اعتبر الجامعي و الباحث في علم الاجتماع ناجي سفير أن الجزائر مدعوة إلى تعبئة كل كفاءاتها و قواتها الحية و مؤسساتها من اجل النجاح في الانتقال من اقتصاد ريع نحو اقتصاد منتج و متنوع. و خلال ندوة نشطت في المعهد الوطني للدراسات الإستراتيجية الشاملة حول موضوع "منطقيات ريعية و ديناميكية اجتماعية و آفاق: عناصر تحليل و تفكير حول المجتمع الجزائري" أوضح السيد سفير أن نجاح التحول الاقتصادي يعتبر من الصعاب الثلاثة التي تواجها الجزائر و تتطلب إطلاق تفكير يدمج كل الكفاءات و القوى الحية و مؤسسات البلد. واعتبر من جهة أخرى أن التحولين الآخرين الذين يتعين على الجزائر القيام بهما هما "التحول الطاقوي" الذي تتمثل اشكاليته الأساسية في تحديد طرق و وسائل تنويع مواردها الطاقوية و "التحول الثقافي" المتمثل في بروز حضارة جزائرية و فتح طريق لها في سياق شمولية. كما يرتبط نجاح هذا التحول -كما قال- في دور الدولة حيث يجب عليها تنظيم توزيع الريع و قطع الطريق أمام الذين يستعملون مختلف الوسائل للاستيلاء على جزء من هذا الريع "لأغراض شخصية على حساب الغير". و استنادا إلى نتائج الإحصاء الاقتصادي لسنة 2011، ذكر السيد سفير أن المحروقات تمثل 98 بالمائة من صادرات الجزائر و 65 بالمائة من ميزانية الدولة. و اعتبر أن ثراء بلد لا يقاس بالجهود المبذولة على المستوى الوطني و لكن بالفواتير الخارجية على غرار أسعار البترول و الغاز. و في نفس السياق قال أن تقييم صحة اقتصاد و نموه لا يجب أن تتم على أساس حساب الناتج الداخلي الخام فحسب بل يجب وضع مجموعة من المؤشرات للإعلام عن حقيقة هذا الاقتصاد. و أضاف المحاضر صاحب العديد من الأعمال و المساهمات العلمية في المجال الاجتماعي و الاقتصادي أن البلدان المتقدمة لم تعد تعتمد على الناتج الداخلي الخام لتقييم اقتصاداتها و اقتصادات غيرها بل على مجموعة من المؤشرات العلمية الناجعة.