بعد أن علقني زبانية الغابة على عمود طويل انتظرت مصيري وعقابي على ما قلت من كلام عن الديمقراطية وما هي لحظات حتى رأيت سبعهم قادما من بعيد وهو يتكىء على مجموعة من الغيلان الكبيرة، بدا لي وكأنه يسير بصعوبة وببطء شديد. اقترب مني فصحت.. يا سبحان الله أعرف هذا السبع ولكن لا أدري أين رأيت شبيهه.. صحت مرة أخرى يا الله حتى الغيلان التي يتكىء عليها أعرفها فهذا يشبه عمار غول والآخر يشبه بن يونس وذاك يشبه سعيداني وبلخادم وبلعياط وطاطا لويزة.. آه يا غابة طاق على من طاق كل من فيك يشبه من في غابتنا أيضا. سمعني الذئب فقال.. يبدو أنك تريدين الموت فعلا. قلت لماذا أيها المفترس؟ قال.. سبعنا لا يشبه أحدا وكل ما تقولينه مجرد هلوسة. قلت.. لماذا هل سبعكم هذا خارق للعادة، إني أراه لا يقدر حتى على المشي. قال الثعلب.. قلت إنك داسوسة وكل هذا الكلام الذي تقولينه هو لقلب نظام الغابة فقط. قلت.. وهل من يقول الصح يعتبر داسوسا؟ سمعني الغيلان التي كان يتكىء عليها السبع فجاءوا مسرعين نحوي يستفسرون من هذه؟ أجابهم الثعلب مطمئنا.. هي مجرد داسوسة تتكلم عن شيء غريب اسمه الديمقراطية وتقول إنكم تشبهون غيلان غابتهم وحتى سبعنا تقول إنه يشبه أحدا تعرفه. بحلقت فيهم جميعا وصرخت.. أنتم زبانية السياسة عندنا آه كم تشبهونهم. قالوا جميعا.. ارموها في النار حتى تصير رمادا لا نقبل بأي رأي آخر يعكر مزاج الغابة نحن نسير بهذا النظام منذ كينونة الأرض وأنت تريدين زرع الأفكار السامة؟ رموني في النار وبقيت أصرخ أعرفكم جميعا تشبهون غيلان غابتنا وسبعكم أيضا يشبه سبعنا وحتى إن قتلتموني فإن هناك من سيأتي من بعدي للغابة وسيعكر مزاجكم ويقلب نظامكم ويستحيل أن تستمروا بهذا العبث.
