تقدر المساحات الخضراء على مستوى ولاية الجزائر بأكثر من مليون و 349 الف متر مربع موزعة على 607 مواقع حسب مسؤول بمؤسسة تهيئة وتطوير المساحات الخضراء للولاية (اديفال). و أوضح رئيس مصلحة المساحات الخضراء بالمؤسسة يعقوب كمال في لقاء مع (وأج) أن هذه المواقع المتواجدة على مستوى 28 بلدية تابعة لدوائر سيدي امحمد وحسين داي و الحراش و براقي و الدارالبيضاء و باب الواد و بئر مراد رايس و بوزريعة والشراقة تتطلب "عناية وتسيير متواصلين للحفاظ عليها". وفي اطار تجميل البيئة و محيط العاصمة انجزت عدة عمليات لتوسيع وتهيئة المساحات الخضراء باعادة الاعتبار للحدائق و المرافق العمومية لا سيما تلك المتواجدة على طول الطرق او بمحاذاة الطريق السيار. وتم غرس عدة أنواع من الاشجار التزيينية و النباتات و الاعشاب الطبيعية حيث تعتني مؤسسة اديفال ب 21246 شجرة بمعالجتها و تقليمها و تنظيف محيطها من بقايا الاشجار و الاعشاب الضارة. كما تعمل المؤسسة في اطار برامجها السنوية على اعادة الاعتبار لمواقع عمومية مهددة بالزوال بغرس النباتات و الاعشاب الطبيعية و مختلف انواع الاشجار لاعطائها الطابع الجمالي اللائق بها. ومن بين الاماكن التي استفادت من اعادة التأهيل موقع أديس أبابا بنهج كريم بلقاسم (تليملي سابقا) الذي تجرى به عمليات التزيين بغرس انواع مختلفة من النباتات والازهار. ويهدف هذا المسعى --حسب يعقوب-- إلى اعطاء رؤية جديدة لمهام المؤسسة التي انشئت في اواخر التسعينات من خلال التكفل الانجع بتجميل المحيط و الحفاظ على المساحات الخضراء و استرجاع مواقع أخرى تتطلب التأهيل ايضا. وتعمل المؤسسة في اطار برنامجها السنوي --يضيف نفس المسؤول-- على تعزيز الوقاية و الصيانة و اعادة الاعتبار للمساحات الخضراء التي عرفت نوعا من الاهمال خلال السنوات الماضية. وتتوفر مؤسسة اديفال على ستة مشاتل لانتاج النباتات الخضراء و الاشجار والازهار التي تغرس بعدها في مختلف الفضاءات و الاماكن العمومية. وتوجد هذه المشاتل التي هي "عبارة عن مخابر لتكاثر النباتات" في عدة بلديات من العاصمة من بينها باب الزوار و الحراش و القبة و وبوزريعة و بوشاوي البحري وغيرها. ومن بين المشاريع المستقبلية لمؤسسة اديفال العمل على استرجاع ما ضاع من مواقع خضراء خلال السنوات الاخيرة جراء تنفيذ بعض المشاريع العمومية و توسيع الطرقات وتعبيدها. وسعيا لزيادة مساحة هذه الفضاءات الخضراء التي تلعب دورا كبيرا في تزيين المحيط المعيشي للمواطن تم في 2010 استرجاع 475 الف متر مربع بعد هدم البيوت الجاهزة (الشاليهات) و البيوت القصديرية بعد عمليات ترحيل القاطنين بها إلى سكنات لائقة. وقد تقرر تحويل هذه المساحات المسترجعة المتواجدة ب 11 موقعا من بين 20 بمختلف بلديات العاصمة إلى مساحات خضراء بعد تهيئتها و تشجيرها و تجميلها بمختلف انواع النباتات. ودعا يعقوب بالمناسبة إلى ضرورة الحفاظ علىالمواقع المتوفرة التي تكلف أموالا معتبرة في عمليات التأهيل و تحسين المحيط بتحسيس المواطنين بضرورة الحفاظ على هذه النباتات المغروسة و عدم قطفها من هذه المواقع و كذا عدم رمي النفايات في الحدائق العمومية أو استغلالها لاغراض تخل بالاداب العامة. ولن يتم تجسيد هذا المسعى --كما قال-- الا بتجنيد المجتمع المدني للقيام بعمليات تحسيس واسعة النطاق لترسيخ ثقافة حب النباتات و الازهار و الحفاظ على اخضرار المواقع لدى الاجيال الصاعدة لا سيما المتمدرسين عبر النوادي الخضراء.