إعتبرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، في مقال نشر يوم الأربعاء، أن إستخدام الفيتو الأمريكي ضد مشروع القرار الذي تقدمت به الجزائر لمجلس الأمن الدولي من أجل وقف إطلاق النار الفوري في غزة "يعزل" واشنطن في موقفها الداعم دعما مطلقا للكيان الصهيوني. و كتب صاحب المقال المنشور على الصفحة الأولى للجريدة : "إنها المرة الثالثة التي تستخدم فيها واشنطن حق النقض لمنع صدور قرار يطالب بوقف القتال في غزة، مما يؤكد على عزلة أمريكا في دعمها المستمر والقوي للكيان الصهيوني". و أشار المقال إلى أن الكيان الصهيوني يتعرض لضغوط دولية متزايدة منذ أربعة أشهر بسبب حجم وشدة عدوانه على سكان غزة، "حيث ندد العديد من القادة بارتفاع عدد الضحايا المدنيين". كما نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن سفير الجزائر لدى الأممالمتحدة، عمار بن جامع، قوله إن الفيتو "يعني الموافقة على العنف الوحشي والعقاب الجماعي المفروض على الفلسطينيين". و بعدما ذكر بأن "المناورة الدبلوماسية (الفيتو الأميركي) تأتي في وقت تحذر فيه المنظمات الإنسانية من أن هناك حاجة إلى مساعدات عاجلة لإنقاذ السكان الذين يعانون من سوء التغذية الحاد وانتشار الأمراض المعدية", وأن "ثلاثة عشر عضوا من مجلس الأمن صوتوا لصالح القرار الذي صاغته الجزائر وامتنعت بريطانيا عن التصويت", أكدت وسيلة الإعلام الأمريكية أن "المنظمات الإنسانية وجهت انتقادات لاذعة لموقف الولاياتالمتحدة". و في تصريح لنيويورك تايمز, وصفت المديرة التنفيذية لمنظمة أطباء بلا حدود في الولاياتالمتحدة, أفريل بنوا, "العرقلة المتكررة لقرارات وقف إطلاق النار من قبل الولاياتالمتحدة بأنها غير مقبولة". و نقلت الصحيفة عن المسؤولة تصريحات أدلت بها الثلاثاء الماضي خلال مائدة مستديرة مع قادة آخرين لمنظمات إنسانية : "إن الولاياتالمتحدة في مجلس الأمن الأممي تقوض فعليا جميع الجهود الرامية لتقديم المساعدات, إذ أن التصريحات شيء والأفعال شيء آخر ونحن نرى أن وقف إطلاق النار هو السبيل الوحيد لضمان الايصال الآمن للمساعدات إلى الأشخاص الذين هم في أمس الحاجة إليها".
