دعت تنظيمات نقابية أولياء التلاميذ إلى اعتماد نتائج الفصل الثاني كمؤشر لتدارك النقائص، وضمان المرافقة المناسبة للأبناء لتحقيق علامات أفضل في الثلاثي الأخير، سيما المقبلين على اجتياز الامتحانات الرسمية، دون استعمال الضغط الذي يؤدي إلى نتائج عكسية. تفتح المؤسسات التعليمية للأطوار التعليمية الثلاثة صبيحة اليوم أبوابها لاستقبال الأولياء وتسليم كشوف النقاط الخاصة بالثلاثي الثاني، وتدارس النتائج المحققة من قبل كل تلميذ مع الأساتذة، وللبحث أيضا عن السبل الكفيلة بتدارك النقائص التي قد تظهر على مستوى أداء التلاميذ في إطار التنسيق بين المؤسسة التعليمية والأسرة. وتؤكد في هذا السياق تنظيمات نقابية تسجيل تحسن في نتائج الفصل الثاني، بعد أن تمكن مجمل التلاميذ من التكيف مع البرنامج الدراسي الخاص بهذا الموسم، وذلك خلافا للفصل الأول الذي يعد الأطول من ناحية عدد أيام الدراسة، وكذا من جانب كثافة الدروس المقررة. وأفاد في هذا الصدد رئيس نقابة الكنابست مسعود بوديبة في تصريح «للنصر» بأن النتائج الفصلية تكون دائما أفضل في الثلاثي الثاني مقارنة بالفصل الأول، في ظل تسجيل تفاوت بين المؤسسات التعليمية التي قلما تشتكي من تراجع المستوى قياسا بالفصل الأول، مؤكدا بأن الأمر أضحى ظاهرة عامة يعرفها قطاع التربية الوطنية، ويقف عليها الأساتذة سنويا. وبرر الأستاذ بوديبة تحسن مستوى أداء التلاميذ في الثلاثي الثاني مقارنة بالثلاثي الأول، بمحدودية عدد أيامه، بما يجعل التلميذ غير مطالب بمراجعة عدد هام من الدروس، مؤكدا على ضرورة جعل موعد استلام النتائج الفصلية فرصة للحوار والنقاش بين الأساتذة والأولياء من أجل تشريح حالة التلاميذ الذين قد تتراجع النتائج الخاصة بهم، أو يحققون معدلات دنيا في بعض المواد. وطمأن المتدخل الآباء بإمكانية تدارك النقص في حال تحلي التلميذ بالإرادة، واجتهد وثابر لرفع المعدل من أجل تحقيق التفوق، قائلا إن الثلاثي الأخير هو امتداد للعام الدراسي، ويمكن للتلميذ أن يستغله لتحسين النتائج الفصلية، سيما بالنسبة للمقبلين على اجتياز شهادة التعليم المتوسط، إذ يتم اعتماد المعدل السنوي لإنقاذ المترشحين الراسبين في الشهادة. وأوضح رئيس نقابة الكنابست بأنه بالنسبة للنتائج الفصلية لطلبة البكالوريا فهي نادرا ما تعكس المستوى، جراء تركيز أغلبهم على التحضير للامتحان الرسمي، دون الاكتراث لتحقيق نتائج جيدة في الامتحانات الفصلية، أو تحصيل معدل سنوي مرتفع، خاصة في ظل عدم اعتماد البطاقة التركيبية ضمن معدل النجاح في البكالوريا. وحذر من جهته المنسق الوطني لمجلس ثانويات الجزائر زبير روينة في حديث معه من أن تتحول مناسبة تسليم الكشوف لتأنيب التلميذ وإلقاء اللوم عليه، بل ينبغي جعلها فرصة لتصحيح الاختلالات، لأن الضغط النفسي سيدفع بالتلميذ إلى النفور من المدرسة، والتركيز فقط على تحقيق معدل يسمح له بالانتقال إلى المستوى الموالي، أو النجاح في البكالوريا لإرضاء الأسرة دون السعي وراء التفوق والامتياز. ونصح المصدر الآباء باعتماد لغة الحوار مع الأبناء لتشخيص الصعوبات، وتلقين التلميذ منذ الصغر ممارسة التصويب الذاتي، وتدارك الوضع في حال تلقى صعوبات في مادة ما، وذلك في إطار تنسيق متواصل ما بين الأولياء والأساتذة لتحسين النتائج. وأثار من جهته الأستاذ روينة إشكالية تغيب بعض المترشحين لاجتياز البكالوريا عن الأقسام، وعدم اهتمام بعضهم بإجراء امتحانات الفصل الثاني، أو الاكتفاء بالإجابة على جزء فقط من المواضيع، بحجة الانشغال بالتحضير للامتحان الرسمي، بما يحول دون تمكن الكثير من الأساتذة من تشخيص الصعوبات وتحديدها لمعالجتها في الثلاثي الأخير، وذلك خلال انعقاد مجالس الأقسام.
