردير دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة يمثل «احتمالا خطيرا سيؤدي إلى تعقيد العلاقات بين أوروبا و الولايات المتحدة».كما وصفت وزيرة الدفاع الألمانية ، فوز دونالد ترامب بأنه "صدمة كبيرة".
و وصفت الكثير من الصحف الفوز الذي حققه ترامب على حساب منافسته الديمقراطية، هيلاري كلينتون التي كان ينظر إليها على أساس أنها الأوفر حظا، بالزلزال السياسي و باليوم المظلم للعالم، على غرار ما ذهبت إليه صحيفة الغارديان البريطانية التي أشارت إلى أن ‘' لفوز ترامب صدى مقلقا، كونه يعكس توجهه العام نحو اليمين في السياسة في الديمقراطيات الغربية.
وذهبت بعض التحاليل الإعلامية المسنودة بآراء لرجال السياسة بأن "هذه نكبة جلبتها أمريكا على نفسها، فعندما جد الجد لم تجد أمريكا طريقة ذات مصداقية لتجميع الناس ضد ترامب وما يمثله".
وعبر رئيس تحرير مجلة "نيويوركر"، في حوار أجرته معه مجلة " شبيغل" الألمانية، عن مخاوف قطاع واسع من الأمريكيين بالقول " إن ما يثير القلق في انتخاب دونالد ترامب هو عدم احترامه الدستور وازدراؤه الصحافة ودعوته إلى معاقبة المحتجين أو من يحرقون العلم، ومنع فئات إثنية من المهاجرين ".
وعكس تصريحات الرسميين، كانت مواقف الأحزاب اليمينية المتطرفة أكثر ترحيبا بوصول ترامب إلى كرسي البيت الأبيض، بعدما فتحت خطاباته التي تحمل نبرة عنصرية، شهية تلك الأحزاب المعادية للمهاجرين من أصول عربية والمسلمين.
كما لم يخف مسؤولون ومحللون في العالم العربي والإسلامي، مخاوفهم من توتر العلاقات بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي بعد وصول ترامب إلى البيت الأبيض بسبب مواقفه التي وصفت بالمعادية.
ع.أسابع
عام تراجع الخضر قاريا و عالميا
أنهى المنتخب الوطني سنة 2016 في وضع لم يتعود عليه المتتبعون وعشاق الخضر منذ العام 2009، فكتيبة الناخب الوطني جورج ليكنس رهنت الحظوظ في التأهل إلى مونديال روسيا، بعد تعادل وهزيمة في مستهل المشوار، و ستدخل نهائيات كأس أمم إفريقيا بالغابون بعد أسبوعين والشك يخيم على بيت المنتخب، نتيجة تراجع مردود و فورمة عديد الركائز، علاوة على هبوب رياح التغيير على العارضة الفنية الوطنية، التي شهدت تداول ثلاثة مدربين أجانب عليها، في سابقة لم تعرفها حوليات الكرة الجزائرية من قبل.
المنتخب الوطني الذي عاش فترة زاهية في آخر ست سنوات بفضل نتائج و إنجازات، رسختها مشاركتين مشرفتين في مونديال جنوب إفريقيا والبرازيل، بفضل نجوم تألقت في سماء الكرة الأوروبية، سجل تراجعا على مدار شهور السنة الجارية، فخفت «نوره» و مد خطوات عملاقة نحو الخلف، على لائحة تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، فالمنتخب الذي أنهى العام المنصرم في الصف الثامن والعشرين عالميا و الثاني إفريقيا، و واصل توهجه في مطلع العام الجاري بتسيده القارة الإفريقية، تقهقر في الأشهر الأخيرة لينهي السنة في المركز الثامن والثلاثين عالميا والخامس إفريقيا، بدفعه نقدا ضريبة غياب الاستقرار على مستوى الجهاز الفني، و تراجع أداء بعض الركائز التي لازمت مقاعد البدلاء في النصف الثاني من العام.
ثلاثة أجانب في سابقة في حوليات الكرة الجزائرية
ولعل أبرز ضربة موجعة تلقاها المنتخب في السنوات الأخيرة، تتمثل في تداول ثلاثة تقنيين أجانب على عارضته الفنية، حيث استهل السنة التقني الفرنسي كريستيان غوركوف الذي لم يحقق الإجماع، ما جعله عرضة لسهام النقاد و رجال الإعلام و محبي الخضر، ما اضطره لرمي المنشفة مطلع شهر أفريل الماضي، في خرجة فاجأت رئيس الفاف الذي بحث عن البديل قرابة الثلاثة أشهر، قبل أن يقع اختياره على الصربي ميلوفان راييفاتش، الذي قدم أوراق اعتماده رفقة المنتخب الغاني بقيادته إلى نهائي كأس أمم إفريقيا 2010 بأنغولا، و إلى ربع نهائي مونديال ذات السنة بجنوب إفريقيا، غير أن الرجل اصطدم بواقع مغاير مع الخضر، نتيجة عدم قدرته على التواصل مع اللاعبين وحتى الإعلاميين، لعدم إتقانه اللغتين الفرنسية و الإنجليزية، و استنجاده بخدمات مترجم لم تشفع له، حيث اكتشف مع أول مباراة رسمية بأنه غير مرغوب فيه، قبل أن يعبر له «كوادر» المنتخب بصوت مسموع عن رفضهم العمل تحت قيادته في نهاية مباراة الكاميرون بملعب مصطفى تشاكر بالبليدة، ليرمي المنشفة ويسر على خطى غوركوف، و أمام ضغط عامل الوقت وحاجة المنتخب لربان يقود سفينته في لقاء نيجيريا لحساب الجولة الثانية من تصفيات مونديال روسيا، استنجد روراوة بخدمات التقني البلجيكي جورج ليكنس الذي يعرف بيت الخضر، حيث سبق له العمل مع المنتخب في العام 2003، لكن أول خرجة لم تكن مطمئنة، على اعتبار أن الخضر تلقوا في مدينة أيوو النيجيرية هزيمة ثقيلة بثلاثية، لن تمحيها سوى مشاركة جيدة في كان الغابون.
أسد في تصفيات الكان و أرنب في سباق المونديال
وبعيدا عن «فيروس» عدم الاستقرار الذي نخر العارضة الفنية الوطنية، تذبذبت نتائج الخضر هذه السنة، حيث خاض رفقاء محرز ست مقابلات رسمية، أربعة منها في تصفيات كان 2017، حيث فازوا على إثيوبيا (7/1) في مصطفى تشاكر، وتعادلوا معها في أديس أبابا (3/3)، وهزموا السيشل في فيكتوريا(0/2)، وتخطوا عقبة منتخب ليزوطو في البليدة (6/0)، لينهوا التصفيات في الريادة برصيد 16 نقطة، نتاج خمسة انتصارات وتعادل، وبهجوم ناري هز شباك المنافسين في 25 مناسبة، ما جعل المتتبعين يشيرون إلى أن منتخبنا استعرض عضلاته أمام منتخبات ضعيفة في تصفيات الكان، لا يمكن أخذ نتائجها كمعيار للوقوف على مدى استعداد الخضر للتنافس على اللقب القاري، وهو ما تأكد مع انطلاق تصفيات المونديال، أين تراجعت نتائج منتخبنا بشكل مقلق، بعد أن تعادل أمام الكاميرون في البليدة (1/1)، و انهزم أمام نيجيريا في أيوو (3/1)، وهما نتيجتان رهنتا الحظوظ في ضمان ثالث تواجد على التوالي في المونديال والخامس في تاريخ الكرة الجزائرية، وقد ربط الملاحظون التراجع بغياب الاستقرار على مستوى العارضة الفنية، و تراجع مستوى بعض الركائز في صورة فغولي و براهيمي و مجاني، ما جعل الفاف تواصل انتهاج سياسة تدعيم المنتخب بالمواهب الشابة خريجة مراكز التكوين الفرنسية اعتمادا على قانون الباهماس، فتم ضخ دماء جديدة بقدوم الرباعي ياسين بن زية (ليل- فرنسا) وإسماعيل بن ناصر (أرسنال-إنجلترا) أدم وناس (بوردو – الفرنسي) وإدريس سعدي (كورتري - البلجيكي).
نورالدين - ت
محرز ينصب نفسه "ملكا"
تألق نجم الخضر رياض محرز، الذي ظفر بالعديد من التتويجات، لينصب نفسه ملكا للكرة الجزائرية دون منازع.وجاء تتويج محرز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز، والتأهل إلى دور 16 لدوري أبطال أوروبا مع ليستر سيتي لأول مرة في تاريخ النادي، كأحد النقاط المضيئة للكرة الجزائرية في 2016، فضلا عن تتويج اللاعب بجائزة أفضل لاعب في المسابقة الموسم الماضي.وفاز محرز بعدة تتويجات، على غرار الظفر بجائزة «بي. بي. سي» لأحسن لاعب إفريقي لموسم 2016 وشارك في التصويت على أحسن لاعب إفريقي لموسم 2016 مئات الآلاف من عشاق كرة القدم عبر العالم، حيث تم تتويج محرز باللقب في منافسة ضمت نجوما كبارا، في صورة الغابوني بيار أوباميانغ وبوروسيا دورتموند الألماني، وأندري آيو لاعب غانا وويست هام الإنجليزي، وساديو ماني لاعب السنغال، وليفربول الإنجليزي و الإيفواري يايا توريه.وتألق محرز بشكل لافت خلال عام 2016، حيث كان قوة ضاربة لفريق ليستر سيتي، من خلال قيادته لتحقيق لقب الدوري الإنجليزي لأول مرة في تاريخه، بعد تسجيله 17 هدفا وصنع 11 هدفا آخر، كما ساعد محرز المنتخب الوطني في التأهل إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا بالغابون، من خلال صنعه ل 5 أهداف وتسجيل هدفين في 5 مباريات لعبها. ويتواجد محرز في طريق مفتوح ليتوج بجائزة الكرة الذهبية الإفريقية، التي تمنحها "الكاف" لأحسن لاعب ينتمي إلى القارة السمراء، نظير المستويات الكبيرة التي قدمها مع ليستر، وفوزه بالدوري الإنجليزي وبجائزة أحسن لاعب في انجلترا. للتذكير مرت 30 سنة على آخر تتويج للجزائر بالكرة الذهبية الإفريقية، والتي توج بها صاحب الكعب الذهبي رابح ماجر، كان يحمل في تلك الفترة ألوان نادي بورتو البرتغالي.وتنتظر الجزائر أن يكون رياض محرز صاحب هذا التاج الغالي يوم الخامس جانفي ب "أبوجا" النيجيرية. ودخل محرز أيضا تاريخ الكرة الذهبية العالمية التي تمنحها سنويا مجلة "فرانس فوتبول" الفرنسية، وذلك بفضل احتلاله المركز ال7 في الترتيب العام للجائزة من ضمن 30 نجما عالميا تم ترشيحهم للجائزة.للإشارة يعد محرز أول لاعب جزائري وعربي يحقق هذا الإنجاز الكبير جدا، خصوصا وأنه تقدم على لاعبين كبار، مثل ليفاندوفسكي، والنجم السويدي إبراهيموفيتش، وأغلى لاعب في العالم الفرنسي بول بوغبا.
مروان. ب
ماجر ضمن قائمة أساطير العالم المعتزلين
أعلن الاتحاد الدولي للتأريخ وإحصائيات كرة القدم، التابع للفيدرالية الدولية «فيفا»، قائمة بأسماء أساطير العالم 48 المعتزلين، و قد ضمت هذه القائمة أسماء عدد من اللاعبين العرب، منهم النجم الدولي و القائد الأسبق للمنتخب الوطني رابح ماجر، الشهير بصاحب الكعب الذهبي بالإضافة إلى المصريين محمود الخطيب و محمد أبوتريكة نجما النادي الأهلي، كما اختار الاتحاد كلا من السعودي ماجد عبدالله، و الكويتي جاسم يعقوب.
و تصدر القائمة الجوهرة السوداء البرازيلي الأسطورة بيليه، و الأرجنتيني دييغو مارادونا، و الهولندي يوهان كرويف، و الويلزي ريان غيغز، بالإضافة إلى البرتغالي لويس فيغو.
ظاهرة العنف عادت بقوة
لم تكن سنة 2016 أفضل حالا من السنة التي سبقتها في رياضة الكرة الجزائرية، حيث عرفت مواصلة تفشي ظاهرة العنف في الملاعب، بدليل سقوط عديد المصابين والجرحى، آخرها أحداث ديربي العاصمة بين المولودية وبلوزداد، أين فقد أحد مناصري «الشناوة» عينه اليسرى، ليصاب بعاهة مستديمة، بعد إصابته ب «سينيال « طائش، إضافة إلى الأحداث التي عرفتها مدينة بجاية خلال مباراة الموب والحمراوة، أين اضطر رجال الأمن إلى إخراج أنصار الحمري من المدرجات خوفا من حدوث الكارثة، بعد الأحداث التي وقعت خارج أسوار ملعب الوحدة المغاربية.و قد أرجع العارفون بشؤون الكرة ذلك، إلى وجود عدة عوامل ساهمت في تفشي هذه الظاهرة سنة 2016، أبرزها سحب أعوان الشرطة من الملاعب، ورغم أن قرار اللواء عبد الغاني هامل واضح وهو السحب التدريجي لرجال الشرطة، مع ضرورة توفير أعوان الملاعب من طرف كل ناد، إلا أن هذا القرار حسب أهل الاختصاص، جعل الأنصار لا يشعرون بالطمأنينة، وعجل بعودة ظاهرة العنف، وتوصل الأمر إلى حد دخول مناصر إلى أرضية الميدان والاعتداء على الحكم زواوي في مباراة دفاع تاجنانت ومولودية الجزائر، وهي الحادثة التي تلخص ما يحدث في الملاعب الجزائرية.ما عجل بعودة رجال الشرطة إلى الملاعب لتفادي حدوث الإنزلاقات الخطيرة وسط المناصرين، فيما يرى البعض بأن الأمر كان متوقعا بالنظر إلى الظروف التي تلعب فيها المباريات، ووضعية الملاعب التي تفتقد لأدنى شروط الراحة، حيث يكون المناصر معرضا للضغط قبل العنف كما هو الحال في الآونة الأخيرة على إعتبار أن كل المؤشرات كانت تصب في خانة حدوث أعمال الشغب بسبب عدم إيجاد حلول جذرية، وليست ظرفية والاكتفاء بالقرارات الترقيعية والإبقاء على القوانين حبرا على ورق.ورغم أننا لم نلعب حاليا سوى مرحلة الذهاب فقط، إلا أننا سجلنا عدة تجاوزات خطيرة، ما يعني أن القائمين على شؤون الكرة الجزائرية مطالبين بالضرب بيد من حديد خلال السنة الجديدة، سيما وأن التنافس سيكون على أشده سواء في المحترف أو في الأقسام الدنيا، بعد أن تتضح هوية الأندية التي ستنافس على الأدوار الأولى (الصعود)، وحتى الأندية التي تصارع من أجل ضمان البقاء.
بورصاص.ر
المواد المحظورة "موضة" جديدة
من بين الفضائح التي برزت خلال السنة المنقضية، فضيحة تعاطي لاعبي البطولة الوطنية لمواد محظورة.فبعد أزيد من ألف فحص لكشف المنشطات أجري سنة2016، كانت 4 حالات كافية لكشف المستور، وقد تكون قضية يوسف بلايلي أكثر القضايا التي صنعت الحدث، وأسالت الحبر وأثارت التساؤلات، بعد أن سحر ابن الباهية وهران الجماهير بفنياته وإمكانياته الكبيرة.فقد تم الكشف عن تعاطيه لمادة محظورة في مباراة اتحاد الجزائر ومولودية العلمة لحساب منافسة رابطة الأبطال، وبعدها في مباراة البطولة الوطنية أمام شباب قسنطينة، ليعاقب بلايلي بثماني سنوات حسب ما تنص عليه قوانين الفيفا.
عقوبة بلايلي لم تكن عبرة لبقية اللاعبين، فقد أضيفت أسماء أخرى لقائمة المتعاطين للمنشطات، غير أن الصنف هذه المرة يتعلق بمكمل غذائي تعاطاه هداف مولودية الجزائر خير الدين مرزوقي، الذي أكد أنه تناول المكمل الغذائي بعد استشارته للطبيب، لكن نتائج التحليل جاءت ايجابية، وهو ما كلفه إقصاء لمدة أربع سنوات، وبعدها جاءت حالة متوسط ميدان شبيبة سكيكدة عمروس.وأضحى اكتشاف حالة جديدة لتعاطي المنشطات في البطولة، بمثابة القطرة التي أفاضت الكأس، وأصبح معها التساؤل حول واقع الاحتراف في الجزائر وحقيقته مشروعا، كون خير الدين مرزوقي، كان رابع حالة، أكدت التحاليل بأن نتائج تحاليلها إيجابية خلال الموسم الكروي الجاري، بشكل يؤكد أن الأمر لا يتعلق بحالات شاذة، لأن اختيار العناصر التي تخضع إلى التحاليل يكون بصفة عشوائية.
فبعد أن كان المتتبعون يتحدثون في وقت سابق عن النجم العالمي السابق الأرجنتيني مارادونا، الذي اشتهر بتعاطي مادة الكوكايين، جاء الدور على لاعبينا، ما يجعل السؤال المطروح، هل الأسباب التي جعلت أمثال بلايلي يتعاطون مثل هذه المواد المحظورة الأموال الباهظة التي يتقاضونها، أو بسبب المحيط أو من أجل أشياء أخرى ويتمنى المتتبعون أن تكون سنة 2017 مغايرة عن سابقتها.
بورصاص.ر
الموب و الساورة يدخلان التاريخ
دخل فريقا مولودية بجاية و شبيبة الساورة التاريخ من أوسع أبوابه سنة 2016، حيث تمكن أبناء يما قورايا من الوصول إلى نهائي كأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، في أول مشاركة لهم في منافسات قارية، ليحافظوا بذلك على التواجد الجزائري للمرة الثالثة على التوالي في نهائي المحفل القاري، بعد تتويج وفاق سطيف بتاج رابطة الأبطال سنة 2014، وبعدها خسارة اتحاد الجزائر النهائي سنة 2015 أمام تي بي مازيمبي، نفس النادي الذي خسر أمامه الموب نهائي الكاف، وهي المشاركة التي وصفت بالمشرفة، بالنظر إلى قلة الإمكانيات والمشاكل التي عانى منها رفقاء يايا، الذين يخشى عليهم المتتبعون أن يلقوا نفس مصير مولودية العلمة، الذي دفع ثمن تألقه خارجيا بالسقوط محليا إلى الدرجة الثانية.
وكانت سنة 2016 مميزة كذلك بالنسبة لفريق شبيبة الساورة، الذي أنهى الموسم الكروي 2015/2016 في المرتبة الثانية، ما سيسمح له بالمشاركة في منافسة رابطة أبطال إفريقيا لأول مرة في تاريخه، أين سيواجه نادي رانجرس النيجيري في الدور التمهيدي.
المشاركة الجزائرية في أولمبياد ريو
تراشق بالتهم و مخلوفي و «المعاقون» الشجرة التي غطت الغابة
عرفت المشاركة الجزائرية في أولمبياد البرازيل سطوع نجم العداء توفيق مخلوفي، الذي كتب اسمه بأحرف من ذهب، وسجل مشاركة الجزائر في «الأولمبياد»، بعد إحرازه ميداليتين فضيتين في سباقي 800 و 1500 م، ليصبح أول رياضي جزائري ينتزع ميداليتين في نفس الدورة ، واعتلائه لائحة الجزائريين الأكثر إحرازا للميداليات في الألعاب الأولمبية، بعد ذهبية لندن 2012.
مخلوفي كان بمثابة الشجرة التي غطت الغابة وحفظت ماء وجه الجزائر، في دورة طبعها التراشق بالتهم بين الرياضيين والمسؤولين.غزال «الأهراس»، وإن فشل في الدفاع عن لقبه الأولمبي لاختصاص 1500 م، فإنه صنع الاستثناء، بكونه الجزائري الوحيد الذي صعد على المنصة، في إنجاز تكرر للطبعة الثانية على التوالي، رغم أن الجزائر سجلت حضورها في ريودي جانيرو بمشاركة قياسية، بوفد يضم 64 رياضيا، في 13 إختصاصا، مع نجاح منتخب كرة القدم في العودة إلى «الأولمبياد» بعد غياب دام 36 سنة، لكن المشاركة كانت مخيبة، بالاكتفاء بتعادل وحيد مع البرتغال.إنجاز مخلوفي لم يمنعه من التهجم على القائمين على شؤون الرياضة في بلادنا، حيث أطلق تصريحات نارية، موجها أصابع الاتهام لمسؤولين في اللجنة الأولمبية، ما أثار ضجة إعلامية كبيرة.
خروج مخلوفي عن صمته كان بمثابة القطرة التي أفاضت الكأس، لأن العداء العربي بورعدة تألق بدوره في منافسات العشاري، وكان قريبا من المنصة، مع تحطيمه الرقم القياسي الإفريقي، لكن صور تحضيراته لهذا الموعد، ومعاناته في الاستعداد لهذه الدورة الأولمبية هزت رواد مواقع التواصل الاجتماعي، قبل أن تطفو على السطح قضية شجاره مع مدربه ماهور باشا، ليعود بورعدة إلى الجزائر في ثوب البطل، ويحظى باستقبال شعبي ورسمي كبير.
المشاركة الجزائرية في ريو لم ترق إلى مستوى تطلعات اللجنة الأولمبية الجزائرية رغم احتلال المركز 62، لأن رئيس هذه الهيئة بيراف كان قد راهن على إحراز 4 ميداليات، حيث بلغت قيمة التحضيرات لهذا الموعد 30 مليار سنتيم، لكن التراشق بالتهم والحديث عن الفضائح كان المشجب الوحيد الذي علقت عليه النتائج المخيبة، حيث ذهب بعض الرياضيين إلى حد المطالبة بفتح تحقيق، بينما كان رئيس الوفد الجزائري عمار براهمية في خانة المتهم الرئيسي، سيما بعد استهدافه من طرف مخلوفي وبورعدة في تصريحاتهما النارية، ما جعله يعقد ندوة صحفية لتبرئة ذمته، قبل أن يعلن عن استقالته، بينما ارتأى بيراف تقييم النتائج مع الاتحاديات المعنية دون اللجوء إلى فتح تحقيق.على النقيض من الأسوياء، فإن ذوي الاحتياجات الخاصة كانوا في مستوى الحدث، وحصاد الجزائر في «البارا أولمبياد» كان جد مشرف، بحصد 16 ميدالية، منها 4 ذهبيات، 5 فضيات و7 برونزيات، مع نيل ألعاب القوى حصة الأسد. حصاد نصب الجزائر في المركز 27 عالميا من بين 167 دولة مشاركة، مع احتلال الصف الثاني عربيا والرابع قاريا.
ص / فرطاس
خيبة شاملة نشرت غسيل الكرة الصغيرة
شلل اليد الجزائرية قاريا و غياب عن الساحة العالمية
جسدت مشاركة المنتخب الوطني لكرة اليد في النسخة 22 لنهائيات كأس أمم إفريقيا بالقاهرة، الشلل الذي أصاب اليد الجزائرية، بسبب الصراعات الداخلية التي هزت أركان الفيدرالية، والتي انعكست بصورة مباشرة على النتائج الميدانية، بدليل أن الخضر تنازلوا عن التاج القاري الذي توجوا به للمرة السابعة في تاريخهم، لكن العجز عن التأهل إلى المونديال المقرر مطلع سنة 2017 بفرنسا كان بمثابة «الكارثة».
تضييع اللقب الإفريقي كان منتظرا بحكم أن الدورة أقيمت بمصر، و «الفراعنة» لا يتنازلون عن التاج بأراضيهم إلا في حالات نادرة، فضلا عن قوة المنتخبين المصري والتونسي، وقد تأكد ذلك بتنشيطهما النهائي.
النكسة الجزائرية في هذه الدورة تجاوزت الحدود، بتضييع فرصة المشاركة في نهائيات المونديال، لأن النخبة الوطنية لم تغب عن الدورات الأخيرة للمونديال سوى في طبعتي 2005 و2007.
عجز المنتخب الوطني عن التواجد فوق المنصة بالقاهرة، لاحت مؤشراته الأولية في إفتتاح التظاهرة، إثر الإنهيار أمام منتخب البلد المضيف، ما جعل الانهزام أمام تونس في نصف النهائي يصنف في خانة الأمر المنطقي والمنتظر، لكن التشكيلة الوطنية تجرعت مرارة الهزيمة، وعادت من القاهرة تجر أذيال «الخيبة»، في نكسة كانت كافية لتفجير الوضع داخل الإتحادية، من خلال القبضة الحديدية، وتراشق عديد الأطراف الفاعلة بالتهم.
نكسة «اليد» الجزائرية في «الكان» عجل برحيل الناخب الوطني صالح بوشكريو، رغم تنقله إلى القاهرة وهو مستقيل، ليكون الموعد مع نشر الغسيل بين أعضاء المكتب الفيدرالي، ما أدى إلى حل الإتحادية، وتنصيب لجنة تسيير مؤقتة.
تراجع الكرة الصغيرة الجزائرية تجسد أكثر من خلال المشاركة الكارثية لمنتخب السيدات في نهائيات كاس أمم إفريقيا التي جرت في نوفمبر 2015 بأنغولا، والذي احتل المركز السابع وما قبل الأخير، بعد الاكتفاء بالفوز في مباراة وحيدة، في اللقاء الترتيبي الأخير أمام غينيا، رغم أن سيدات الخضر تعودن على الظهور بوجه مشرف، وقد كانت لهن 17 مشاركة في دورات «الكان»، لتعجل هذه «النكسة» بإستقالة المدرب زهير قرنان، لأن الهدف كان التأهل إلى مونديال ألمانيا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.