صابر الرباعي يغني للحب و السلام أبدع سهرة أول أمس أمير الطرب العربي صابر الرباعي، في إمتاع جمهور مهرجان "جميلة" بطبق نغمي طبعه التنوّع الكبير في الطبوع التي تراوحت بين الخليجي و اللبناني و التونسي، إلى جانب الألوان الجزائرية التي زينت لوحة السهرة الرابعة من مهرجان جميلة العربي في طبعته الرابعة و تحركت جنبات الركح على إيقاعات "الشاوي" بصوت فريد حوامد ، و "السطايفي" بصوت فوزي الحامي و "الصراوي" بحنجرة صالح العلمي بالإضافة إلى الطابع الترقي الذي تألقت في أدائه فرقة إمزاد. سفير الأغنية التونسية النجم صابر الرباعي، استهل السهرة بوصلة غنائية افتتاحية ترحيبية بعنوان "مساء الحب" أعقبه بإهداء وكلمة ود تجاه الشعب الفلسطيني، مثّمنا الوقفة الجزائرية مع القضية التي تعني كل العرب والمسلمين. و شرع بعدها في تقديم أغان في مختلف الطبوع، أستهلها ب"أنت ملاكي" بطابعها الخليجي الراقص الخفيف، تلتها أغنية رومانسية بعنوان "أجمل نساء الدنيا" التي تفاعل معها الجمهور بانسجام كبير، انتقل بعدها من الطابع الرومانسي إلى الراقص الخفيف منتقيا أغنية للعملاق الراحل وديع الصافي "على الطائر" بريتم سريع. وفاجأ صابر الرباعي معجبيه بتقديم أغنية عن غزة الجريحة بعنوان "أخي الشهيد" ختمها بأداء "تكبير" أوحى بأنه استوحاه من المسجد الأقصى، فنال إعجاب الحضور. الفرقة المرافقة لصابر الرباعي أمتعت هي الأخرى الحضور بأداء وصلة طربية، برزت فيها آلة الكمان لمدة دقيقتين، صفّق لها الجمهور مطوّلا، قبل أن يعود نجم السهرة إلى ربرتواره الفني الثري و ينتقي أجمل ما غناه في مشواره الفني بالإضافة إلى التراث التونسي و ريتمه الخفيف و الراقص الذي ألهب بفضله الركح تحت وقع حماس الجمهور الذي رقص دون توّقف على أنغام "خلوني معاها" و "يا دلولة" إضافة إلى "عاشق مغروم نار الغيبة" التي أداها على وقع الطبل والدف التونسي . و غنى المطرب المتألق أيضا "يا عشير عمري" التي وصلها بعدة أغان رومانسية من رصيده الناجح مثل "أتحدى العالم" التي ردد كلماتها الحضور و تمايلوا تحت أضواء الهواتف النقالة التي زادت المكان رومانسية، خاصة بعد تأديته لمقطع باللغة الفرنسية.. السهرة بدت طويلة مع صابر الذي اختار تزيين طبقه الفني بعدة طبوع، فظهر التأثير المشرقي من خلال «ببساطة يا حبيبي» و التونسي ب»وين اللي كان عز الحبايب» تبعها بالأغنية المشهورة "سيدي منصور يا بابا" و"برشة برشة يا مدلل" . و كان الختام بأغنية "شريبة ماء" التي تعمّد ع إطالة أداء وصلاتها الأخيرة، لأ بعض الشباب المشاغبين الواقفين في المدرجات الخلفية لم يكفوا عن الصياح "أمشي...أمشي" و حثه على ترك ركح المسرح . الفقرة الثانية من السهرة الفنية كانت من توقيع ثلة من الفنانين الجزائريين، الذين قدّموا باقة منوّعة من التراث الجزائري، على غرار فرقة الإمزاد التي غنت باللهجة الترقية على وقع آلة القمبري التليدية، إضافة إلى الفنان فوزي الحامي الذي قدّم باقة منوّعة من الأغاني في الطابع السطايفي ثم الفنان الشاوي فريد حوامد الذي أهدى الشعب الفلسطيني أغنية برفقة ابنه الصغير بعنوان "غزة مهد الثوار". لتختتم فعاليات السهرة الرابعة بعد تقديم كوكتيل منوّع نال رضا و إستحسان أغلب الحضور. رمزي تيوري قالوا عن المهرجان صالح العلمي يجب إعادة بعث فن الصراوي لإنقاذه من الاندثار كشف الفنان صالح العلمي نجم الأغنية السطايفية و الصراوية، بأنه على المسؤولين والقائمين على الفن الجزائري إعادة إحياء فن الصراوي الذي يعاني من الاندثار والنسيان. و أضاف صاحب «بنت الباطيمات» و»عينيك ملاح» بأنه يملك مسيرة فنية تقارب 34 سنة ويسعى للنهوض بالأغنية السطايفية لأنها أغنية نظيفة والكل يستطيع سماعها مع أفراد عائلته، عكس بعض الطبوع الأخرى. وعن مشاركته في مهرجان جميلة العربي في طبعته العاشرة، أضاف بأنه متعوّد على المشاركة في النشاطات التي يؤطرها الديوان الوطني للثقافة والإعلام. و أعاب على مسؤولي وزارة الثقافة تهميشه و تجاهل اسمه في بعض التظاهرات. أما بخصوص خامة الصوت الصداحة و القوية التي يتميّز بها، قال: « الصوت نابع من حبي وتثميني لتضحيات المجاهدين والشهداء الذين أتذكرهم في كل وقت، نظرا للتضحيات الجسام التي قدموها في سبيل الوطن». فوزي الحامي انطلاقة مسيرتي الفنية صادفت وفاة الشاب حسني صرّح الفنان فوزي الحامي، على هامش مشاركته في السهرة الرابعة من مهرجان جميلة قائلا:» يشرفني أن أكون ضمن الفنانين المشاركين في مهرجان جميلة و أتمنى أنني كنت عند حسن ظن الجمهور السطايفي وجمهور جميلة تحديدا الذي ألتقي به للمرة الأولى». و أردف « رغم أنني من مدينة قسنطينة إلا أن لدي الكثير من المعجبين بسطيف والعلمة والبرج وما جاورها». و حول تخصيص عائدات المهرجان لسكان غزة قال:»يجب أن لا ننسى إخواننا في غزة وسنتقاسم معهم الأفراح و الأقراح». و قدم الفنان لمحة عن مسيرته الفنية ، قائلا بأن تسميته القديمة كانت فوزي لاكلاص و بدايته الفنية كانت في سنة 1998 و مصادفة لوفاة الشاب حسني وتأثر بها كثيرا، مؤكدا بأن لديه 14 ألبوما وثلاثة ديوهات مع الشابة جميلة وآخر مع نصر الدين حرة و واحد مع نعيمة الباتنية». أصداء كويكول تعمد صابر الرباعي الاستمرار في تقديم وصلاته الغنائية وذلك بعد قيام مجموعة من المشاغبين الشباب الصراخ وحثه على ترك ركح المسرح، حيث سمع خلال فترة استراحة قصيرة صراخهم، ما جعله يفضل بحنكته الكبيرة في المجال الفني، الاستمرار في العزف، بدعم من فرقته التي لم زادت لعمر فقرته الموسيقية لحظات إضافية. عتبر الفنان صابر الرباعي من بين الفنانين القلائل الذين يقومون بتوجيه فرقته الموسيقية، و يلعب دور المايسترو، وقد لوحظ على أذنه سماعة خاصة تبقيه على تواصل مع أعضاء فرقته، ما يثبت الاحترافية الكبيرة التي يتمتع بها أمير الطرب العربي. لا تزال مصالح الأمن والدرك الوطنيين تلعب دورها الكبير من أجل توفير الحماية للعائلات التي تحضر سهرات جميلة، وذلك عبر المحاور الطرقات المؤدية للصرح الأثري. و صرّح لنا أحد رجال الأمن بأنهم يتعبون ويسهرون من أجل ضمان نجاح المهرجان. و قد أثنت عليهم العائلات كثيرا. صابر الرباعي في ندوة صحفية سأنضم للمقاومة الفلسطينية إذا اعطوني السلاح كشف المطرب التونسي صابر الرباعي، في ندوة صحفية بعد أدائه وصلته الغنائية،عن تلقيه عرض من أحد المخرجين الأردنيين لإنتاج عمل ضخم في صورة ملحة أو أوبرات، يعبّر عن جراح ومآسي الفلسطينيين، وأضاف بأنه سيكون مسرورا للمشاركة في هذا العمل الفني بمعية فنانين عرب من مختلف الدول العربية أو المقيمين بالمهجر». وأوضح بأنه جاء للمشاركة في مهرجان جميلة العربي في طبعته العاشرة من أجل تبليغ رسالة ود وسلام للعالم، وتبليغ معاناة الغزاويين، و استرسل مردفا:»على كل واحد منا، مهما كان دوره أو نشاطه سواء سياسي أو فني أو إعلامي أن يتحرّر من الكرسي وينطلق للميدان من أجل العمل على وحدة الصف العربي ونصرة غزة وأتمنى أن تكون الرسالة قد وصلت». أيادي أجنبية تعمل على تكسير الوطن العربي و عن واقع المجتمع العربي في الوقت الراهن، قال الفنان التونسي:» الحرب القائمة في عدة نقاط من الوطن العربي على غرار ليبيا وسوريا والعراق، ليست عفوية بل جاءت بتحريض من أطراف أجنبية ترغب في بث الفوضى في مجتمعنا وبلداننا بهدف تكسيرنا وترهيبنا» و اعتبر السهرة التي أحياها بكويكول:» مميّزة للغاية وشرفني الجمهور بحضوره، فمهرجان جميلة بات يملك تقاليد عربية وسينافس مستقبلا المهرجانات العربية الكبرى مثل جرش وقرطاج، وأخذ صدى أكبر». وأضاف عن برنامج «صوت العرب دي فويس» قال بأنه برنامج مختلف وناجح وتقدمت مواهب فنية واعدة ، مسترسلا بأن البرنامج قدّم صورة جديدة عن الفنان «أعتقد أن مستوى الفنانين المتخرجين في الطبعة الأولى والثانية كان عاليا جدا و فرض منافسة شرسة و شد عصبي كبير". تخصيص عائدات مهرجان جميلة موقف مشرّف اعتبر الفنان تخصيص عائدات مهرجان «جميلة» لفائدة غزة،قرارا مشرفا، و يثبت موقف الجزائر الدائم والمتواصل مع فلسطين ولكل الفنانين المشاركين في هذه الطبعة، كما قال لمسة في صنع هذا الدعم المستمر، مشيرا في ذات السياق إلى أن رسالة الفن لابد أن تخدم القضايا العربية وعلى الفنان أن يكون لسان حال أوطانه وشعبه، وعلينا نحن كفنانين عرب يقول الرباعي أن ندعم قضيتنا وننصر أهالينا بالكلمة والمساندة لأن الفن أصبح معادلة مهمة». و بخصوص الوضع الحالي في قطاع غزة، أكد صابر الرباعي، أنه لن يتردد في حمل السلاح والانضمام إلى المقاومة ومحاربة الكيان الصهيوني. و بخصوص مهرجان جميلة بعنوانه الجديد و القضية التي يحملها قال صابر بأن مثل هذه المواقف لابد أن تتكرّر لأن غزة تنتظر منا الوقوف والمساندة المطلقة، لأنها الحقيقة و ليست السراب كما يفهمه الغرب. رمزي.ت برنامج سهرة اليوم ينشط كل من قيصر الغناء العربي العراقي كاظم الساهر و الفنانة زكية محمد والفنان الوهراني صابر الهواري حفل السهرة السادسة لمهرجان جميلة الدولي بركح كويكول الروماني .
