بمطعم عباد الرحمن في حفل حضره ثلة من أبناء الجلفة كان الموعد مع تكريم الشباب المتطوّعين الذين صنعوا ملحمة تضامنية قلّ نظيرها ميّزها تضحيتهم بدفء العائلة لصالح التطوّع ... فجعلوا منها سُنّة حميدة اجتمع عليها تجّار وبطالون من مدينة الجلفة للموسم الثاني على التوالي بعيدا عن أي تبنّي لنشاطهم من طرف الدولة. "الجلفة إنفو" كانت حاضرة في الحفل الذي نظمته اللجنة الولائية لحقوق الإنسان بالتعاون مع المجلس الاستشاري للثقافة لولاية الجلفة وبحضور مثقفين واعلاميين ومنتخبين وممثلين عن تنظيمات جمعوية وشبّانية بالإضافة الى الفرقة الإنشادية "عبد الرحمان النعاس". مقهى "الميعاد" يوصد أبوابه خلال شهر رمضان لموسمي 2013 و2014 ليفتح ذات الأبواب على مصراعيها ولكن من أجل احتضان عابري السبيل والقيام بخدمتهم طيلة أيام الشهر المعظم. وهذا بتأطير من مجموعة من الشباب المتطوّعين على رأسهم "الشاف شويحة خليل" الطباخ الذي كان في الموعد. ويقول السيد "باقي مصطفى"، صاحب مقهى "الميعاد"، أن مبادرة المطعم الخيري "تمّت بمداخيل خاصة تبرّع بها التجار والجيران والشباب وقد نجحت في استقطاب عدد كبير من الصائمين كل ليلة حيث يتجاوز الرقم أحيانا ال 300 وجبة" ليختتم صاحب مقهى "الميعاد" كلامه بالقول "نسأل الله أن يتقبّل منا ومن الشباب المتطوعين". أما "طليبي عبد العزيز"، أحد المتطوعين، فقد قال "انطلاقتنا كانت بمبادرة من صاحب المقهى الذي قال لنا عليكم بتكوين المجموعة والمقر موجود. وهكذا انطلقنا بمبالغ مالية على عاتق كل واحد منا ثم توالت تبرعات الناس الخيّرين خصوصا من الشباب التجّار"جماعة الطراباندو". وقد نجحنا في تنظيم أنفسنا منذ البداية بتقسيم المتطوعين، البالغ عددها 17 متطوعا، الى مجموعة مكلّفة بالطبخ ومجموعة مكلفة بغسل الأواني والتنظيم ومجموعة مكلفة بتوزيع الوجبات على ضيوفنا من عابري سبيل ومعوزّين. حيث أنهم تعرّفوا على مطعمنا بفضل الحملة الإشهارية التي نظمناها بتعليق لافتات بمداخل مدينة الجلفة". وبخصوص سير العملية التضامنية فقد أكد محدثنا أن "مطعم عباد الرحمان" قد صار يعمل بوتيرة متسارعة منذ البداية وساعده في ذلك الشعبية الكبيرة التي يتمتع بها الشباب المتطوعون فيه. حيث أن الوجبات المقدمة كان أدناها 220 وجبة يوميا وأقصاها 320 في أيام الذروة. كما أضاف أن المجموعة أخذت على عاتقها تحضير الوجبات وفقا لقائمة طعام متنوعة كل يوم "لنصل بفضل ذلك الى وجبة يومية محترمة فيها التمر والحليب والشربة والسلطة والمشروب الغازي والياوورت والفاكهة والطبق الثاني الذي يتغيّر كل يوم". وبشأن الرسالة التي يوجهها متطوعو "مطعم عباد الرحمان" الخيري، أكد "عبد العزيز" أن العمل الخيري هو توفيق من الله وأنه لا يستدعي عملا جبارا بل الأمر بسيط ويمكن النجاح فيه بالتعاون والعمل الجماعي مشيرا بالقول "لقد سخّر الله عز وجل لنا أشياء لم نكن نتوقّع أننا سنفعلها". مشيرا في هذا الصدد الى أن فكرة فتح مطعم خيري جاءت في جلسة عادية بين الأصدقاء في مقهى "الميعاد" لتتجسد لاحقا بفضل إرادة وتصميم وعزيمة الشباب المتطوع الذي صنع ملحمة تضامنية في شهر الرحمة والمغفرة، ليضربوا موعدا لرمضان آخر ...