لم تتأخر العائلات القاطنة بمناطق الظل ببلديات عين الدفلى والشلف في رفع مطالبها الخاصة بتدعيمها بالماء الشروب، خاصة في الظروف المناخية الصعبة، الأمر الذي عجّل بمنحها الأولوية في التكفل بهذه الانشغالات. في ذات السياق، ساهمت الاستثمارات الكبرى الخاصة بمحطات المعالجة والتصفية سواء لمياه البحر في التخفيف من حدة النقائص المسجلة، حيث مكّنت محطة ماينيس بتنس التي تنتج 200 ألف متر مكعب يوميا، موجهة إلى تموين 29 بلدية من أصل 35 بولاية الشلف، من رفع المعاناة عن السكان في انتظار إنهاء مشروع المحطة بسد كاف الدير الذي تشرف على إنجازه مؤسسة الجزائرية للمياه للتكفل بسكان بلدية بريرة ومداشرها ومناطق الظل بها. تضاف إليها نسبة هامة موجهة لبلدية تاشتة وقراها بولاية عين الدفلى زيادة على مياه الآبار التي تمّ اعتمادها كمشاريع جديدة ضمن المخطط الاستعجالي لتدارك النقص الذي سبّبه الجفاف خلال السنة المنصرمة والذي أثر على منسوب المياه بالسدود كما هو الحال بعين الدفلى التي استفادت من 3 آبار لتموين البلديات الجنوبية كبلعاص والماين، تبركانين وبطحية والحسانية وجزء من بوراشد والروينة مع تلبية طلبات سكان المداشر ومناطق الظل التابعة للبلديات حسب المخطط الذي تكفلت به وزارة القطاع ونفذته السلطات الولائية بعين الدفلى عن طريق مديريتي القطاع. هذا الإجراء وضع المؤسسة في أريحية تجاه زبائنها، يقول فوضيل بن مونة مدير المنطقة الجهوية بالشلف، حيث حرصت على توفير هذه المادة وضمان نوعيتها تفاديا لأي أخطار صحية من خلال المراقبة الطبية والمخبرية، يقول ذات المدير الجهوي. وبنظر أبناء هذه المناطق، فإن مساهمة السلطات الولائية من خلال خرجاتها الميدانية وتوجيهاتها للمشرفين على قطاع توزيع هذه المادة مكّن من الوقوف على مشاريع تجديد القنوات وتوسيع الشبكة، خاصة المهترئة منها بعد تسجيل عدة تسربات مائية بعدة مواقع. وهو ما فسح المجال أمام استرجاع كميات الكبيرة من المياه الضائعة حسب تأكيدات مدير المنطقة الذي نوّه بهذه الاستثمارات الضخمة، والتي كلفت ميزانية الدولة الملايير وانعكست آثارها الإيجابية على الوفرة والنوعية وتحقيق الأريحية لدى الزبائن يقول محدثنا. ترشيد الاستهلاك.. ولجأت المؤسسة إلى عامل التحسيس والتوعية كعامل استباقي مع الزبائن، وفق رزنامة الخرجات الميدانية التي لقيت استحسان السكان والجمعيات المحلية ولجان الأحياء الذين لهم علاقة مباشرة مع وحدات ومراكز الجزائرية للمياه عبر الولايات المعنية التي عملت على حشد مواردها البشرية والمادية، بهدف ترشيد الاستهلاك المحلي من طرف الزبائن والمحافظة على الموارد المائية التي كلفت خزينة الدولة أموالا طائلة لتوفير هذه المادة. واستحسن أبناء بلديات الحجاج وبوقادير وواد الفضة وبني راشد وتاجنة وبوزغاية وأولاد عباس بالشلف، العطاف، خميس مليانة وعين لشياخ وبوراشد وسيدي لخضر والعبادية والعامرة بعين الدفلى، هذه المشاريع الخاصة بالقطاع ضمن عملية توسيع التغطية التي باشرتها ذات المصالح والتي حققت قفزة نوعية بولايتي الشلف وعين الدفلى، تجسيدا لانشغالات الزبائن والسكان الذين تمّ ربطهم بالشبكة في أبعد نقطة من خلال وضع العدادات الفردية الخاصة بمراقبة الاستهلاك اليومي. كما كثفت عملية التحسيس لترشيد هذا المورد محاربة مسألة التبذير لهذه المادة الحيوية، ومكنت العملية الزبائن من دفع مستحقاتهم بانتظام مقابل الخدمة العمومية التي يشرف عليها أعوان مختصون، كما عزّزت عملية التحصيل للمستحقات بالولايتين.