يعود أتلتيكو مدريد إلى حقبة التسعينيات عندما كان هو الصوت الأعلى بين جميع أندية الدوري الإسباني، إنه لأمر جميل أن يعود "الدريم تيم" إلى الواجهة من جميل، بل الأجمل أن نشاهد نهائي دوري أبطال إسباني بل لنقل داربي من نفس المدينة. دائما ما كان برشلونة وريال مدريد هما أشهر الأندية في إسبانيا أو حتى على مستوى العالم، ولكن هذا الموسم أرادت كتيبة سيموني أن تغيير خريطة ومسار الدوري الإسباني، بل تمكنوا من تغيير خريطة أوروبا ليصنعوا الأمجاد ويبلغوا نهائي الأحلام. ويبدو أن أتلتيكو مدريد بعد السنوات العجاف أمام ريال مدريد عاد ليكون رقما صعبا، كيف لا يكون اسما كبيرا وهو من أطاح بكتيبة الميلان وبعدها تفوق على برشلونة في ربع النهائي وفي نصف النهائي تمكن من الإطاحة بكتيبة المدرب جوزيه مورينيو ليصل إلى النهائي. وعلى الجانب الآخر كان ريال مدريد قاهر الألمان عندما عبر شالكه في دور ال16، وبعدها رد الدين لدورتموند وتمكن من هزيمتهم بصعوبة في ربع النهائي، وفي نصف النهائي اصطدم ببايرن ميونيخ أفضل فريق في العالم لتتمكن فرقة أنشيلوتي من إذلال كتيبة غوارديولا والوصول إلى النهائي لتحقيق حلم العاشرة. المنافسة محتدمة بين الفريقين، الريال هو من أطاح بأتلتيكو من كأس إسبانيا، وأتلتيكو بدوره هو من خطف الدوري الإسباني من الكبار، فيبقى السؤال المحير، من سيتمكن من حصد اللقب؟ الريال الطامح للعاشرة أم الأتلتيكو الباحث عن موسم تاريخي. سيموني: ريال مدريد خطير جدا ولا يمكن توقع طريقة لعبه قال مدرب نادي أتلتيكو مدريد دييغو سيموني إن ريال مدريد فريق خطير جدا، والمباراة النهائية في دوري أبطال أوروبا ستكون صعبة. وفي حديث للمدرب مع موقع الاتحاد الأوروبي قال: "ريال مدريد سيكون خطيراً لأنه يستطيع اللعب بأي تشكيلة ومن الصعب التكهن بطريقة لعبهم، لأنه بكل بساطة فريق متكامل يتملك لاعبين مميزين". وأضاف المدرب الأرجنتيني: "لقد لعب الريال بطريقة 4-3-3 وبعدها اعتمدوا طريقة 4-4-2 التي أعطت نتائج مبهرة ومميزة، هم فريق خطير بأي تشكيل يدخله ويمتلكون عددا من اللاعبين الخطيرين". ويعتقد سيموني أن الظفر بلقب الدوري الإسباني والوصول إلى نهائي دوري الأبطال جاء بعد ثلاثة أعوام من الجهد المستمر والعمل الجماعي، وأيضا من التواضع وقلة الأخطاء، كل هذا كان له الأثر الكبير فيما وصلوا إليه هذا الموسم. وعن حقيقة أن الخصم في نهائي لشبونة هو ريال مدريد قال سيموني: "انه تنافس تاريخي بين الفريقين من نفس المدينة، إنه أمر جميل أن تلعب الداربي في نهائي الأبطال، مدريد فريق قوي ومقاتل ولكن لن نكون ندا سهلا أمامهم". كورتوا: لا أخشى رونالدو أظهر حارس مرمى نادي أتليتكو مدريد والحارس الأول لمنتخب بلجيكا "تيبو كورتوا" حماسه الشديد لخوض المباراة النهائية لبطولة دوري أبطال أوروبا التي ستجمع فريقه على ملعب لشبونة بالغريم نادي ريال مدريد وهذا خلال مقابلة للحارس الشاب مع صحيفة بيلد الألمانية. الصحيفة الألمانية استفسرت من كورتوا عن الفريق الألماني الذي يجب أن يتعلم منه الأتليتكو قبل نهائي لشبونة، وقد جاء رد الحارس البلجيكي قاطعًا حين قال "بالطبع دورتموند، لقد أثبتوا أنفسهم وقدموا كرة قدم رائعة، البايرن تصرف بغباء ولعب على طريقة برشلونة أمام خصم لديه لاعبين يتحركون في الملعب كل 5 ثوان وهذا قادر على التصدي للعب بطريقة الاستحواذ على الكرة". أما بشأن كتيبة نجوم الريال التي ستواجهه في لشبونة فرد قائلا "أنا لا أخشى أحدًا، لا أخشى كريستيانو رونالدو، فاللقطات تظهر لك أنه لاعب كرة قدم جيد جدًا، ولكني كذلك حارس مرمى جيد جدًا". وفي نهاية حواره أكد كورتوا أن مدربه الحالي مع الأتليتكو "دييغو سيميوني" يعد ملهمًا وقائدًا حقيقًا له وهو قدوته على الرغم من حراسته للمرمى. خوانفران: مواجهة الريال مختلفة، والآن أنا مع الفريق الأفضل رفع مدافع أتليتكو مدريد "خوانفران" شعار التحدي في وجه فريقه الأسبق "ريال مدريد" قبل نهائي دوري أبطال أوروبا، مؤكداً أنه لا يُفكر سوى في مساعدة الأتليتي لرفع الكأس. هذا ولم يُنكر فَضل الريال عليه كونه النادي الذي احتضنه في صغره وعلمه قواعد اللعبة، قبل أن يتركه وينتقل لأوساسونا ومنه إلى الأتليتي الذي يُدافع عن ألوانه منذ عام 2011 حتى هذه اللحظة، وفي هذا الصدد قال "أنا ممتن جداً لريال مدريد والسنوات التي قضيتها هناك، والطريقة التي عاملوني بها وتدريبهم لي، ولكني الآن لاعب في أتليتكو مدريد وأعلم جيداً أنني أرتدي أفضل الألوان (ألوان أفضل فريق)". وتابع "بالطبع مواجهة الريال مختلفة وخاصة، لكن ما أريده وكل ما أريده وأفكر فيه قبل أي شيء هو انتصار أتليتكو مدريد، أما الماضي فورائي". وأكمل قائلا "سيكون أمراً لا يُصدق بالنسبة لي ولعائلتي، إنهم فخورون بما قمت به وما أقوم به، لكن بالطبع أن تكون بطل أوروبا وأفضل فريق في القارة الأوروبية، فهذا أمر جيد جداً". كاسياس: آن لمعاناة جماهير الريال أن تنتهي استنهض حارس مرمى ريال مدريد "إيكر كاسياس" همة رفاقه، وحثهم على القتال أمام الجار أتليتكو مدريد في مباراة نهائي دوري أبطال أوروبا التي سيستضيفها ملعب النور في قلب مدينة لشبونة البرتغالية. ويأمل قائد الميرنغي في رفع الكأس العاشرة المُنتظرة منذ أكثر من عقد من الزمان، وذلك من أجل جماهير الملكي التي عانت الأمرين في السنوات الأخيرة، وفي هذا السياق قال كاسياس لموقع النادي الرسمي "أريد الفوز من أجل جماهير الريال التي عانت كثيراً في السنوات الماضية، وآمل أن نفعلها هذه المرة من أجلهم". ولم يُنكر أن مواجهة الأتليتي لن تكون سهلة، بقوله "لن تكون مباراة سهلة لأننا سنواجه خصماً استثنائياً. إنني أريد أن تشعر جماهيرنا بالفخر، غير أننا نبحث عن مشهد لطيف لنفوز بالعاشرة ونحتفل معاً". وأتم "آمل أن أستطيع رفع الكأس، وبطبيعة الحال ستكون لحظة رائعة للجميع هنا ونهاية رائعة لموسمنا، وهذا سيعني أننا حصلنا على لقبين هذا الموسم، وهذا أمر صعب القيام به، أؤكد للجميع أننا نستعد لمباراة السبت برغبة وعزيمة واحترام للخصم". ديل بوسكي: نهائي دوري الأبطال أفضل ما قد يحدث للكرة الإسبانية أكد الإسباني فنسنتي ديل بوسكي المدير الفني لمنتخب بلاده على سعادته بتأهل فريقين إسبانيين للمباراة النهائية ببطولة دوري أبطال أوروبا، مؤكدا على أن ذلك هو أفضل ما قد يحدث للكرة الإسبانية. المباراة النهائية للبطولة الأكبر في القارة العجوز تشهد تواجد ناديين من مدينة واحدة للمرة الأولى في التاريخ هما ناديا ريال مدريد وأتلتيكو مدريد الإسبانيين. دل بوسكي تحدث لقناة كنال بلوس عن المباراة قائلا: "ريال مدريد وأتلتيكو مدريد أظهرا لأوروبا أن لديهما طريقتي لعب مذهلتين، من الصعب أن تتوقع من سيتحكم في إيقاع المباراة، وإن كنت أتمنى أن تكون سجالا بينهما". وأضاف: "ستكون مباراة مليئة بالحماس وهي أفضل ما قد يحدث للكرة الإسبانية، أتلتيكو مدريد قدم مباراة رائعة في لندن أمام تشيلسي كما فعل ريال مدريد أمام بايرن ميونيخ". حقائق وأرقام عن نهائي دوري أبطال أوروبا ^ سيكون هذا هو الظهور ال13 للريال في النهائي، وسيسعى الفريق للفوز باللقب العاشر والأول منذ 2002. ^ سيخوض أتلتيكو مدريد النهائي للمرة الثانية، وكان ظهوره الأول والوحيد في 1974 حين تعادل 1-1 مع بايرن ميونخ في بروكسل، ثم خسر 0-4 بعدها بيومين، في مباراة الإعادة الوحيدة في تاريخ النهائي الأوروبي. ^ للموسم الثاني على التوالي، وللمرة الخامسة سيجمع النهائي بين فريقين من نفس البلد، لكنها المرة الأولى التي يتواجه فيها فريقان من المدينة ذاتها في مباراة نهائية لإحدى مسابقات الأندية الأوروبية. ^ والمباريات النهائية الأربع السابقة التي جمعت فريقين من البلد نفسه كانت في موسم 1999-2000، حين فاز ريال 3-0 على فالنسيا في باريس، وفي موسم 2002-2003 حين فاز ميلان على يوفنتوس في مانشستر، وفي موسم 2007-2008 حين فاز مانشستر يونايتد على تشيلسي في موسكو، والعام الماضي حين انتصر بايرن ميونخ 2-1 على بروسيا دورتموند في لندن. ^ التقى أتلتيكو مع ريال 194 مرة في الدوري والكأس في إسبانيا، وانتصر ريال 102 مرة مقابل 46 فوزاً لأتلتيكو، وتعادلا 46 مرة. ^ انتهت مباراتا الدوري هذا الموسم بفوز أتلتيكو 1-0 على ملعب سانتياغو برنابيو في سبتمبر ثم التعادل 2-2 على ملعب فيسنتي كالديرون في مارس، وتفوق ريال 5-0 على أتلتيكو في مجموع مباراتيهما بقبل نهائي كأس الملك، التي فاز ريال بلقبها، بينما فاز أتلتيكو بالدوري للمرة الأولى منذ 1996. ^ هذه ليست المرة الأولى التي يلتقي فيها الفريقان في أوروبا، إذ جمعهما سابقاً قبل نهائي كأس أوروبا موسم 1958-1959، وفاز ريال ذهاباً 2-1 على أرضه، وفاز أتلتيكو 1-0 في لقاء الإياب، وفي تلك الأيام لم يكن لفارق الأهداف أي اعتبار، وأقيمت مباراة إعادة في سرقسطة فاز بها ريال 2-1. ^ سيصبح أتلتيكو خامس فريق فقط يحرز جميع ألقاب المسابقات الأوروبية للأندية إن فاز اليوم على الريال في نهائي دوري الأبطال. وفاز أتلتيكو بكأس الأندية الأوروبية أبطال الكؤوس في 1962، وحصل على لقبين في الدوري الأوروبي عامي 2010 و2012. ^ فاز كارلو أنشيلوتي مدرب ريال بدوري الأبطال كلاعب مع ميلان في 1989 و1990، كما قاد "الروسونيري" للفوز بدوري الأبطال كمدرب في 2003 و2007، ولو فاز ريال فسيصبح أنشيلوتي ثاني مدرب فقط يفوز باللقب ثلاث مرات. ^ ولو فاز أتلتيكو فسيصبح دييغو سيميوني ثالث مدرب غير أوروبي ينال اللقب، بعد مواطنيه الأرجنتينيين لويس كارنيليا مع ريال في 1958 و1959 وهيلينيو هيريرا مع إنتر ميلان في 1964 و1965.
