ستعمل الاستراتيجية الجديدة للتقليص من حوادث المرور بالجزائر على التقليل من عدد الوفيات والإصابات الناجمة عن حوادث المرور على مدار 3 سنوات المقبلة إلى 30 بالمائة، حسبما أكده اليوم الأحد بسطيف المدير العام للمركز الوطني للوقاية والأمن عبر الطرقات السيد الهاشمي بوطالبي. وأوضح السيد بوطالبي خلال انطلاق تظاهرة الأسبوع التوعوي والتحسيسي للوقاية من حوادث المرور بدار الثقافة هواري بومدين بوسط المدينة بأن هذه الاستراتيجية قائمة على المشروع التوعوي الرامي الى التقليص من مآسي الطرقات الذي يسعى القائمون من خلاله إلى التقليل من هذه الحوادث عبر الطرقات. وحسب ذات المسؤول فإن النزول إلى مستعملي الطريق لتوعيتهم بقواعد السلامة المرورية بمشاركة كل القطاعات المعنية وإقناعهم بوجوب احترام قانون المرور والتقليل من السرعة التي تعد "العامل الرئيسي في وقوع المآسي عبر الطرقات" تعد من بين أهم الأهداف التي ستعمل عليها هذه التظاهرة. واعتبر بأن مسؤولية مستعملي الطريق تقارب 92 بالمائة من وقوع هذه الحوادث مشيرا إلى أن عدد القتلى بسبب حوادث المرور بلغ خلال 8 أشهر الأخيرة على المستوى الوطني 3085 قتيل مقابل 48128 جريح. وتعد هذه التظاهرة بمثابة "نقطة انطلاق" للمشروع النموذجي الذي اختيرت له ولاية سطيف لتجسيده وذلك تعزيزا للتعاون الإقليمي في مجال السلامة المرورية وفي إطار التعاون مع الاتحاد الأوروبي من خلال برنامج "اوروماد-نقل" في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في انتظار تعميمها على باقي ولايات الوطن. كما سيتم من خلال هذه التظاهرة التي ستسمر إلى غاية 10 أكتوبر الجاري القيام بدراسة معمقة حول مشاكل المرور عبر هذه الولاية التي تحتل المرتبة الأولى وطنيا من حيث عدد حوادث المرور وعدد القتلى الذين وصل عددهم خلال ال 8 أشهر الأخيرة إلى 138 شخص. وسترتكز هذه الدراسة -حسب نفس المسؤول- على معاينات وخرجات ميدانية لحصر المشاكل والنقاط السوداء في مسعى للوصول لاقتراح تدابير وحلول استعجالية لا تتطلب إمكانيات كبيرة من شأنها التقليل من حوادث المرور. من جهته ألح والي الولاية السيد عبد القادر زوخ خلال إعطائه إشارة انطلاق هذه التظاهرة على ضرورة التفكير في آليات وتصورات بالتنسيق مع مديرية التربية باعتبار أن عملية التحسيس والتوعية تبدأ من المدارس ومع النشء الصاعد. ودعا والي الولاية كذلك الى ضرورة تغيير منهجية التفكير في تنظيم المعارض وإقامة الندوات والتوجه بصفة مباشرة للجمهور خاصة الشباب لغرس الثقافة المرورية في أوساطهم. ويشارك في هذا الأسبوع التوعوي كل المصالح والهيئات الفاعلة والمعنية بحركة المرور والوقاية من حوادث السير على غرار مصالح الحماية المدنية والدرك الوطني ومديريتي النقل والأشغال العمومية وكذا ممثلين عن الاتحاد الأوروبي. وسيتم من خلالها مناقشة قضية السلامة المرورية بصفة عامة وتنظيم خرجات ميدانية على مستوى الحواجز الأمنية للولاية لتوزيع دعائم توعوية وأخرى لمعاينة النقاط السوداء في المناطق الحضرية إضافة الى خرجات للمدارس لتقديم دروس وإرشادات حول الموضوع. كما ستنظم بالموازاة مع ذلك قوافل توعوية تجوب شوارع المدينة وفتح ورشات عمل تخصص لمناقشة المشروع النموذجي بالولاية "التحكم في سرعة المركبات" . وكانت الفرصة مناسبة لتدشين معرض توعوي تحسيسي من حوادث المرور بمشاركة كل الفاعلين على غرار الحظيرة المرورية الخاصة بالأطفال وشاحنات ومعدات الحماية المدنية و وسائل ومعدات الخاصة بالسلامة المرورية والمراقبة التقنية للسيارات وغيرها.