الجزائر رافعة راية الدفاع عن القضايا العادلة في العالم أكّد السفير الصحراوي بالجزائر، عبد القادر طالب عمر، أن الجزائر تبقى رافعة راية الدفاع عن القضايا العادلة في العالم وهي ترافع بجدارة وقوة عنها مثلما ظهر مؤخرا في مجلس الأمن، وقال أن القضية الصحراوية واضحة من الناحية الشرعية فهي قضية تصفية استعمار وعلى الأممالمتحدة ومجلس الأمن وبقية الأطراف تحمل مسؤولياتهم وتنفيذ القرارات الدولية. وأضاف السفير عبد القادر طالب عمر في كلمة له أمس بالمجلس الشعبي الوطني خلال ندوة نظمها احتفاء بالذكرى ال48 لإعلان قيام الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، أن الجزائر تظل رافعة لواء الدفاع عن القضايا العادلة في العالم، وهي تتميز دوما بالجرأة و الشجاعة على اتخاذ المواقف في الأوقات الصعبة خاصة لما نرى البعض يتخاذل ويتراجع ويرتد أمام إهانة إخوته تتقدم الجزائر وترفع رأسها وتقول بصوت عال «لا للاحتلال لا للاستعمار نعم لسيادة الشعوب و يجب أن يقف هذا العدوان والحروب سواء في فلسطين أو في الصحراء الغربية». وأثنى السفير على تنظيم هذه الندوة وقال أنها تحمل رسالة قوية سيكون لها صدى في المخيمات وفي الأراضي المحررة و لدى الصحراويين في المهجر ، وأضاف أن الشعب الصحراوي فخور بعلاقة الأخوة والتحالف والتضامن التي تربطه بالجزائر، وبهذا الوفاء الذي يبديه الشعب الجزائري والدولة الجزائري لمبادئ أول نوفمبر، مضيفا بأن صوت الجزائر يتردد اليوم في كل أنحاء العالم نظير مواقفها المبدئية. وقال السفير الصحراوي في ذات السياق أن « الجزائر تعبر عن الضمير الإنساني بهذه المواقف وتظهر حقيقة كما ظهر المؤسسون وهذا أمر ينتزع التقدير والاحترام». واعتبر المتحدث مرور 48 سنة على إعلان قيام الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية رقم مهم في حد ذاته، وفي ماي القادم ستحل الذكرى ال50 لتأسيس جبهة البوليساريو وإعلان الكفاح المسلح، فنصف قرن من الصمود والثبات على العهد و الإصرار على فرض الوجود هو دليل على رسوخ وقوة المقاومة الصحراوية ونسف لدعاية المغرب التي كان يقول في البداية بأنها جولة أسبوع وينتهي كل شيء، وهاهو يمر نصف قرن والمغرب لم يشرع احتلاله ولم يفرض استعماره ولم ينته النزاع- يضيف المتحدث. وفي نفس الاتجاه أشار السفير إلى أن الشعب الصحراوي الذي بدأ من اللاشيء هو اليوم أكثر إجماعا وأكثر إصرارا وأكثر تجربة عسكرية ودبلوماسية وسياسية في مختلف المجالات، واستطاع في هذه الفترة أن يكون دولة بكل هياكلها التنفيذية والتشريعية والقضائية، وامتداداتها الإدارية وتمثيلها الدبلوماسي المنتشر عبر القارات من سفارات وتمثيليات أكبر من تمثيل بعض الدول. وشدد المتحدث على أن تثبيت حق الشعب الصحراوي وشرعية قضيته لا جدال فيها، فهناك اليوم «إجماع على أنها قضية تصفية استعمار»، و المغرب لا سيادة له على هذه الأراضي و الجميع يطالب باحترام هذا الحق. وواصل بأن القضية الصحراوية واضحة من الناحية الشرعية يبقى التنفيذ، مشددا على أن الصحراوين سيواصلون مقاومتهم ويعولون على الأحرار وعلى رأسهم الجزائر لاستكمال التحرير، وأنهم سيقاومون بكل الطرق إلى أن يصل التسليم بالحق، وقد تمكنوا طيلة هذه الفترة من خلال المقاومة من منع النظام المغربي من أن يشرع احتلاله للأراضي الصحراوية. كما حذر في ذات السياق من التصريحات الأخيرة للملك المغربي حول فتح ممرات لدول الساحل نحو المحيط الأطلسي، وقال إن ذلك يعبر عن تصعيد جديد ومخططات تستهدف المنطقة برمتها لكن نظام المخزن لا يملك الإمكانيات لتنفيذها. وفي الأخير طالب السفير الصحراوي من مجلس الأمن الدولي تنفيذ القرارات الأممية التي تخص القضية الصحراوية وعدم المماطلة والمراوغة وعدم الكيل بمكيالين لأن بعض القضايا تغيرت في ظرف 24 ساعة فقط، كما طالب من جميع الأطراف المعنية تحمل مسؤولياتها. من جانبه جدد رئيس المجموعة البرلمانية للصداقة الجزائر – الصحراء الغربية ميلود تسوح التأكيد على موقف الجزائر الثابت من قضية الشعب الصحراوي الذي طال أمد كفاحه من أجل حقه في تقرير المصير. أما البروفيسور زهير بوعمامة، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية فقد أكد في مداخلة له بأن الحق في تقرير المصير مبدأ غير قابل للتجاوز ، ودعا إلى ضرورة التمسك بأن حل القضية الصحراوية لن يكون إلا عبر تمكين الشعب الصحراوي من حقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير عبر تنظيم استفتاء حر ونزيه تحت إشراف الأممالمتحدة.
