تميزت عملية فرز أصوات ناخبين في رئاسيات 17 أبريل بالعاصمة بأجواء نظامية محكمة بشهادة الحاضرين لهذه العملية التي انطلقت فور انقضاء الوقت الرسمي للتصويت حسب ما ينص عليه قانون الإنتخابات . وخلال جولة قادت وأج لبعض مراكز التصويت بالعاصمة وفي حدود الساعة الثامنة مساء أي بعد اثنتي عشرة ساعة من توافد الناخبين على مراكز التصويت شرعت فرق الفرز في العملية وذلك بعد استيفاء كل الشروط القانونية. الوجهة كانت مركز التصويت بمتوسطة امحمد خليفة ببلدية محمد بلوزداد (وسط العاصمة) بمجرد سماع صافرة انتهاء وقت التصويت غلقت أبواب المركز و اجتمع فريق عمل المكتب 29 لتوقيع الحضور لمباشرة الفرز. اتجهت أنظار فريق الفرز نحو الصندوق الشفاف الذي ضم عددا لابأس به من الأظرفة البيضاء في ظروف سادها نوع من التركيز والهدوء وخاصة شفافية مطلقة. هذا و كان رئيس المكتب قد ذكر الحاضرين (من ممثلي مترشحي كل السيد عبد العزيز بوتفليقة و علي بن فليس وصحفيين) بالإجراءات القانونية المتعلقة بهذه العملية لاسيما ما تعلق بنص المادتين 47 و 48 من القانون العضوي رقم 12-02 المؤرخ في 12 يناير 2012 المتعلق بالإنتخابات. وتنص المادة 47 أنه "بمجرد اختتام الإقتراع يوقع جميع أعضاء مكتب التصويت على قائمة التوقيعات" في حين تنص المادة 48 على أن "الفرز يبدأ فور اختتام الإقتراع و يتواصل دون انقطاع إلى غاية انتهائه تماما و يجرى الفرز علنا و يتم بمكتب التصويت إلزاما". وبعد تأكد رئيس المكتب من توفرجميع الشروط و مطابقة الإجراءات للقانون العضوي المتعلق بالإنتخابات ووجود جميع الأشخاص المعنين بعملية الفرز أفرغت الأظرفة التي جمعها الصندوق الوحيد في القاعة لتوضع على مستوى الطاولة التي خصصت لهذا الغرض لتبدأ عملية تجميع الأوراق التي كانت داخل الأظرفة. و بالموازاة مع ذلك تكفل أحد اعضاء فريق الفرز برسم جدول على سبورة لتسهيل عملية تسجيل نتائج التفريغ ,حيث خصصت ستة خانات بها أسماء المترشحين الستة ونظمت طاولات بطريقة تسمح بمرور ممثلي المترشحين وفقا للقانون العضوي (المادة 48). وتوالت عملية فتح الأظرفة مع التأكد من صحة تصنيف الأوراق حسب المترشحين وسط ترقب ممثلي المترشحين. ورغم ظهور علامات التعب على وجوه الحاضرين إلا أن الجميع كان مجندا كلا حسب مهامه لإنهاء عملية فرز أصوات الناخبين لخامس استحقاق رئاسي تشهده الجزائر في ظل التعددية الحزبية في أحسن الظروف. وعقب استكمال العملية استلم ممثلا المترشحين عبد العزيز بوتفليقة و علي بن فليس الوحيدين اللذين كانا موجودين و أمضيا على وصل الإستلام ليشهدا فيما بعد عملية جمع الأصوات التي احتواها الصندوق لتوضع داخل كيس ابيض شمعه رئيس المكتب و توجه إلى الأماكن المخصصة للحفظ.