استأنفت الأطراف اليمنية اليوم الخميس الجلسات المباشرة من مشاورات السلام التي تستضيفها دولة الكويت تحت رعاية الأممالمتحدة في الوقت الذي تستمر فيه مليشيات الحوثيين و الرئيس المخلوع عبد الله صالح قصف مواقع الجيش والمقاومة اليمنية في أكثر من جبهة والأحياء السكنية في استمرارها لخرق الهدنة التي تم التوصل إليها في العاشر من شهر إبريل الماضي. و قد تم خلال المشاورات تحديد ثلاث لجان لتنسيق العمل هي لجنة السجناء السياسيين و الأسري وجميع الأشخاص الموضوعين رهن الإقامة الجبرية أو المحتجزين تعسفيا، لمعاجلة قضايا الأسرى والسجناء السياسيين والمعتقلين والمفقودين والمحتجزين تعسفيا والمخفيين قسريا والموضوعين تحت الإقامة الجبرية، واللجنة الأمنية والعسكرية لتناول القضايا المرتبطة بالانسحاب وتسليم السلاح ومتابعة اللجان الأمنية على المستوى الوطني وعلى مستوى المحافظات. فيما تتطرق مهمة اللجنة الثالثة إلى القضايا التي تتعلق بإعادة مؤسسات الدولة والتحضير لاستئناف الحوار السياسي بين الأطراف. و قال مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ احمد انه تم تسليم قائمة أسماء الأعضاء المشاركين في اللجان التي ستناقش المسارين الأمني و السياسي وقضية السجناء المعتقلين في المشاورات اليمنية المنعقدة بدولة الكويت مؤكدا أن تقدما ملحوظا تشهده المشاورات التي دخلت أسبوعها الرابع. وفي هذا السياق،أوضح انه حث جميع الأطراف اليمنية على بذل كل الجهود لتسهيل عمل المنظمات الإنسانية لاسيما في المناطق الأكثر تضررا مشيرا إلى انه أصر على "عدم ربط الجانب الإنساني بأي جانب آخر حرصا على عدم تسييس الموضوع من قبل أي طرف"، مضيفا أن الوضع الإنساني يعد أولوية قصوى لاسيما بعدما ساهم وقف الأعمال القتالية في تيسير وصول المنظمات الإنسانية وقيامها بواجباتها. وأعرب ولد الشيخ أحمد عن الأمل في أن يؤدي ذلك إلى تسريع العجلة الاقتصادية وتخفيف العبء على المواطن اليمني خاصة مع انطلاق عمل آلية الأممالمتحدة للتحقق والتفتيش مشيرا إلى أن الأممالمتحدة أسست آلية عمل للتحقق والتفتيش خاصة باليمن ومقرها جيبوتي حتى تسهل دخول المواد التجارية إلى البلاد وذلك عبر موانئ الحديدة والصليف والمخا، مع الالتزام الكامل بقرار مجلس الأمن 2216 والقرارات ذات الصلة. -نشر قوات من الأمن لبسط الأمن والاستقرار واصلت مليشيات الحوثيين وصالح قصف مواقع الجيش والمقاومة اليمنية في أكثر من جبهة والأحياء السكنية، حيث ذكر المجلس العسكري بتعز أن المليشيات قصفت مناطق وجبهات ثعبات شرقا بشكل عنيف ومعسكر اللواء 35 مدرع بالمطار القديم غرب المدينة كما قصفت الليلة الماضية الأحياء السكنية بالقذائف والأسلحة الثقيلة ودوت انفجارات بجميع أنحاء المدينة. وقامت المليشيات بتحذير أهالي المنطقة المحيطة بتبة الضنين، شمال معسكر اللواء 35 شمال المدينة، من التواجد، وأمرتهم بإخلاء منازلهم. من جهة أخرى، بدأ مسلحو تنظيم القاعدة اليوم الانسحاب من مدينتي زنجبار و جعار بمحافظة "أبين" جنوبي اليمن وذلك وفق اتفاق توصل إليه زعماء قبليون أمس الأربعاء. وقد انسحب مسلحي تنظيم القاعدة من المنطقة حيث بدؤوا عملية الانسحاب بعد إخلاء عدد من المؤسسات الحكومية وتسليمها للجنة الوساطة التي بدورها ستقوم بتسليمها للسلطات المحلية والمسؤولين الحكوميين الذين سيتولون عملية نشر قوات من الأمن والجيش بهدف حماية المؤسسات الحكومية وبسط الأمن والاستقرار ومواجهة أية إخلالات أمنية مستقبلا فضلا عن توفيرها لخدمات أساسية للمواطنين. وكانت القوات الحكومية اليمنية قد بدأت خلال الأسابيع الماضية عمليات عسكرية ضد مسلحي القاعدة بعدد من المدن شرق و جنوب البلاد. وسعيا منها لإرساء الرقابة على الموانئ، طالبت السلطات اليمنية الجهات المعنية بالملاحة اليمنية والوكالات البحرية بضرورة إلزام شركات الشحن وملاك الناقلات والسفن التجارية بالحصول على إذن من الأممالمتحدة للدخول إلى الموانئ الواقعة تحت سيطرة جماعة الحوثيين المتمردة. ويأتي هذا التعميم من قبل وزارة النقل اليمنية بعد أن أنشأت الأممالمتحدة آلية لتفتيش السفن التجارية المتجهة إلى الموانئ التي تقع تحت سيطرة الحوثيين وتحمل المواد الاغاثية والتجارية لتكون بدلا عن آلية التفتيش التابعة لقوات التحالف العربي وقد بدأت الآلية عملها يوم الاثنين الماضي. وكانت الحكومة اليمنية أعلنت أمس الأربعاء أن مطار عدن الدولي سيستأنف عمله إبتداء من اليوم بعد توقف دام لعدة أشهر. ويرى محللون سياسيون انه لا بد من إسهام النخب الثقافية والفكرية العربية في النظر في وسائل معالجة الواقع الراهن، وتحليل الأسباب التي أدت إلى حدوثه بعمق وبشكل علمي هادئ وموضوعي، وبما تمليه مصلحة الحفاظ على وحدة هذا البلد واستقراره وتوفير الأمن الإنساني لشعبه والتوافق والتآلف بين مختلف فئاته وأطيافه، وبما يحقق مصلحة الأمة والحيلولة دون تفشي حالة الانقسام.