أصدر المشاركون في وقفة تضامنية يوم الأحد بالجزائر نظمت احياء للذكرى ال42 ليوم الأرض الفلسطيني استنكارا وتحذيرا شديدين لما اقترفته أيادي الاحتلال الاسرائيلي بحق هذا الشعب في "مسيرة العودة" وشجبوا تعاطي الإدارة الأمريكية مع هذا العدوان مؤكدين أن دماء الفلسطينيين شاهد على تمسك هذا الشعب بكل شبر من أرضه. الوقفة التي نظمتها سفارة دولة فلسطينبالجزائر بالتنسيق مع الاتحاد الوطني للنساء الجزائريات والمدرسة العليا للفنون الجميلة جرت تحت شعار "القدس لنا والارض وجداننا" وطبعها التميز الكبير انطلاقا من المشاركة الكبيرة في فعالياتها وثراء برنامجها. وكان من بين المشاركين، أعضاء من الحكومة والبرلمان بغرفتيه واعضاء من السلك الديبلوماسي المعتمد بالجزائر من القارات الخمس وأعضاء من السلك الأمني وممثلين عن الاحزاب السياسية والمجتمع المدني بالإضافة الى ممثلين عن المنظمات الشعبية الفلسطينية واعضاء الجالية الفلسطينيةبالجزائر. وكان مقر السفارة الفلسطينية في هذه المرة على غير عادته فقد زينت جدرانه الداخلية والخارجية بلوحات "جداريات" أنجزتها أنامل طلبة من المعهد العالي للفنون الجميلة قدموا من عدة ولايات بالوطن خصيصا لذكرى يوم الارض وقد تم تدشينها اليوم. وتمثل هذه الجداريات صور للقدس الشريف واخرى للرئيس الراحل ياسر عرفات والرئيس محمود عباس وكذا صورة لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة وللرئيس الراحل هواري بومدين ومخطوطات دون عليها عبارات جزائرية خالدة ك"الجزائر مع فلسطين ظالمة او مظلومة" و "استقلال الجزائر لن يكتمل الا باستقلال فلسطين". صور أخرى انجزت للمرأة الفلسطينية بزيها وتعابير وجهها النضالية. وقد تم التأكيد خلال هذا التجمع على ان احياء ذكرى يوم الارض في هذه المرة يأتي في ظروف صعبة في ظل تصعيد اسرائيل لعدوانها على أبناء الشعب الفلسطيني كما جرى الحال في قمعها بدم بارد لمسيرة العودة وقتلها ل16 فلسطينيا وجرح 1400 أخرين في بضعة ساعات. كما وجهت تحية اجلال وتقدير لجماهير أرض فلسطين برجالها ونسائها والذين خرجوا بالمدن الفلسطينية وبخاصة في غزة متحدين رصاص الاحتلال ومؤكدين لإسرائيل وللعالم اصرارهم وتمسكهم بارض الاجداد وبحق العودة الى الديار. سفير دولة فلسطين لؤي عيسى كانت له بالمناسبة كلمة مطولة استهلها بالتأكيد على أن "هناك شيء اسمه عدل ومساواة وهناك شيء اسمه نظام عالمي يسعى الى العدالة بعيدا عن غطرسة القوة وعن النظام أحادي الجانب ليعيد تشكيل وعينا وثقافتنا" كما قال. ورأى السيد لؤي في هذه الوقفة "مناسبة للتضامن والتكلم حول الظلم التاريخي الذي يتعرض له شعب من شعوب العالم حرم من أرضه ومن حريته ومن حق المساواة وأهدر دمه وصودر منه حتى ثقافته" معربا عن اسفه ازاء السياسة التي تنتهجها الإدارة الامريكية والتي قال "أنها تحاول ان تصادر حقوقنا" مشيرا لما قامت به امس السبت ب"تعطيلها اصدار مجلس الامن الدولي بيان يعلن فيه فقط أن اسرائيل قتلت فلسطينيين". وأضاف السفير لؤي "ان الفلسطينيين دعاة سلام وعدل ومساواة و ليس لديهم عدو سوى من يقوم بممارسات عنصرية ويحتل ارضهم". وقد تم خلال الوقفة تكريم رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة بشهادة وفاء من قبل سفارة فلسطينبالجزائر. هذا التكريم أعقبه السفير الفلسطيني بكلمة حيا فيها "خصال الرجل المجاهد ومواقفه تجاه الفلسطينيين وتجاه قضيتهم". كما قام الاتحاد العام للنساء الجزائريات من جانبه بتكريم سفير دولة فلسطين ب"برنوس ستر فلسطين". ايضا تم بالمناسبة غرس شجرة زيتون بمقر السفارة الفلسطينية حملت اسم "شجرة السلام والوئام".