الخضر يدشنون رحلة البرازيل بالسرعة الرابعة تمكن المنتخب الوطني الجزائري من تحقيق فوزا عريضا أمام المنتخب الرواندي برباعية كاملة سهرة أمس دشن به مشوار تصفيات مونديال البرازيل 2014 ، حيث تمكن أشبال حليلوزيتش من بسط سيطرتهم على أطوار المباراة بالطول و العرض. مبعوث النصر : عبد الرحيم قادوم والتصوير : الشريف قليب بداية المباراة كانت قوية من جانب الخضر الذين حاولوا تطويق مرمى الحارس ندولي، هذا و لم تمر سوى دقيقة واحدة عن انطلاق اللقاء حتى سجلنا أول محاولة من قبل الخضر عن طريق القائد لحسن الذي مرت قدفته فوق العارضة الأفقية للحارس الرواندي، واصل بعده أشبال البوسني ضغطهم على مرمى المنافس و كاد المهاجم جبور أن يفتتح مجال التهديف في(د10) بعد مراوغته لمدافعين داخل منطقة العمليات، لكنه توقف و طالب بركلة جزاء بعد أن لمست الكرة يد أحد مدافعي رواندا لكن الحكم لم يعلن شيئا، كثف بعدها الخضر من حملاتهم و حاولوا تنويع اللعب لاسيما أن الراوندين كانوا متمركزين في الخلف من خلال تطبيقهم لخطة دفاعية، وفي (د16) فوت مهاجم غيماراش فرصة ذهبية على الخضر لفتح باب التسجيل بعد عمل جماعي منظم من الجهة اليمنى ينهيه المتألق فغولي بفتحة جملية لكن سوداني لم يحسن استغلالها، ليتمكن بعد ذلك نجم فالنسيا سفيان فغولي من فتح مجال التهديف في(د26)إثر تمريرة جميلة من بودبوز على مقربة من وسط الميدان إلى نجم فالنسيا لم يتعامل معها حارس رواندا جيدا عندما ارتطمت تسديدته في فغولي وتوجهت مباشرة إلى الشباك، ليحرر بذلك الأنصار الذين حضروا بقوة إلى مدرجات مصطفى تشاكر، هذا الهدف حرر رفقاء بودبوز و جعلهم يتحكمون في الكرة و تمكنوا من مضاعفة النتيجة في(د32) بعد عمل جميل، حيث مرر بودبوز إلى حشود على الجهة اليمنى، هذا الأخير وزع كرة على طبق ناحية رأس سوداني الذي أسكنها شباك الحارس الرواندي، ليتمركز بعد ذلك اللعب في وسط الميدان إلى غاية نهاية الشوط الأول بتقدم الخضر بهدفين دون رد. الشوط الثاني دخله الخضر بذات القوة و العزيمة حيث أعطت تغييرات الكوتش وحيد ثمارها بدخول رأس الحربة سليماني مكان جبور، فبعد أن أخفق مهاجم السياربي في ترجمة الفرصة الأولى التي أتيحت له في(د64) بعد عمل رائع من بودبوز، تدارك الأمر برأسية جميلة (د79) بعد توزيعة محكمة من قديورة، كما أن دخول فؤاد قادير حافظ على انتعاش القاطرة الأمامية حيث تألق بكراته الثابتة التي أثمرت إحداها في (81) عن الهدف الرابع إثر ركنية وضعها على راس سوداني الذي ختم مهرجان الأهداف بكيفية غابت عن سجل الخضر منذ مدة. خامس انتصار للبوسني والهجوم سجل 11 هدفا الخضر يواصلون كسر الأرقام مع حليلوزيتش واصل الناخب الوطني وحيد حليلوزيتش كسر كل الأرقام منذ أن تولى زمام العارضة الفنية للخضر، فقد حقق هذا الأخير ما عجز عنه المدربون السابقون الذين تعاقبوا على المنتخب الوطني، حيث تمكنت العناصر الوطنية مع هذا المدرب المحنك من تحقيق خمسة انتصارات متتالية وهو ما لم نشهد من قبل مع كفالي وبن شيخة وسعدان، فقد تمكن الناخب الوطني الحالي من هزم كل من رواندا والنيجر وغامبيا وتونس وإفريقيا الوسطى، وبالتالي تمكن مدرب كوت ديفوار السابق من كسر رقم المدرب رابح سعدان الذي كان يحوز على أربعة انتصارات متتالية، بالإضافة إلى أن التقني البوسني عرف كيف يجد الحل المناسب للعقم الهجوم الذي طارد الخضر لفترة طويلة من خلال تمكن العناصر الوطنية من تسجيل 11 هدفا خلال الخمس مباريات الأخيرة أي بمعدل أكثر من هدفين خلال كل مباراة بعد أن كنا في وقت سابق نعجز عن تسجيل هدف واحد خلال أربع مباريات متتالية، دون أن ننسى بأن الخط الخلفي هو الآخر أصبح في المستوى، حيث لم يتلق سوى هدفا واحدا وكان ذلك أمام غينيا. من جهة أخرى تمكن التقني البوسني من إعادة الثقة لمهاجمي الخضر بدليل أن غالبية الأهداف أصبحت من قبل لاعبي القاطرة الأمامية وهو ما حصل أمس أمام رواندا، أين تمكن سوداني من تسجيل هدفين وسليماني هدف وفغولي هدف. مع حليلوزيتش الفريق هو النجم تميز المنتخب الوطني سهرة أمس بتقديمه عروضا جيدة أعادت إلى الأذهان زمن الكرة الجميلة، حيث وفقت كتيبة حليلوزيتش في إكرام وفادة الضيف الرواندي برباعية نظيفة وضعتها في سدة ترتيب المجموعة الثامنة، انتصار بدد المخاوف وطمأن المحبين والأنصار، عشية التنقل إلى واقادوقو لمواجهة نسور مالي في قمة الجولة الثانية من تصفيات مونديال البرازيل. وبعيدا عن مستوى اللقاء وحجم الضيف الذي لا يزال يحتفظ الجزائريون بمسرحيته الهزلية في نوفمبر 2009، فإن فوز أمس أكد عودة الروح والفعالية إلى بيت الخضر بقيادة "الكوتش وحيد" الذي أحسن توظيف العناصر و تأطيرها، فكان البروز حليف المجموعة التي استحقت عن جدار لقب رجل اللقاء، فرغم أن مبولحي لم يختبر والدفاع لم يحرج في جل أطوار المقابلة إلا أن الفريق ككل كان النجم فوق الميدان ، فتحركات وفنيات الفنان بودبوز صانع الهدف الأول قابلتها اللمسات السحرية لفيغولي واضع المنتخب على المدار وفعالية النجم الصاعد سوداني صاحب الثنائية، في الوقت الذي كان حشود نشطا في الرواق الأيمن ومانح سليماني كرة الهدف الثاني بكيفية تؤكد جودة المنتوج المحلي في عهد حليلوزيتش سيما ورأس الحربة سليماني لم يخيب وبصم على الهدف الثالث برأسية كشفت قدرات هداف بلوزداد وحاجة المنتخب لمهاجمين يحسنون التعامل مع الكرات الهوائية. وإجمالا يمكن القول أن كل اللاعبين أبدعوا ووفقوا في تقديم كرة جميلة غابت عن حوليات الخضر من سنوات، مع بروز لمسة الناخب الوطني حليلوزيتش الذي قاد الخضر إلى خامس انتصار على التوالي، وحرر الآلة الهجومية التي نوعت في الأساليب بهدف من كرة في العمق , وهدفين من توزيعتين على الرواق و ختامها هدف من كرة ثابتة ، تبين حجم العمل الذي قام به التقني البوسني قبيل اللقاء . قالوا عبد الرحمان حشود فوز سيمهد لنا طريق التأهل « أعتقد بأننا أدينا دورنا على أكمل وجه، وبدون مبالغة فإن هذا الفوز سيمهد لنا الطريق للتأهل إلى المونديال. بكل تأكيد، أثبت اليوم المنتخب الوطني بأنه في الطريق الصحيح، وبإمكانه التحسن أكثر، بعد أن تفتحت شهيته، وتخلص من العقم الهجومي. شخصيا أنا سعيد جدا بمشاركتي في هذه المباراة وكذا الفوز العريض الذي سيعزز من معنوياتنا قبل مواجهة مالي». إسماعيل بوزيد تسجيل 7 أهداف في مقابلتين أمر جيد جدا « هذا الفوز يأتي بعد النتيجة العريضة في اللقاء الودي أمام النيجر، ما يؤكد بأن المنتخب الوطني في المنحى التصاعدي من حيث المردود، والروح التنافسية. شخصيا، أرى بأن تسجيل 7 أهداف في مقابلتين، يعكس الجرأة الهجومية التي صار يتحلى بها الخضر، وهذا أمر جيد جدا سيما من الناحية المعنوية. كما أننا لم نجد مقاومة كبيرة من قبل المنافس الذي حاول الاعتماد أكثر على الاحتكاك البدني». إسلام سليماني هذه بدايتي والبقية تأتي « أنا مسرور جدا بالهدف الذي وقعته، ما سيحفزني ويجعلني أثق أكثر في قدراتي. وبكل تأكيد، فإن هذه المباراة تشكل بدايتي الفعلية مع الخضر. لذلك، أنا على يقين من أننا سنسعد أكثر الجماهير الرياضية في الخرجات القادمة، خاصة وأن شهية التهديف قد تفتحت بالنسبة للقاطرة الأمامية وهو عامل من شأنه أن يساعدنا على تحقيق مزيد المكاسب». جمال الدين مصباح علينا نسيان هذا الفوز والتفكير في مالي « صراحة، أنا في منتهى السعادة للجماهير الرياضية الكبيرة التي ساندتنا، وكذا الفوز العريض والثمين التي سيفتح لنا الطريق للتأهل إلى المونديال. ومع ذلك، أرى بأنه علينا نسيان هذت الانتصار والتفكير أكثر في اللقاء المقبل أمام مالي الذي سيكون من طراز مختلف. المجموعة كانت متماسكة، واللاعبون كانوا في يومهم وأدوا مباراة جيدة من شتى الجوانب، وهو الأهم بالنسبة إلينا». هلال سوداني كان بإمكاننا توقيع أهداف أخرى « الحمد لله أننا كنا في مستوى ثقة الأنصار الذين ساندونا. اشكر زملائي اللاعبين الذين قاموا بمجهودات معتبرة، وساعدوني على تسجيل ثنائية، ومن ثمة تحقيق فوز عريض. لكن، وبكل صراحة، اعتقد بأنه كان بإمكاننا توقيع أهدافا أخرى لولا بعض العوامل، ولو أننا لم نخيب وكنا في مستوى الآمال المعلقة علينا، غنها بصراحة أحلى سهرة» رياض بودبوز فوز ضروري يجب وضعه جانبا والتفكير في مالي « لقد سجلنا اليوم فوزا ضروريا، وقعه إيجابي على الصعيدين النقطي والمعنوي. وبكل تأكيد أدينا مباراة جيدة، وسيطرنا على مجريات اللعب. ومع ذلك، لا بد من وضع هذا الفوز جانبا، والتركيز أكثر على الخرجة القادمة أمام منتخب مالي، لأن إفرازاتها ستعزز طموحاتنا أكثر في كسب ورقة الترشح للمونديال. لقاء اليوم كان بمثابة اختبار لنا قبل التنقل إلى بوركينافاسو، وفرصة للمجموعة لدخول أجواء المنافسة الرسمية». أصداء من البليدة * قام رجال الأمن على غلق الطريق المؤدي إلى الملعب في الساعات الأولى من الصباح، وكذا المسالك المؤدية له، تاركين ممرا واحدا للأنصار يبعد بحوالي 500 م عن مداخل الملعب، في الوقت الذي حلقت طائرة مروحية تابعة للدرك الوطني قبل انطلاق اللقاء في أجواء الملعب ومحيطه. * ارتفعت أسعار التذاكر في السوق السوداء صبيحة اللقاء حيث تراوحت ما بين 600 و 800دج والتهبت على مقربة من موعد انطلاق المباراة مع وصول عدد من الأنصار قادمين من مختلف الولايات. * شد انتباهنا مناصرين قادمين من مدينة قسنطينة، حيث أراد كل واحد التميز عن صديقه بحمل ألوان فريقه المفضل، حيث ارتدى الأول قبعة بألوان السنافر والأخر قميصا لجمعية الخروب. * تحولت الحديقة المحاذية للملعب إلى سوق كبير لكل ما له علاقة بالمنتخب الوطني، في الوقت الذي احتل فيه البعض الآخر، الأرصفة لبيع الأوسمة والأعلام الوطنية. * قامت بلدية البليدة بتغطية السوق الشعبي المحاذي للملعب، بعلم عملاق حتى لا يشوه المنظر العام. * كان الفريق الوطني أول من دخل أرضية الميدان وهو ما ألهب المدرجات، ليبادل اللاعبون الجمهور التحية. * لم يتنقل مع الوفد الرواندي سوى صحفي واحد من التلفزيون الرواندي، وما دامت حقوق البث من نصيب التلفزيون الجزائري فقد وضعت كاميرا التلفزيون الرواندي في منصة الصحافيين. حضور محتشم للجماهير الرواندية كما كان متوقعا حضرت الجماهير الرواندية بأعداد قليلة إلى ملعب مصطفى تشاكر من أجل مساندة منتخب بلادها في مباراة أمس أمام المنتخب الجزائري في افتتاح المرحلة الثانية من التصفيات الإفريقية المؤهلة لكأس العالم 2014 بالبرازيل، والأكيد أن غالبية هاته الجماهير كانت من الطلبة الروانديين المتمدرسين بالجامعات الجزائرية، تجدر الإشارة إلى أن تأثير هذه القلة من الجماهير الرواندية لم يكن بالكبير نظرا للتواجد الكبير لجماهير المنتخب الوطني بمدرجات مصطفى تشاكر، حيث اكتفت هذه الجماهير بمشاهدة اللقاء فقط لأن أصواتها لم تكن تصل للاعبين الروانديين. احترام كبير من الجماهير الجزائرية للنشيد الرواندي فضل معلق الملعب أن يوجه رسالة للأنصار الحاضرين بقوة لمساندة الخضر قبيل إنطلاق المواجهة حيث طالب الجميع باحترام نشيد المنتخب الرواندي وعدم التصفير عند عزفه، و هو ما حصل بالفعل، كما استغل الفرصة وحذرهم من مغبة رمي الألعاب النارية على أرضية الملعب لأن قوانين الاتحادية الدولية لكرة القدم تمنع مثل هذه الأمور، وستفرض عقوبات على الاتحادية الجزائرية إذا وقعت مثل هذه التجاوزات في لقاء أمس. حليلوزيتش تفقد الأرضية و طلب رشها أقدم الناخب الوطني وحيد حليلوزيتش فور وصول حافلة المنتخب الوطني إلى ملعب مصطفى تشاكر بتفقد أرضية الميدان، حيث تفاجأ التقني البوسني بقساوة الأرضية وجفافها وهو ما جعله يطلب من عمال الملعب ري العشب الطبيعي حتى لا يؤثر على مردود رفقاء بودبوز وهو الذي طالبهم بتقديم كرة بسيطة بتمريرات قصيرة.
