سكان الوحدة الجوارية 17 يستخدمون محيط جامعة قسنطينة 2 كمعبر تحوّل حرم جامعة قسنطينة 2 إلى معبر لسكان التجمعات السكانية المحيطة به من كل الجهات، قصد اختصار المسافة نحو بعض الهياكل القريبة مثل المدارس، وحتى وسائل النقل. وأصبحت جامعة قسنطينة 2 المتواجدة بقلب تجمعات سكانية بالمدينة الجديدة علي منجلي مقصدا للكثير من السكان المحيطين بالحرم الجامعي، حيث يضطرون لتجاوز الحرم الجامعي من أجل بلوغ مقصدهم بالجهة المقابلة، وذلك بسبب طول المسافة في حال التفافهم حول سياج الحرم الجامعي والاقامات الجامعية. ويضطر سكان الوحدة الجوارية رقم 17 لعبور مدخل مديرية الجامعة نحو الباب الرئيسي للطلبة بالجهة المقابلة قصد الوصول إلى بعض الهياكل، في ظاهرة سابقة لم تعتد عليها أغلب المؤسسات الجامعية والتي يقتصر دخولها على الطلبة، أساتذة وعمال، وذلك من أجل حماية خصوصية الصرح من العوامل الخارجية التي يمكن لها التأثير بشكل سلبي على الطالب. ويطرح تموقع جامعة قسنطينة 2 وسط تجمعات سكانية تحيط بها من كل جهة العديد من الأسئلة، حول الهدف من الإجراء، والجدوى منه، خصوصا وأن سكان الوحدة الجوارية رقم 17 الموجودة بمحاذاة إدارة الجامعة لا تتوفر على بعض الهياكل والتي تتواجد في الجهة المقابلة. تلاميذ يعبرون الجامعة إلى مدارسهم تواجدنا بجامعة قسنطينة 2 حوالي الساعة الحادي عشر صباحا تزامن مع انتهاء الفترة الصباحية من الدراسة بالنسبة لتلاميذ الابتدائي، وما هو إلا وقت قليل حتى مرت إحدى الأمهات تحمل حقيبة مدرسية وبرفقتها ابنتها متجهتان نحو حي الوحدة الجوارية 17 قادمتان من الجهة المقابلة، وبدت من خلال مراقبتنا لها أنها تعرف المكان جيدا، ومعتادة على عبور الحرم الجامعي. وتواصل توافد بعض السكان نحو باب الجامعة وعبور المسار المذكور نحو المدخل الرئيسي لجامعة قسنطينة 2، دون أن يبدو على أحدهم ارتباك من تجاوز الحرم الجامعي، أو يعيرهم الطلبة أي اهتمام، إذ يبدو أن كل طرف ألف الطرف الآخر، ويعتبره شريكا في الفضاء. وعند منتصف النهار تبلغ الحركة ذروتها داخل الحرم الجامعي من خلال توافد تلاميذ متوسطة علي منجلي 3 والقاطنين بالجهة المقابلة من الوحدة الجوارية رقم 7، حيث أكد بعض من تحدثنا إليهم خصوصا من التلميذات، أنهن يضطررن إلى دخول الجامعة من أجل الوصول إلى سكناتهن في وقت قصير وأمان، حيث أن أغلبهن لا يجرؤن على الالتفاف حول الجامعة، سيما وأن الطريق شبه خالية من حركة المرور والمارة. كما أكد بعض تلاميذ المتوسطة أنه في حال منعهم من قبل أعوان أمن الجامعة من العبور نحو الجهة المقابلة أين تتواجد سكناتهم وإجبارهم على قطع مسافة طويلة، فإنهم لن يتمكنوا من العودة إلى مقاعد الدراسة في الفترة المسائية في الوقت المحدد، وهو ما يعني أنهم سيعانون كثيرا. ولا يقتصر دخول هذه الفئة فقط إلى وسط جامعة قسنطينة 2، بل أن بعض من سكان العمارات القريبة يجدون في توفر وسائل النقل قرب مدخل الجامعة ملاذا آخرا، وحلا لمشكل عدم توفر وسائل النقل بالقدر الكافي، حيث يستقل الكثير من السكان حافلات النقل الحضري وحتى سيارات الفرود التي يركن أصحابها بالجهة المحاذية لمسجد جعفر بن أبي طالب. مما لا شك فيه، وبالعودة إلى تصريحات بعض سكان العمارات القريبة من الجامعة فإن السماح لهم بالمرور داخل الحرم الجامعي حل لهم الكثير من المشاكل، ولو أنهم اعتبروه حلا غير جذري بالنظر أنه عبء على الجامعة والطلبة، حيث طالبوا السلطات المعنية بدراسة القضية بجدية أكثر من أجل الخروج بحل يرضي كل الأطراف ولا يحمل أية جهة مشاكل جهة أخرى. ومع تواصل الظاهرة، يرى البعض أنه بالإمكان وقوع مشاكل في المستقبل خصوصا مع افتتاح محطة النقل البري المجاورة لكلية العلوم الاقتصادية، وهو ما سيؤدي إلى تزايد الحركة حول الجامعة، مع إمكانية توافد عدد أكبر من الغرباء على الجامعة ما سيشكل تحديا آخرا أمام أعوان الأمن المطالبين بضمان الأمن داخل وبمحيط الجامعة. طلبة يرفضون الظاهرة وآخرون يرونها عادية تباينت آراء الطلبة الذين تحدثوا إلينا ، بين معارض وموافق، رغم أن الكل اعترف بصعوبة التفاف طفلة في العاشرة من العمر حول الحرم الجامعي بكل ما يحدق بها من مخاطر، عدا الجهد الذي ستبذله، والأمر ينطبق أيضا على كبار السن والنساء، في حين أن الأمر أقل حدة بالنسبة للشباب. سلمى طالبة في قسم سنة 3 إعلام آلي ترى أن السماح للسكان بالمرور له سلبيات أكثر من الايجابيات، معتبرة أن بعض المنحرفين يستغلون الوضع من أجل الوصول إلى الطالبات ومعاكستهن، حيث طالبت بعدم السماح للشباب بالمرور، واقتصار الأمر على كبار السن والنساء والأطفال، والذين يعتبرون الضحية في جعل الجامعة وسط تجمعات سكانية، وهو نفس الرأي الذي ذهبت إليه زميلتها ليلى. أما أمين، طالب سنة ثانية علم نفس، أكد أن الأمر لا يمثل له أي إشكال، خصوصا وأن عبور السكان لا يختلف كثيرا على دخول الغرباء، فالجامعة ،حسبه، تعج بالغرباء، معتبرا أنه من المستحيل منع غير الطلبة من الوصول إلى الحرم الجامعي وحتى إلى داخل الأقسام، وذلك لعدم وجود آلية واضحة وفرق بين الطالب وغيره. الإدارة : على الجامعة التعايش مع محيطها إدارة جامعة قسنطينة 2 وعلى لسان رئيسها الأستاذ محمد الهادي لطرش أكد أن القضية لا تعتبر مهمة بالقدر الذي تظهر عليه، بل على العكس تماما، فالجامعة حسبه يجب أن تتعايش مع المحيط العمراني الذي تتواجد فيه، ويجب على الجميع من سكان وجامعة قبول العيش داخل مساحة جغرافية متقاربة. واعتبر رئيس الجامعة التي افتتحت سنة 2006، أن وجود هذا الصرح داخل النسيج العمراني لم يكن صدفة وإنما مخطط له من قبل، مشيرا أنه لا يجب أن تغلق الجامعة تغلق على نفسها، وتقيم سياجا يعزلها عن العالم الخارجي إذا كانت بهذا القرب من السكان، وإن حدث العكس فلن تنتظر إطراء من الطرف الآخر. أما من حيث الواقع، فقد أكد المسؤول الأول بالجامعة أن العملية لا تتم في فوضى كما يتصوره البعض وإنما بمسؤولية كبيرة من قبل الإدارة وأعوان الأمن الذين يتابعون كل كبيرة وصغيرة داخل الحرم الجامعي مع مراقبة المسار جيدا، إضافة إلى وجود كاميرات مراقبة تعزز التواجد الأمني. و رغم أن العملية تتوقف مع انتهاء دوام الجامعة إلا أن الأستاذ لطرش اعتبرها إنسانية، خصوصا وأن أغلب الوافدين من كبار السن و الأطفال والنساء، عدا أن الكل، حسبه، مجند لتجنب وقوع تجاوزات داخل الجامعة أو في محيطها.