يعد "إكبر" كما يسمى لدى الإموهاغ أو "الزريبة" من أشهر الأنماط المعمارية القديمة بمنطقة الطاسيلي أزجر (إيليزي) التي يعود تاريخها لآلاف السنين ولا يزال سكان بعض المناطق يحافظون عليه كنمط سكني رغم ما تشهده الهندسة المعمارية من تطور. وتعد منطقة "أهرير" السياحية بالجهة الشمالية للولاية أولى المناطق التي استعمل سكانها مثل هذا النوع من السكنات التقليدية قبل أن تعمم فيما بعد عبر باقي المناطق بإقليم أزجر حيث يستعمل هذا النمط السكان من المستقرين أو شبه المستقرين. وهذا النمط من السكن هو عبارة عن غرفة يحيط بها سور دائري أو مستطيل أو مربع الشكل يحتوي على أربعة أعمدة خشبية من جذوع النخيل تلتقي لتشكل بذلك شكلا هرميا في غاية الدقة والهندسة كما أوضح ملحق حفظ بالمديرية الفرعية لديوان الحظيرة الثقافية للطاسيلي أزجر ببرج الحواس السيد آحاد محمد. مواد أولية بسيطة تشكل تحفة فنية رائعة ويتم بناء هذا النمط المعماري التقليدي بمواد أولية محلية محضة هي الحجارة والطين إضافة إلى نبته "أزواء" كما يصطلح عليها بلغة الإموهاغ أو "الفرسيق" كما هو معروف لدى بعض مناطق ولايات جنوب الوطن. ويتميز البناء بالتقاء الأعمدة الأربعة الممتدة من زوايا المسكن بعمود واحد يعتبر مركز(الركيزة) قوة الزريبة والمسمى "تمنكايت" ويضاف إليها جريد النخيل ونبتة "تاهري" المتواجدة بحواف البرك المائية بمنطقة "أهرير" . ويحتوي هذا السكن التقليدي الذي يبلغ ارتفاعه متر ونصف ويتوفر على مدخل واحد تحيط به نوافذ صغيرة الحجم للتهوية والإضاءة. ويتميز "إكبر" الذي مازال التوارق يحافظون عليه خاصة كبار السن منهم أنه يوفر جوا لطيفا بداخله خلال فصل الصيف ودافئا شتاءا إضافة إلى أن شكله الهرمي يساعده كثيرا على مقاومة العواصف الرملية والأمطار وغيرها من العوامل الطبيعية القاسية التي تتميز بها مناطق أقصى جنوب البلاد. محاولات لإبراز نمط الزريبة في النمط المعماري الحديث ومع متغيرات الزمن وبروز العديد من أشكال الهندسة المعمارية الحديثة يحاول السكان المحليون عصرنة هذا النمط خاصة مع استفادتهم من مختلف برامج الدولة على غرار السكن الريفي وغيره. وهناك فئة كبيرة من سكان منطقة أهرير تعمل من أجل بقاء "اكبر " أو الزريبة في طابعها القديم الذي يحمل ذكريات جميلة. كما يفضل البعض من فئة الشباب بهذه المنطقة المزج بين العصرنة والنمط السكني القديم حيث يستعملون الجزء العلوي من الزريبة الدائري الشكل على شكل قبة في مساكنهم العصرية.مجهودات لتصنيف "إكبر" ضمن التراث العالمي اللامادي ويعكف ديوان الحظيرة الثقافية للطاسيلي أزجر على جمع المعلومات المتعلقة بتاريخ ونشأة "إكبر" أو "الزريبة" التقليدية بغية تحضير ملف شامل من أجل تصنيفها ضمن التراث العالمي اللامادي وجعلها مستقبلا نموذجا عالميا ووطنيا كما ذكر السيد آحاد محمد.