شدد رئيس مجلس الأمة، عبد القادر بن صالح اليوم الأحد بالظهران (المملكة العربية السعودية) على أنه "قد آن الأوان أن للدول العربية أن ترقى بأدائها إلى مستوى ما يحيط بالأمة العربية من مخاطر وتحديات، وأن تعي أن ما ينتظرها قد يكون أكثر سوءا وأقل رحمة بأمنها واستقرارها"، مضيفا أن ذلك "لا يتطلب أكثر من مراجعة للنفس وتحل بالشجاعة والجرأة لتحديد مواطن الخلل حتى تستطيع تقديم الحلول المناسبة لها". وأكد السيد بن صالح، خلال مشاركته في أشغال القمة العربية ال29 ممثلا لرئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، أن الظروف التي تمر بها المنطقة العربية والعالم "تقتضي تعضيد قوة وأمن واستقرار الدول العربية، وتعزيز التضامن بين الدول والشعوب وتجاوز الخلافات و كذا إصلاح الجامعة العربية بشكل يسمح لها بأن تلعب دورها كاملا و تسمع صوتها في المحافل الدولية و تجد الحلول اللازمة للنزاعات عوض أن تفرض عليها هذه الحلول من الخارج". وبخصوص الأوضاع في ليبيا، قال رئيس مجلس الأمة أن هذه الأزمة "تبقى محل انشغال واهتمام الجزائر"، مجددا الدعوة إلى تكثيف العمل "من أجل تعزيز الحل السياسي والسلمي لهذه الأزمة تحقيقا لأمن واستقرار هذا البلد الجار والشقيق، بعيدا عن كافة التدخلات الأجنبية التي لا تخدم استقراره واستقرار المنطقة". كما أكد دعم الجزائر لمسار التسوية التي ترعاه الأممالمتحدة، ومواصلتها العمل على تقريب وجهات نظر الفرقاء الليبيين، وتشجيعهم على الحوار الشامل والمصالحة ونبذ لغة العنف وتغليب المصالح العليا لليبيا حفاظا على سيادتها ووحدة ترابها وانسجام شعبها. وفي هذا الإطار، رحب السيد بن صالح باتفاق المصالحة الذي تم مؤخرا بين مدينتي الزنتان ومصراتة، آملا بأن يشمل هذا المسار كل ربوع ليبيا و بين كل أطيافها لتحقيق المصالحة والوفاق الوطنيين لبلوغ الاستقرار الذي ينهي كل الصراعات والتجاذبات بعيدا عن كل تدخل أجنبي لصالح جيش موحد تحت سلطة مدنية قادرة على الحفاظ على الأمن والوحدة الترابية لليبيا و كذا مكافحة الإرهاب. وفيما يتعلق بالأزمة السورية، أعرب السيد بن صالح عن "انشغال الجزائر العميق إزاء التصعيد الذي عرفته الأوضاع في سوريا وتداعياته على الشعب السوري الشقيق وعلى أمن واستقرار المنطقة ككل"، مؤكدا على ضرورة الإسراع في التوصل إلى حل سياسي سلمي "الذي يبقى الخيار الوحيد لإنهاء الأزمة، من خلال الحوار البناء بين الأطراف السورية، ولم شملها والتصالح فيما بينها إعلاء لمصلحة الوطن السوري الجامع لكافة أبنائه، بما يفضي إلى عودة لاجئيه إلى ديارهم، وإعادة بناء سوريا الغد في إطار احترام إرادة الشعب السوري في اختيار قيادته". وأضاف أيضا أنه "من الضروري انتهاج المصالحة الوطنية بما يكفل أمن و استقرار وسيادة سوريا ووحدتها، ويحقق آمال الشعب السوري الشقيق في التنمية والتقدم". أما في ما يخص الشأن اليمني، ناشد رئيس مجلس الأمة الفرقاء اليمنيين "لطي صفحة الاقتتال وتبني الحوار والحل السياسي والمصالحة كأساس لإنهاء هذه الأزمة، بما يضمن وحدة و سيادة واستقرار اليمن وتحسين الوضع الإنساني المتداعي وتحقيق طموحات الشعب اليمني الشقيق في العيش الكريم". كما أعرب عن أمله في أن تفضي المشاورات و الاتصالات التي يقودها المبعوث الأممي إلى "بعث الحوار والتفاوض بين جميع الأطراف للوصول إلى حل سياسي توافقي يلبي طموحات الشعب اليمني الشقيق".