يا صديقي العزيز·· لقد ذهبت عني الدوخة وبدأت أسترجع عقلي رويدا رويدا·· قلت له·· دوخة ''البالون''؟ أم هناك دوخة أخرى لا أعرفها··؟ نهق حماري عاليا وقال·· لا، لا، ليس هناك دوخة أكبر من ''البالون'' وما فعله بنا من نشوة· قلت له·· بما أنك تتلذذ هكذا لماذا تريد أن تستفيق من غفوتك هذه؟ قال حماري·· لا، ليست رغبة مني في الصحوة ولكن الله غالب·· الواجب يحتم عليّ ذلك؟ قت له·· أي واجب هذا الذي تتحدث عنه؟ أنت تأكل وتشرب وتعيش باطل·· لم أرك يوما تكسر راسك من أجل لقمة العيش· نهق حماري وقال·· هذا الكلام هو الذي يجعلني أستفيق وتطير الدوخة مني·· تريد أن تقول إني حمار يعيش على ظهر الآخرين؟ قلت له·· ليس تماما هكذا ولكنك تنسى نفسك تماما عندما تريد ذلك·· غصت مع ''البالون'' وأحداثه ونسيت ما يحدث في البلد·· السرّاق كثروا والفساد استفحل وتفاقم· ضحك حماري عاليا وقال·· يا سلام؟ لهذه الدرجة أنا حمار مهمّ ولا أدري؟ ماذا تفيد صحوتي أمام هذه الآفات·· لا أملك أن أوقف هذا النزيف·· وإن حاولت فحتما سوف يجرفني·· أنت تعرف العين حينما لا ترى أفضل من أن ترى؟ ضحكت من كلامه وقلت له·· أنت فعلا ''مدوّخ''·· الأفضل أن تبقى في عالم ''البالون'' ولا تصحو حتى يحين موعد كأس العالم·· لتنتشي أكثر·· صحة الدوخة·