سكان مشتتة الفايجة ببكاريّة يشتكون غياب أبسط مرافق الحياة يشتكي سكّان مشتة الفايجة التابعة إقليميّا لبلدية بكارية شرق ولاية تبسة والمتاخمة للحدود التونسيّة من غياب المرافق الحياتية الضرورية وظروف الطبيعة الجبلية القاسية، حيث لا زال أغلبهم يقيم في بيوت من الطين ، وأطفالهم محرومون من نعمة العلم، وقد صبّ سكّان هذه المنطقة المعزولة جام غضبهم على المنتخبين المحليّين ومصالح الغابات لأنهم - حسبهم - حرموهم من أبسط مرافق الحياة إذ منعوهم من بناء سكنات لائقة بأموالهم من جهة وحرمانهم من الاستفادة من البناء الريفي والسكن الاجتماعي من جهة أخرى ، إلى جانب عدم استفادتهم من الكهرباء الريفية التي تمرّ أعمدتها بين منازلهم وكوابلها فوق سكناتهم المغطاة بصفائح الزّنك والتّرنيت تحت رحمة القرّ شتاء والحرّ صيفا ، ورغم مشاق الحياة اليومية ومظاهر الحرمان التي وقفنا عليها ونحن نزور منطقة الفايجة إلاّ أن هؤلاء السكان رفضوا الهجرة نحو المدن وأصرّوا على البقاء في أرضهم التي توارثوها أبا عن جدّ،ولعلّ الأكثر غرابة التي حدّثنا عنها بعض سكّان الجهة أن قلّتهم وبعد أن سئموا صعوبة الحياة خاصّة بعد أن رفضت السّلطات السّماح لهم ببناء سكنات ريفية ومنعهم من الاستفادة من البناء الريفي أو الكهرباء فضّلوا النّزوح نحو المدينة لعلّ تكون حياتهم أفضل إلا أن نفس السلطات رفضت حقّهم في السّكن الاجتماعي بحجّة أنهم يقطنون في الرّيف ، وحسبهم أن من بين هؤلاء من تقدّم بملفّ إلى مصالح البلدية والغابات والفلاحة بغرض الاستفادة من إعانة البناء الريفي، وبعد نحو عشرين سنة من الانتظار رفضت ملفاّتهم ، فلا بناء ريفي ولا سكن اجتماعي ولا هم يحزنون ، وهو ما أثار حيرة العشرات منهم ومبرّر الّسلطات المحلية في رفض ملفّاتهم لكون الأرض ملك لإدارة الغابات ، بينما يقول سكّان الفايجة أن أشخاصا يقطنون بجوارهم استفادوا من إعانات البناء الريفي ويضيف السكان نحن جزائريون ولسنا غرباء عن هذه الأرض حتى نحرم من كل المرافق الضرورية ونعيش لعقود طويلة من الزّمن تحت رحمة سقوف من الزّنك ، ونستعمل الشّموع للإنارة في وقت تمرّ فيه الأعمدة الكهربائيّة على بعد خطوات من مساكنهم ، ورغم ذلك فهم مصرّون على التحدّي لعلّ وعسى أن تأتيهم الأيّام القادمة بما هو أفضل ، ولذلك فهم يعتمدون على تربية الماشية وغرس الأشجار المثمرة رغم العراقيل والعوائق التي لا تنتهي ومنها حرث الأرض بمقابل لصالح إدارة الغابات التي ترخّص لهم بعملية الحرث عند قرب انتهاء موسم الحرث ، والمشكل حسبهم يتمثل في مراعاة نوعيّة الأرض التي أنشأت تعاونية عبد السلام لخضر فوق أراضي تابعة لإدارة الغابات إلى غاية إعادة هيكلة القطاع سنة 1983 ،حيث تم إنشاء المزارع المسيّرة ذاتيا ، ومع مطلع سنة 1988 تم إنشاء المستثمرات الفلاحية الجماعية والفردية ومنها ولدت مستثمرة السلام وبعد سنتين تم إلغاء المرسوم 87/17 بمرسوم جديد 90/25 الذي ينصّ على إعادة الأراضي المؤمّمة في إطار الثورة الزراعية دون مراعاة نوعية الأرض ،التي انبثقت في مرات عديدة لإعادة الهيكلة ، كان آخرها إعادة الأراضي المؤمّمة من طرف الثورة الزراعية لإدارة الغابات وهو ما حرم هؤلاء من حقّهم في الاستفادة من البناء الريفي و الكهرباء الريفيّة ومختلف المساعدات لتبقى وضعيتهم في حاجة ماسة لتدخّل السلطات المحلية والولائيّة وعلى رأسها والي الولاية للتكفّل بانشغالات سكّان منطقة الفايجة، الذين يأملون أن تحظى مطالبهم بالتكفّل من طرف المسؤولين ، وأن تتحقّق مطالبهم التي يرون أنها مطالب مشروعة كغيرهم من سكّان أرياف ومداشر الولاية حفاظا على استقرارهم وخدمة أرضهم المعطاءة. بلدية بكارية وعلى لسان احد المنتخبين ،أكّد أن البلدية تدرك حقيقة ما يعيشه سكان منطقة الفايجة من نقائص وهي تعمل جاهدة لتحسين الإطار المعيشي لسكانها حسب إمكاناتها المتاحة باعتبار أن موارد البلدية لا يمكن أن تلبّي احتياجات كل المواطنين ، وفي هذا الإطار فقد تم منح 10 سكنات ريفية لسكان الفايجة على أمل أن يتم تمكين بقية الراغبين في هذا النوع من السكن خلال البرنامج القادم. رئيس المجلس الشعبي الولائي لولاية تبسة السيد قواسمية لغريسي بدوره ،أكد أن ملف منطقة الفايجة يوجد على مستوى مكتب المجلس لدراسته واتخاذ الإجراءات المناسبة التي من شأنها تحسين الوضع المعيشي لسكان المنطقة.