بكل ثقة تحدثت مريم قزويط عن العلاقة التي تربطها بالفن، والأسباب التي دفعتها لخوض تجربة الفن التشكيلي، كما أبدت تأسفها من الخواص الذين يفتحون أروقة ببيوتهم مستغلين الطاقة الفنية والمعنوية للفنان· ما يلاحظ من خلال لوحاتك أنك مؤمنة بالفن التشكيلي·· حدثينا عن العلاقة التي تربطك به؟ تعود علاقتي بالفن التشكيلي إلى زمن الطفولة حيث كنت أرسم لوحات في مواضيع متعددة وبألوان مختلفة وكانت خلالها المدرسة الابتدائية هي المحفز لموهبتي بعد والدي الذي كان آنذاك يشتغل بالهندسة، فهذان العاملان أعتبرهما المحفز الوحيد لتطوير موهبتي وقدرتي على الإبداع، وتجسدت علاقتي بالفن أكثر فأكثر من خلال اللوحات الفنية التي كنت أقدمها في المناسبات الرسمية التي كنت تمثل أعراس الجزائر، كما أني تلقيت تشجيعا من طرف الأصدقاء ما جعلني أفكر مليّا بالفن التشكيلي الذي لا يمكنني الاستغناء عنه، إلتحقت بمعهد الفنون الجميلة لولاية سطيف بعد إخفاقي في شهادة البكالوريا، حيث درست سنتين بالمعهد جذع مشترك، أما في الثلاث سنوات المتبقية تخصصت في الرسم الزيتي بعد أن كنت الأولى على مستوى دفعتي، وبعد أن تلقيت أصول وتقنيات الفن التشكيلي على يد كبار الأساتذة الجزائريين، اجتهدت لتطوير ملكاتي الإبداعية من خلال دراسات قمت بها، إلى جانب قيامي ببحوث عن كبار الفنانين التشكيليين العالميين على شاكلة ''فانغو'' الذي يمثل المدرسة الانطباعية وكلود موني وغتوا وتيمازيا الفنانة الفرنسية التي غيرت عالم الفن التشكيلي بريشتها· كنت تعتمدين على الموهبة في بدايتك الفنية، فماذا أضاف لك التعليم الأكاديمي؟ التعليم الأكاديمي لعب دورا مهما في حياتي المهنية كفنانة، حيث أخرجني من العصامية ودفعني لأتخصص في التجريدي، كما أنني أتوق للوصول إلى الفن المعاصر الذي يحمل الكثير من الجماليات، وتجربتي الأكاديمية دفعتني لاكتشاف تقنيات مستعملة في الفن، كما أنني أصبحت أتقن لغة التعبير بشكل يعتمد على المنهجية والأصول الحقيقية للفن وهذا ما جسدته في لوحاتي· وماذا عن التقنية المستعملة في أعمالك؟ تخصصت بريشتي ''بطبيعة الورود''، حيث معظم اللوحات تتحدث عن لغة الورود لكن ليس بالصورة البسيطة التي تحملها وإنما تحمل الكثير من الدلالات الإنسانية وكذا الإيمائية، واعتمدت تقنية الألوان المائية إلى جانب المزج بين الألوان من أجل تسجيل بصمتي الخاصة، وهذا ما جعلني أقوم بالكثير من المعارض عبر القطر الوطني كولاية تمنراست، ورقلة، سطيف، العاصمة، تيزي وزو وبجاية، إلى جانب بعض الدول العربية كجدة بالمملكة السعودية· ما تعليقك على الأروقة التي يفتحها بعض الخواص في قصورهم؟ لا أشجع على ذلك لأن الخواص يجبرون الفنان التشكيلي على إعطائهم نسبة معينة من ربح المبيعات، وعليه اعتقد أن الفائدة من حق الفنان، ولا يمكن لأحد أن يقاسمه ذلك، فليس من حق الخواص فتح أروقة بقصورهم، غير أن الأروقة العامة تفتح الأبواب لكل الشباب المبدع دون مقابل كما أنها تعمل على اكتشاف المواهب وتشجيعها على البروز·