الصحابي عبدالله بن مسعود فقيه الأمة كان من السابقين الأولين في الإسلام، ومن النجباء العالمين، وأحد أوائل المهاجرين، وأول من جهر بالقرآن، أسلم عبد الله قبل دخول النبي صلى الله عليه وسلم دار الأرقم. لازم الصحابي الرسول صلى الله عليه وسلم ولم يفارقه، وكان أول من جهر بالقرآن بعد الرسول، صلى الله عليه وسلم- بمكة، إذ اجتمع يوما أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام، فقالوا: والله ما سمعت قريش مثل هذا القرآن يجهر لها به قط، فمن رجل يسمعهموه؟ فقال عبدالله بن مسعود: أنا، قالوا: إنا نخشاهم عليك، إنما نريد رجلا له عشيرته يمنعونه من القوم إن أرادوه، قال: دعوني، فان الله سيمنعني. وهاجر الهجرتين، وشهد بدرا، وأحدا والخندق وبيعة الرضوان، وسائر المشاهد مع الرسول- صلى الله عليه وسلم- وهو الذي أجهز على أبي جهل. وكان صاحب سر الرسول صلى الله عليه وسلم، وصاحب سواكه ووسادته ونعليه، وكان ابن مسعود حسن الصوت، وكثير الشغف بالقرآن، وتوفي ابن مسعود بالمدينة ودفن بالبقيع سنة 32 هجريا. وفيما يلي باقة من أقوال ابن مسعود رضي الله عنه: - من أعطي خيرا فالله أعطاه، ومن وقي شرا فالله وقاه. - إن للقلوب شهوة وإدبارا فاغتنموها عند شهوتها وإقبالها ودعوها عند فترتها وإدبارها. - ما كان من نظرة فإن للشيطان فيها مطمعا. - الحق ثقيل مريء والباطل خفيف وبيء ورب شهوة تورث حزنا طويلا. - إذا ظهر الزنا والربا في قرية أذن بهلاكها - اطلب قلبك في ثلاثة مواطن: عند سماع القرآن، وفي مجالس الذكر وفي أوقات الخلوة، فإن لم تجده في هذه المواطن فسل الله أن يمن عليك بقلب فإنه لا قلب لك. - ما دمت في صلاة فأنت تقرع باب الملك ومن يقرع باب الملك يفتح له.