بعد توقف دام أكثر من سنتين، نتيجة انتشار فيروس كورونا وما أعقبه من تداعيات وأضرار جسيمة طالت قطاع السياحة، تسعى السلطات العمومية جاهدة إلى استدراك كل ما فات وتحقيق انتعاش سياحي داخلي، من خلال السهر على توفير الظروف الجيدة وتقديم جميع التسهيلات لاستقبال السياح، خاصة الجزائريين القادمين من الخارج من أجل الارتقاء بمستوى تطلعاتهم وإيجاد حلول للعراقيل التي تقف أمامهم في الرحلات الجوية والبحرية نحو الجزائر. ينتظر أن يعرف موسم الاصطياف الحالي ديناميكية خاصة وتوافدا كبيرا للمصطافين على مستوى جميع ولايات الوطن، بفضل التحضيرات المكثفة من قبل السلطات المعنية لإنجاح هذا الموسم، الذي يتزامن مع سنة استثنائية جعلها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون اقتصادية بامتياز، مع إدراج قطاع السياحة ضمن العناصر المفعّلة للنشاط الاقتصادي والأهمية التي يوليها للنهوض بالسياحة الداخلية. ويشكل تحدي إنجاح موسم الاصطياف فرصة لإثبات فعالية قطاع السياحة بعد الظروف الصحية الصعبة التي عاشتها البلاد بسبب جائحة كورونا والتي فرضت عدة عراقيل عانى منها الجزائريون، خاصة المقيمين منهم في الخارج، بعد أن تعذر عليهم دخول البلاد بسبب غلق الحدود البرية والجوية والبحرية في إطار الإجراءات الاحترازية المتخذة لمنع انتشار وتفشي فيروس كورونا في الجزائر. وسمح قرار إعادة فتح الحدود الجوية والبحرية وآخرها البرية، بعد إغلاق دام قرابة السنتين، في عودة عدد كبير من أبناء الجالية الجزائرية الموزعين عبر مختلف دول العالم، بالرغم من بعض المشاكل والشروط الصعبة التي واجهتهم مع بداية الإفراج عن الرحلات الدولية بسبب نقص عددها من جهة وغلاء أسعار تذاكر الطيران من جهة أخرى. في هذا الإطار، أولى رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون عناية كبيرة لملف الجالية الجزائرية، من خلال حرصه في كل مرة على تقديم تعليمات للمسؤولين من أجل الاستجابة لجميع انشغالاتهم وإيجاد حلول لمختلف المشاكل والعراقيل التي تقف أمامهم في الرحلات الجوية والبحرية نحو الجزائر، خاصة في موسم الاصطياف الذي من المرتقب أن يسجل توافد عدد كبير من الجزائريين المقيمين في الخارج. ومن بين أهم القرارات التي جاء بها رئيس الجمهورية والتي وجهت إلى وزير النقل، ضرورة تسخير كل إمكانات الدولة لتسهيل عودة أو قدوم الجزائريين من الخارج، لقضاء موسم الاصطياف في أحسن الظروف، في إطار رفع التحديات الراهنة لتحقيق الأهداف المشتركة نحو الارتقاء بالسياحة الداخلية إلى المستوى الراقي الذي تطمح إليه الجزائر. وأمر رئيس الجمهورية باستحداث رقم أخضر وخلية يقظة واستماع على مستوى ديوان وزير النقل، بهدف التجاوب مع انشغالات المواطنين وإيجاد حلول للمشاكل التي تواجههم في الرحلات الجوية والبحرية للدخول إلى الوطن ومن أجل السهر على توفير الظروف الجيدة لاستقبال العائلات الجزائرية والسياح والارتقاء بمستوى التطلعات لتكون السياحة واحدة من الروافع الاقتصادية في البلاد وموسم الاصطياف سانحة لإثبات ذلك. ولقيت تعليمات الرئيس التي أقرها بخصوص تعزيز الرحلات الدولية تحسبا لموسم الاصطياف، آذانا صاغية واستجابة من قبل مصالح النقل، من خلال إيجاد حلول فورية واستثنائية لجميع العراقيل والمشاكل العالقة من قبل، بالإضافة إلى مراجعة أسعار تذاكر النقل الجوي والبحري قبل حلول موسم الاصطياف لفائدة الجالية الوطنية بشكل يحفز وينشط التوجه نحو شركات النقل الوطنية.