هجرة غير نظامية: مراد يشارك بروما في اجتماع رفيع المستوى يضم الجزائر، إيطاليا، تونس وليبيا    لعقاب : الانتهاء من إعداد النصوص التطبيقية المنظمة لقطاع الاتصال    أكثر من مليون ونصف مترشح لامتحاني شهادة البكالوريا وشهادة التعليم المتوسط دورة يونيو 2024    الجزائر/موريتانيا : افتتاح الطبعة السادسة لمعرض المنتجات الجزائرية بنواكشوط بمشاركة 183 عارضا    الجزائر تؤكد من نيويورك أن الوقت قد حان لرفع الظلم التاريخي المسلط على الشعب الفلسطيني    لعقاب يدعو إلى تعزيز الإعلام الثقافي ويكشف: نحو تنظيم دورات تكوينية لصحفيي الأقسام الثقافية    "تحيا فلسطينا": كتاب جديد للتضامن مع الشعب الفلسطيني    سليمان حاشي : ابراز الجهود المبذولة لتسجيل عناصر ثقافية في قائمة الموروث الثقافي غير المادي باليونسكو    دراجات/الجائزة الكبرى لمدينة وهران 2024: الدراج أيوب صحيري يفوز بالمرحلة الأولى    وفاة 8 أشخاص تسمما بغاز أحادي أكسيد الكربون خلال شهر أبريل الماضي    وزير الصحة يشرف على افتتاح يوم علمي حول "تاريخ الطب الشرعي الجزائري"    قسنطينة..صالون دولي للسيارات والابتكار من 23 إلى 26 مايو    مجمع الحليب "جيبلي": توقيع اتفاقية اطار مع وكالة "عدل"    اجتماع الحكومة: الاستماع الى عرض حول إعادة تثمين معاشات ومنح التقاعد    الفنانة حسنة البشارية أيقونة موسيقى الديوان    التوقيع على برنامج عمل مشترك لسنة 2024-2025 بين وزارة الصحة والمنظمة العالمية للصحة    استئناف حجز التذاكر للحجاج المسافرين مع الديوان الوطني للحج والعمرة يوم الأربعاء بالنسبة لمطار الجزائر    اليوم العالمي لحرية الصحافة: المشهد الإعلامي الوطني يواكب مسار بناء الجزائر الجديدة    معادن نادرة: نتائج البحث عن الليثيوم بتمنراست و إن قزام ايجابية    السيد عطاف يجري بكوبنهاغن لقاءات ثنائية مع عدد من نظرائه    معرض الجزائر الدولي ال55: نحو 300 مؤسسة سجلت عبر المنصة الرقمية الى غاية اليوم    حوادث المرور: وفاة 62 شخصا وإصابة 251 آخرين خلال أسبوع    رالي اكتشاف الجزائر- 2024 : مشاركة 35 سائقا اجنبيا وعدد معتبر من الجزائريين    اليوم العالمي لحرية الصحافة: الصحفيون الفلسطينيون قدموا مئات الشهداء وهزموا رواية الاحتلال الصهيوني الكاذبة    فلسطين: ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الصهيوني على غزة إلى 34 ألفا و 596 شهيدا    منظمة العمل العربية: العدوان الصهيوني دمر ما بناه عمال غزة على مر السنين    المصلحة الجهوية لمكافحة الجريمة المنظمة بقسنطينة: استرجاع أزيد من 543 مليار سنتيم من عائدات تبييض الأموال    في انتظار التألق مع سيدات الخضر في الكان: بوساحة أفضل لاعبة بالدوري السعودي الممتاز    رئيس الجمهورية يحظى بلقب "النقابي الأول"    القابض على دينه وقت الفتن كالقابض على الجمر    بخصوص شكوى الفاف    تدعيم الولايات الجديدة بكل الإمكانيات    بداية موفّقة للعناصر الوطنية    العلاقات بين البلدين جيدة ونأمل في تطوير السياحة الدينية مع الجزائر    انبهار بجمال قسنطينة ورغبة في تطوير المبادلات    الجزائر في القلب ومشاركتنا لإبراز الموروث الثقافي الفلسطيني    اجتياح رفح سيكون مأساة تفوق الوصف    إطلاق أول عملية لاستزراع السمك هذا الأسبوع    تكوين 500 حامل مشروع بيئي في 2024    حملة وطنية للوقاية من أخطار موسم الاصطياف    البطولة الإفريقية موعد لقطع تأشيرات جديدة لأولمبياد باريس    المجلس الشّعبي الوطني يشارك في الاجتماع الموسّع    الجزائريون يواصلون مقاطعة المنتجات الممولة للكيان الصهيوني    أوغندا تُجري تجارب على ملعبها قبل استضافة "الخضر"    بولبينة يثني على السعي لاسترجاع تراثنا المادي المنهوب    دعم الإبداع السينمائي والتحفيز على التكوين    تتويج إسباني فلسطيني وإيطالي في الدورة الرابعة    روما يخطط لبيع عوار للإفلات من عقوبات "اليويفا"    دعوة للتبرع بملابس سليمة وصالحة للاستعمال    263 مليون دينار لدعم القطاع بالولاية    استئناف حجز التذاكر للحجاج المسافرين مع الديوان الوطني للحج والعمرة اليوم الأربعاء بالنسبة لمطار الجزائر    خنشلة: الوالي محيوت يشرف على إحياء اليوم العالمي للشغل    سايحي يكشف عن بلوغ مجال رقمنة القطاع الصحي نسبة 90 بالمائة    هذه الأمور تصيب القلب بالقسوة    الجزائر تتحول إلى مصدّر للأنسولين    ذِكر الله له فوائد ومنافع عظيمة    نطق الشهادتين في أحد مساجد العاصمة: بسبب فلسطين.. مدرب مولودية الجزائر يعلن اعتناقه الإسلام    لو عرفوه ما أساؤوا إليه..!؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ملف السرطان في الجلفة: أسباب مجهولة...أرقام متضاربة..
نشر في الجلفة إنفو يوم 05 - 12 - 2008

موت في صمت..معاناة..و ثنائية الفقر و العذاب..هل يفعل "بركات "ما عجز عنه "تو"؟
حلق مجددا ملف السرطان في الجلفة ليحط على كل مجلس وعائلة، و يتصدر قائمة الهواجس اليومية ،عدا عند مؤسسات الشعب التي بدت خارج حدود الولاية ، رغم أن الكل أجمع على أن المرض أكبر مشكلة صحية تتطلب تحركا سريعا و جديا للبحث عن الأسباب و اتخاذ إجراءات سريعة ،و النظر الى المئات من المصابين الذين لم يخرجوا من صمتهم لأن ،حسبهم ، مجرد التفكير في رحلة البحث عن أذان صاغية هو المحال بذاته و حلم من الغباء تخيل تحقيقه ، ففي الجلفة لو سألت شابا أو شيخا، امرأة أو طفلا ، لسمعت يا"بركات" قصيدة مأساة أو قصيدتين و لوجدت لغة تفهمها لو أصغيت، لا يبدعها سوى أهل المرض فهل من أذن صاغية بعدما صدت الأبواب.
كلامهم كله عذاب و ألم ، وصمتهم حكمة لم نعهدها عند المرضى، و حكاياتهم تسافر بك دون اقتطاع تذكرة في رحلة لا زالت تبحث عن عنوان مناسب، لأن المأساة و المعاناة لا تكفي مجرد التعبير عن عيونهم الحزينة ...هم مرضى السرطان في ولاية لا يزال سكانها و أطباؤها يبحثون عن إجابة لسؤال واحد ؟ لماذا حرمت ولايتهم من الاستفادة بمركز مكافحة وعلاج السرطان، و قفز ليحط على بعد 120 كيلومتر منها رغم أن الكل يعلم أن الجلفة تصدر يوميا عشرات المرضى إلى البليدة للبحث عن أمل العلاج ؟ دون أن ندخل في السياسة و مقتضياتها، والإدارة و أعرافها ،و من المسؤول عن فقدان أمل المرضى؟ ، أردنا أن ندخل بيوتهم و نعيش يومياتهم فكان الوصول إليهم لا يحتاج إلى مشقة مثل مشقة البحث عن الأرقام التائهة و المتضاربة و التكذيب الذي يصدر لينفي الرقم الواقعي للمرضى.لكن ما اصطدمنا به هو خجل الكثيرين من أن تحدثه عن مرضه و تفادي عائلاتهم الغوص في الموضوع.
يفضلن الموت على معاناة عائلاتهن ؟
تقول السيدة "ف.ل" التي تدخل عامها الثاني منذ بدأت العلاج من سرطان الثدي أن" الكثيرات من النساء يعانين المرض في صمت بسبب خجلهن من جهة و بسبب المستوى الاجتماعي، لأنهن يعلمن أن رحلة العلاج ميؤوس منها و تكلف الكثير ، لذلك فأنا أعرف الكثيرات ممن يفضلن الألم في صمت بدل أن يدخلن عائلاتهن في متاهات" ،و تضيف " هنا لا يوجد من يسمع صوتك أو يعطيك على الأقل أمل ، لذلك فضلت أن أتوجه مباشرة إلى البليدة لأبدأ العلاج بعدما اكتشفت أن الورم يتعلق بالسرطان صدفة ، و لا أخفيكم أن هذا كلفني الكثير و الحمد لله أني لم أنتظر أو أعلق أملي على المستشفى أو السلطات " ، و إن كانت هذه السيدة من المحظوظات فهناك الكثيرات من اللواتي فضلن الصمت و لقوا حتفهن ، من بينهن السيدة عائشة حيث التقينا ابنها الذي تذكر معاناة أمه و قال " كانت أمي تدرك ما تعاني و اخفت حتى بلغ المرض حالة متقدمة، و عندما بدأنا رحلة العلاج أقرت بأنها تدرك أنها مريضة منذ أشهر و أخفت عندما تذكرت جارتها التي خسرت عائلتها كل ما تملك لكن الموت كان مصيرها " .، استمر في الحديث بنبرة الحزن و أكد لنا أن مشكل مرض سرطان الثدي هو الاكتشاف المبكر و التشخيص الذي عادة ما يكون خاطئا بسبب غياب أخصائيين في الولاية و معظم النساء يقصدن الأطباء العامون .
المشكلة طرحناها على مجموعة من الأطباء الذين أكدوا لنا أن التشخيص السليم من بين المشاكل التي تعاني منها المنطقة في غياب أخصائيين ، ذلك أن الاكتشاف المبكر للمرض يساهم في العلاج ، إضافة إلى الجانب النفسي الذي يحتل أهمية كبيرة باعتبار أن الخطأ في التشخيص قد يؤدي إلى نتائج سلبية ،و هذا ما أكدته مصالح طبية من مستشفى البليدة في تصريح سابق على هامش ملتقى نظمته إحدى الجمعيات المهتمة بالملف ، حيث أكد الأطباء أن معظم المرضى الذين يصلون إلى مصالحهم لتلقي العلاج يحملون تشخيصا خاطئا ، لكن نفسياتهم مريضة بسبب اعتقادهم أنهم أصيبوا بالسرطان ، إضافة إلى تناولهم لأدوية لا تتلاءم مع حالتهم . و نبه المختصون جميع الأطباء بالتدقيق و التريث قبل تشخيص المرض وتفادي وصف أي أدوية قبل التأكد من الحالة.
فقر و موت قبل الرحلة الأخيرة!
عائلات كثيرة فقدت أفرادها بسبب عدم قدرتها دفع مصاريف العلاج، عددهم أكبر من الرقم الذي تعلن عنه مديرية الصحة!. و من بينهم عمي احمد من حاسي بحبح الذي فقد ابنه قبل أشهر بعد إصابته بسرطان في المخ ، و هو لا يزال يعيش ذكرى ابنه و يتحسر جراء تقصيره في علاجه بسبب الفقر، بعدما تأخر في نقله إلى البليدة لإجراء آخر فحص قبل إجراء عملية جراحية بسبب عدم تمكنه من توفير مصاريف الرحلة ، و لم يجد "عمي أحمد " ما يواسيه ذكرى ابنه سوى دعوة أهل الخير لمساعدة العشرات من المرضى الذي يعرفهم واحدا واحدا ، إنهم رفاق ابنه في رحلات البحث عن العلاج و ما أكثرهم.
و ليس بعيدا عن عمي احمد حدثنا السيد " ب.م" عن قصته مع السرطان حيث يؤكد أن زوجته تعاني الويلات من تعب رحلتها من و إلى البليدة تقريبا مرتين في الشهر ، ناهيك عن المصاريف و التعب الذي يضطره كل مرة للتغيب عن عمله من أجل نقلها ، و أردف قائلا " تفاجأت كثيرا من الأرقام المعلنة حول المصابين بداء السرطان ، لا أخفيكم ان عدد الذين التقيهم اكثر من العدد المتداول رسميا ، ناهيك عن مصابين جدد لم يتمكنوا من الالتحاق بمركز البليدة هم أعدادا مضاعفة ، صدقوني الأمر ليس بالسهولة التي يراها أهل الشأن " .نفس المعطيات تقولها أم الخير التي لا تزال تخضع للعلاج الكيميائي حيث لم تستطع استحضار العبارات المناسبة لمعاناة رفيقاتها في المرض و اكتفت بقولها " حين التقيهن أبحث عن العزة والكرامة ،لا أجد حتى رائحتها ، إنها معاناة صدقني تكفيك نظرات الخوف و الحزن لتؤلف رواية ملؤها جراح و أحزان " .
كلمات أم الخير المثقفة كانت طريقا قادنا إلى العمة مسعودة، 56 سنة، التي جعل منها المرض سياسية من الطراز الخاص ،تقول العمة " يا ولدي ما يعانيه المرضى ليس مجرد مرض و تعب السفر لقد تعودنا عليه، لكن ما يحز في نفوسنا أين مسؤولينا الذين يقرعون الطبول و أين الدولة من الفقراء ؟ نحن لا نحملهم مسؤولية مرضنا بل نريد على الأقل مساعدتنا و سماع صوتنا ، أعتقد أن هناك دولتان واحدة نسمع عنها في التلفزة تبدو رائعة ،وأخرى نكتشفها على عتبة مصالح الدولة ، أنها قاسية " و تضيف " لقد علمني المرض اشياءا كثيرة و فتح عيني على نساء و شيوخ و معاناة لا يمكن وصفها ، إنهم يموتون دون ان يجدوا من يسمع أصواتهم ، لقد عايشت لحظاتهم الأخيرة ، حتى و عن موت قضاء وقدر لكن ما يتعب ضمائر عائلاتهم إحساسهم بالفقر و أنهم مقصرين في علاجهم" .
هل من أذان صاغية؟
من أم الخير إلى العمة المسعودة ،و غيرهن كانت المعاناة ذاتها اختلفت فيها الأسماء و توحدت في عنوان الألم وكل له حكاية و شكوى و رسالة إلى أصحاب الشأن من أجل النظر إلى حالتهم و معاناتهم، هم في الحقيقة ليسوا سياسيين و لا طلاب امتيازات بل المرض والمعاناة من جعل منهم يقصدون مصالح الدولة ، في وقت لا يزال الكثير من المصابين يلتزمون الصمت و يبحثون عن أمل الفرج من المولى و أهل الخير المتكفلين بالفقراء ، و هناك من مات في صمت لم يجد من يواسيه و يشع أمل الشفاء ، وهؤلاء صار سكان الجلفة يحصونهم من صلوات الجنائز ، ففي الجلفة لا تخلو جنازة من السؤال ؟ من و كيف مات؟ لكن ما اعتاد عليه أهل السؤال هو إجابة تبعث بالخوف دائما ، مات بالسرطان و السلام ، فأي منطق و أي عزة حين نحصي فيها عدد المصابين بداء بعد موتهم ؟ و هل يخذل بركات وزير الصحة سكان الجلفة الذين يبحثون عن بركة قد تجعل الأنظار و الاهتمام يتجهان نحوهم ، دون ان تختلط بالسياسة و أعراف الإدارة ؟ قد تستجاب دعوة العمة ،و في انتظار ذلك فمرضى السرطان في الجلفة المعتمدين رسميا و المتألمين في صمت يعيشون الفقر و العذاب و انتظار الموت المحقق ،و آخرون ينهش أجسادهم المرض و يخفون آلامهم لأسباب لها لغة لا يفهمها الا من يرى عيون أفراد عائلات المرضى .
حققت ما عجزت عنه السلطات !
جمعية "شعاع الأمل" جاءت لتختصر المسافات..
في الوقت الذي يعاني العشرات من المرضى ويلات المرض و الألم و عذاب رحلة الشتاء والصيف بما تحمل من مشقة السفر ،جاءت جمعية "شعاع الأمل لمساعدة مرضى السرطان "من عمق المجتمع اختصرت المسافات و أرجعت البسمة و رفعت الغبن عن العشرات من المرضى ،وجدوا فيها المتنفس و الأنيس و المرافق لرحلاتهم المارطونية من الجلفة إلى مستشفى فرانس فانون بالبليدة ،إضافة إلى التسهيلات التي يتلقونها في مصلحة العلاج بمستشفى البليدة ، تأسست الجمعية على يد أطباء و ممرضين ومتطوعين لهدف اعتبره الكل أسمى الأهداف، هو مساعدة المرضى المعنوية والمادية بقدر المستطاع و تمكنت في ظرف قصير أن تحتل مكانة كبيرة وتساهم في إعادة بسمة الكثيرين بإمكانيات بسيطة.
استطاعت جمعية شعاع الأمل أن تفعل ما لم تفعله الجهات المعنية و مؤسسات الدولة تجاه المرضى و عائلاتهم ، وحققت بفضل تفانيها ما لم تحققه ملايير الدينارات التي تصرف من أجل صحة و المواطن ، ببساطة لأنها استحضرت مسؤوليتها و إخلاصها ، و شاركت المصابين محنتهم و عذابهم ، يقول رئيس الجمعية الدكتور بلعباس أن الجمعية تأسست منذ 03 سنوات بهدف مساعدة مرضى السرطان لأنها تعلم مدى معاناة أهل المنطقة و حاجتهم إلى يد العون حتى و إن كانت معنوية ، و في هذا الإطار تقوم الجمعية بأداء دور المرشد و المتابع عن طريق تنظيم أيام تحسيسية موجهة للمرضى و لعائلاتهم من اجل طرح انشغالاتهم ، إضافة إلى طرق الوقاية و تحسيس المواطنين بضرورة إجراء الفحوصات الدورية ،لان اكتشاف الورم مبكرا يساعد بنسبة كبيرة في علاجه .
و في إطار مساعدة المصابين خصصت الجمعية سيارة إسعاف تقوم بنقل المرضى مرتين في الأسبوع بمعدل 8 مرضى أسبوعيا ، مع تقديم تسهيلات في مصلحة العلاج بالبليدة و متابعة الملف الطبي لكل مريض ، حيث يبلغ عدد المستفيدين من خدمات الجمعية أكثر من 160 بين نساء و رجال معظمهم من مدينة الجلفة و هو رقم يؤكد أن المصابين أكثر بكثير من الرقم المعلن رسميا ، و قد يتجاوز الألف بالمئات ، و حسب الدكتور بلعباس فإن الرقم المصرح به قد يخص المرضى المؤمنين لدى الضمان الاجتماعي لأنه حسب تجربة الجمعية و احتكاكها المباشر مع المرضى و عائلاتهم فإن الرقم يفوق الألف ، و لم يخف الدكتور في لقاء مع"الخبر حوادث" تأسفه من فقدان الولاية مركز مجهز لمكافحة السرطان و استفادة ولاية لا يتعدى عدد سكانها ككل سكان مدينة الجلفة ، و أكد أن الحاجة إلى المركز صارت ضرورة ،على الجميع إدراكها لرفع الغبن على المواطن الجلفاوي الذي صار يعيش هاجسا كبيرا جراء انتشار المرض .
تجربة الجمعية و نوعية خدماتها جعلتها مقصدا للمرضى بدل اللجوء إلى المؤسسات الصحية و فرض عليها مسؤولية كبيرة ، بعدما علق عليها الكثير أملا كان مفقودا ، مما جعل أعضاء الجمعية يفكرون في توسعة التجربة إلى بلديات الولاية حيث سيتم فتح فروع جوارية لتقديم تسهيلات للمرضى الذين تعذر عليهم التنقل إلى مقر الولاية من أجل الاستفادة من خدمات الجمعية ، و هي تجربة قد تلقى ترحيبا كبيرا خاصة في ظل وجود عدد كبير من النساء اللواتي يعانين المرض في صمت أو يتجاهلن بعض الأعراض بسبب غياب جهات تلعب الدور الوقائي و التحسيسي.
و عن أسباب الانتشار الرهيب للمرض أكد رئيس الجمعية أن إمكانيات الجمعية لا تساعد حاليا لإجراء دراسة أسباب المرض أو الظروف التي تساعد على انتشاره ،لكن لم يخف استعداد الجمعية لهذا إذا توفرت الإمكانيات المادية ، مشيرا إلى أن عياب الأخصائيين يصعب من العملية ، و غياب فتح سجل خاص لمتابعة المرض الذي من المفروض انه موجود منذ مدة لكن للأسف غير معمول به ، مضيفا أن التحاق طبيبة أخصائية مؤخرا بمستشفى الجلفة قد يكون بشارة خير .و لم يستبعد وجود اسباب ساعدت في انتشار المرض .الجمعية تجربة فريدة لم يختلف اثنان على أداءها و خدماتها فهل تقتدي مؤسسات الدولة بجزء مما تفعله الجمعية على الأقل في ابوابها المفتوحة على كل الشرائح.ملاحظة الصورة مرفقة
السرطان و سوء التقدير!!
قد يكون ملف السرطان في الجلفة من بين المواضيع القديمة التي صال وجال فيها الكبير و الصغير، المتعلم و الأمي، الصحيح والعليل..لكن السؤال الذي ظل يبحث عن إجابة بين المتاهات ووسط ارتفاع حمى قنوط السكان و المرضى الذين أعيتهم رحلات العلاج بحثا عن أمل الشفاء ،هو لماذا يحرج المسؤولون عن قطاع الصحة كلما طفا إلى السطح موضوع الانتشار الرهيب للداء..المشكلة في الجلفة أن الأرقام متضاربة حول عدد المصابين و السبب أن لكل منطقه في عملية الإحصاء، فإذا كان معظم المتتبعين يجمعون على أن العدد يفوق الألف بالمئات، فإن مديرية الصحة لا تزال متمسكة برقم 250 مصابا ، فأما أصحاب عدد الألف فحجتهم صلوات الجنائز و احتكاكهم بالمرضى و أما المدافعين عن الرقم الرسمي فيعتمدون على المرضى المؤمنين في الضمان الاجتماعي و متحججين بصعوبة إحصاء من فضل الصمت او العلاج من ماله الخاص ، وكل صحيح من زاوية المنطق الذي يرى منه ، لكن المؤكد وسط هذا التضارب هو أن الجلفة تصدر يوميا العشرات إلى البليدة و لا يحتاج لا الوزير و لا الرئيس لدليل كي تتخذ إجراءات خاصة و استعجاليه للتكفل بالمرضى ماديا ومعنويا ، و حتى تتضح الصورة في أن المشكل ليس في الأرقام المصدرة إلى الوزارة نعود إلى حكاية التيفوئيد الذي صار الضيف الصيفي للجلفة، و نسال كيف تعامل أهل القطاع مع المرض؟ ، و ما هو الهدف من تضارب الأرقام ؟ كان يكفي أن نزور مصلحة الأمراض المعدية لنجد الإجابة ، فالمصلحة كانت بيتا مفتوحا رغم تأكيد الإدارة على أنها تتكفل بالحالات وسط إجراءات خاصة ، و رغم زيارتنا للمصلحة قبل لقائنا مع مدير المستشفى الذي بدا لا يعلم حال مصلحة تقع في الطابق العلوي من الإدارة ، و لا مناوب الليلي الذي دخلنا إلى مصلحة برفقته و رأى الصورة على المباشر .
نحن لم نحمل قطاع الصحة مسؤولية التيفوئيد و لا السرطان، و لم نسأل عن الأسباب العلمية ،لأن الكل يعلم اننا لم نصل إلى مستوى يمكننا من اكتشاف عظيم ،بل نسأل ماذا فعلت في إطار عملها و إمكانياتها؟، و لم يطلب أهل الجلفة ولا المواطن الخاتم السحري ،بل حق التكفل الصحي بالمواطن باستقباله و إرشاده ،و هذا حق لطالما جاء في ديباجة تصريحات المتعاقبين على وزارة الصحة ،إذن حكاية الصحة و الأمراض و الأوبئة التي صارت رفيقا يوميا للمواطن هي مسألة سوء التقدير يوم نضع أهل الشأن في دور المجيب ، و في الحقيقة إن هذا المشكل هو الورم الأكبر الذي من المفروض أن نبحث عن علاجه، لأنه ليس ربانيا في اعتقادي بل داءا وراثيا معروفة أسبابه و سبل علاجه إداريا ، عكس السرطان الذي يجهل لحد الآن سببه الحقيقي .
ملف السرطان في الجلفة هو الملف الذي أراد الكثير من المسؤولين أن يجعل أسبابه ربانية للهروب من مسؤولية التقصير في التعامل مع المرض،في وقت قفز إلى قبة البرلمان، و ظل التعامل مع ما تنشره التقارير الإعلامية على أنه مجرد تهويل و لم يعترف احد بفشله او دق ناقوس الخطر لاتخاذ إجراءات سريعة ، وان كنا نشاطر رقم مديرية الصحة في حالة واحدة هو هروب المواطن من اللجوء إلى مؤسسات الدولة، فان السؤال المطروح لماذا لا يقصد المرضى المؤسسات الصحية و يفضلوا الهروب إلى جمعيات مهتمة، و الإجابة واضحة عندما تزور جمعية مثل شعاع الأمل لمساعدة مرضى السرطان بالجلفة .أما حكاية لماذا لم تستفد الجلفة من مركز لمكافحة السرطان مجهز ؟فلا نريد ان نناقشه لان منطق العرف الإداري المركزي الذي يؤمن بالأرقام فصل في الأولوية ، و الأغواط صدرت الرقم الحقيقي الذي فاق عدد المصابين في الجلفة الرسمي،حسب مصادر من وزارة "عمار تو" آنذاك ، لكن يكفي أن نقول أن الجلفة تعداد سكانها الرابع و طنيا ، لنترك الإجابة والمنطق لأهل الاختصاص .و نؤكد ما قاله النائب بن بوزيد الذي أعطى الوصف الحقيقي للمرضى عندما قال "أنهم يموتون في بوغزول في رحلة العودة ".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.