يعاني سكان مدينة تيزي وزو من الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي، ما جعلهم يواجهون معاناة حادة في توفير الطاقة وتكبد التجار خسائر كبيرة، لاسيما وأن هذا المشكل يحدث عدة مرات في اليوم ودون سابق إنذار من طرف مؤسسة سونلغاز ولا من السلطات المحلية. تعيش مدينة تيزي وزو، منذ أسبوعين، اضطرابات غير عادية ومقلقة في التيار الكهربائي، حيث يتعرّض لانقطاع بصفة متكررة ولعدة مرات في الساعة الواحدة، وأحيانا ينقطع لعدة ساعات في اليوم، وهو الوضع الذي أثار غضب واستياء السكان والتجار. واكتشفنا خلال جولتنا الاستطلاعية أن كل أحياء وشوارع مدينة تيزي وزو تعيش هذا المشكل، وتعتبر شوارع السلم وبوعزيز وهواري بومدين الأكثر تضررا من هذه الوضعية، حيث أكد السكان أن الانقطاع يحدث طيلة اليوم وفي كل ساعة، مشيرين إلى أنهم رفعوا عدة شكاوى لمؤسسة سونلغاز منذ الأسبوع الأول من بداية هذا المشكل وتأسفوا من استمرار الوضع وعدم الوصول إلى إيجاد الخلل. وفي هذا الصدد، أكد أحد ممثلي لجنة الحي أن مسؤولي سونلغاز بتيزي وزو وفي كل مرة يتفننون في إيجاد الحجج ''غير المقنعة'' وأحيانا يتناقضون في حججهم ''مرة يقولون إن الانقطاع سببه ضعف قوة التيار الكهربائي، ومرة أخرى يقولون إن استخدام أجهزة التبريد وارتفاع درجة الحرارة هما السبب في الانقطاع''، لكن ما لم يفهمه ممثلو السكان أن مسؤولي سونلغاز صرحوا لهم أن انقطاع التيار الكهربائي يتسبب فيه المواطنون باستخدامهم المفرط له، وهذا ما اعتبره بعض المواطنين محاولة المسؤولين التهرب من المسؤولية وفشلهم في إيجاد حل رغم الوعود التي قدمتها لهم بالتحكم في التيار الكهربائي. هذا، وقد أبدى سكان المدينةالجديدة سخطهم من مؤسسة سونلغاز بسبب عدم تسجيل أي تدخل في الميدان لحل المشكل. وأكد المواطنون أن مشكل انقطاع التيار الكهربائي بأحياء المدينةالجديدة بدأ منذ عشرة أيام، مشيرين إلى أن منذ الخمسة أيام الأخيرة تأزم الوضع وأصبح الانقطاع كل ساعة، وأنهم راسلوا المؤسسة المعنية وأخبروها بالمشكل وتفاقم الوضعية، وكذا بمخلفاتها السلبية على السكان والتجار ''لم نفهم لماذا لم تتدخل مؤسسة سونلغاز لحل المشكل خصوصا مع الارتفاع الكبير لدرجة الحرارة''. وتساءل أحد المواطنين ''هل ينتظرون أن نخرج إلى الشارع للاحتجاج كي يستجيبوا لمطالبنا؟''. وبحي ''لي كوربو'' بالناحية الجنوبية لمدينة تيزي وزو، اعترف السكان أنهم يعيشون فترة جد صعبة بسبب الانقطاع في التيار الكهربائي، خصوصا وأن هذا المكان الذي يتواجد في هذا الحي يعرف ارتفاعا أكثر لدرجة الحرارة مقارنة بالأحياء الأخرى التابعة لمدينة تيزي وزو. وحسب السكان، فإن الانقطاع يحدث في فترات الصباح والنهار والليل، وفي هذا الصدد يقول أحد السكان ''الانقطاع المتكرر للكهرباء بحينا يحدث طيلة فترات اليوم وحرمنا حتى من تبريد الماء''، مضيفا ''في الكثير من الأحيان تقوم بعض عائلات الحي بالاستنجاد بعائلتهم في الأحياء الأخرى للحصول على ماء بارد والعائلات الأخرى تتنقل إلى أحياء أخرى لاقتناء الماء البارد من بعض التجار''. من جهة مقابلة، أكد العديد من المواطنين الذين تحدثنا إليهم أن الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي بمدينة تيزي وزو تسبب في حرق وإتلاف العديد من التجهيزات الكهرومنزلية والأجهزة الإلكترونية في العديد من الأحياء. ولم يخف البعض من السكان أنهم يمتنعون عن استخدام تجهيزاتهم لتفادي إتلافها خصوصا وأن التيار الكهربائي ينقطع ويعود عدة مرات في الساعة وطيلة اليوم. وفي ظل استمرار هذا الوضع، يعيش المواطنون أوضاعا جد صعبة تسبب فيها ارتفاع درجة الحرارة، ولعل فئة المرضى والمتقدمين في السن وفئة الأطفال الأكثر تضررا لعدم احتمالهم للوضع.
