المختبر المركزي لشركة "سيال" يحافظ على اعتماده طبقا لمعايير "إيزو 17025"    استئناف حجز التذاكر للحجاج المسافرين مع الديوان الوطني للحج والعمرة اليوم الجمعة بالنسبة لمطار الجزائر العاصمة    رئيس الجمهورية : نعمل على تطوير البلاد على أسس صحيحة وبوادر الإقلاع الاقتصادي بدأت في الظهور    رسالة من سلطان عُمان إلى الرئيس تبّون    عرقاب يلتقي نائب الرئيس التركي    الزيادات في منح المتقاعدين غير مسبوقة    فاتورة الاستيراد تتقلّص    هكذا تُصان السيادة الوطنية..    قطاع الري سطّر سلم أولويات لتنفيذ البرنامج    ممثلو الجالية يُثمّنون قرار رئيس الجمهورية    تصويت الجمعية الأممية على مشروع قرار بشأن فلسطين: مكسب سياسي يعطي زخما أكبر للعضوية الفلسطينية    وزير المجاهدين لدى إشرافه على ختام ملتقى دولي بقالمة: مجازر 8 ماي جريمة لا يمكن أن تُنسى وتُطوى بالتقادم    وزير العدل حافظ الأختام يؤكد: على المحامين تحقيق الأمن القانوني و القضائي جذبا للاستثمار    وزير خارجيتها عقب استقباله من طرف رئيس الجمهورية: سلطنة عمان تتطلّع إلى المزيد من الازدهار في علاقاتها مع الجزائر    تأخّر لعدة سنوات: فلاحون يثمّنون قرب الانطلاق في إنجاز سد واد لزرق بخنشلة    تكرس لتعاون مثمر يعزز دور القطاع في الاقتصاد الوطني: توقيع 3 اتفاقيات لمشاريع منجمية و تعدينية مع شركاء أجانب    الرابطة المحترفة: مهمة معقدة تنتظر الرائد وصراع الوصافة عنوان الجولة    الفيلم عرض بقسنطينة بحضور صناعه ونجومه    توّج بثاني ألقابه في أوروبا: عمورة أفضل عربي في الدوري البلجيكي    مجلس أعلى للصحافة هو الحل..!؟    البوليساريو تحصي مكاسبها في ذكرى التأسيس    تخرج 71 طالبا من بينهم 32 من جنسية إفريقية    آفاق واعدة للنشاط المنجمي بفضل تجند الكفاءات الوطنية    ورشة عمل حول المواضيع الابتكارية المقترحة    منتخبنا لأقل من 20 سنة يحرز9 ميداليات جديدة    اختتام ورشة العمل بين الفيفا والفاف    ملتقى إعلامي جهوي حول تصدير التمور    دعوة المحامين لتدعيم الأمن القانوني جذبا للاستثمار    تبادل وجهات النظر حول مستجدات القضية الفلسطينية    سكيكدة..حديقة إيكولوجية لمواجهة "تغوّل الإسمنت"    فلسطين ستواصل مساعي الحصول على العضوية بقرار من مجلس الأمن    مولوجي تفتح الآفاق أمام إبداعات المرأة    إقبال كبير على الفيلم الفلسطيني "معطف حجم كبير"    9 روايات في القائمة القصيرة لمسابقة "فواصل"    "أونروا" تطالب بوقف إطلاق النار واستئناف المساعدات    استئناف حجز تذاكر الحج لمطار الجزائر    انطلاق مشاريع صحية جديدة بقالمة    "فيفا" يتلقى تهديدا    ظاهرة خطيرة تستفحل في مواقع التواصل    قانون الصناعة السينماتوغرافية يدخل حيز التنفيذ    ملتقى حول "التراث الثقافي المخطوط"    العائلات لا تولي أهمية لبرامج الرقابة الأبوية    ماكرون يمارس أقصى ضغط على ريال مدريد    شبيبة القبائل - شباب قسنطينة    أونروا : وقف إطلاق النار "الأمل الوحيد لتجنب إراقة المزيد من الدماء ويجب إعادة فتح طرق المساعدات"    حجز نحو 1 كلغ من المخدرات بحوزة ثلاثيني    عين الدفلى : توقيف 7 أشخاص وضبط 56340 قرص مهلوس    معا لأجل حماية التراث الفلسطيني من التهويد    استحسن التسهيلات المقدمة من السلطات : وفد برلماني يقف على نقائص المؤسسات الصحية بقسنطينة في مهمة استعلامية    مجلس الأمة يشارك في مؤتمر القيادات النسائية لدعم المرأة والطفل الفلسطيني يوم السبت المقبل بالدوحة    دورات تكوينية لفائدة وسائل الإعلام حول تغطية الانتخابات الرئاسية بالشراكة مع المحكمة الدستورية    خنشلة.. انطلاق الحفريات العلمية بالموقع الأثري قصر بغاي بداية من يوم 15 مايو    المعرض الوطني للصناعات الصيدلانية بسطيف: افتتاح الطبعة الثانية بمشاركة 61 عارضا    اللّي يَحسبْ وحْدُو!!    التوحيد: معناه، وفَضْله، وأقْسامُه    أفضل ما تدعو به في الثلث الأخير من الليل    هول كرب الميزان    "الحق من ربك فلا تكن من الممترين"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أوراق جديدة لتحقيق شراكات اقتصادية استراتيجية
نشر في الشعب يوم 04 - 09 - 2023

يرى الخبير الاقتصادي مراد كواشي، أن الجزائر تتطلّع وتتهيأ في الوقت الحالي، من أجل الانضمام إلى تكتلات اقتصادية قوية، تزامنا مع وتيرة إصلاحات سريعة، تركز فيها على استغلال ثرواتها وقدراتها الاقتصادية بشكل جيد، معتبرا أن تكتل شنغهاي الاقتصادي – على سبيل المثال - سيوفر العديد من الأوراق الرابحة للجزائر من شأنها أن تسمح بإقامة شراكات اقتصادية ذات بعد استراتجي وتحقق للجزائر قفزة تنموية نوعية، وتطرّق الخبير كواشي، إلى نقاط القوة وكذا المزايا والمكاسب المتوقّع أن تحقّقهما الجزائر بالانفتاح على تكتلات اقتصادية جديدة على رأسها منظمة شنغهاي للتعاون.
استعرض الخبير الاقتصادي مراد كواشي بشكل مستفيض كرونولوجيا ميلاد منظمة شنغهاي بمدينة شنغهاي الصينية، وذكر أنها تضمّ دولا من قارتي آسيا وأوروبا، وقال إنه بالعودة إلى تاريخ المنظمة، فإنها تشكلت في عام 2001 من طرف كل من الصين وروسيا، وبالإضافة إلى 4 دول أخرى تتواجد في قارة آسيا، ويتعلق الأمر بكل من كازاخستان وقيرغيزستان وطاجكيستان وأوزبكستان، وظهرت منظمة شنغهاي للتعاون عوضا عن "مجموعة شنغهاي" التي أنشأت في عام 1996، لتضمّ كل من الهند وباكستان في سنة 2016، ومن ثم ضمت كذلك في عام 2021 أعضاء مراقبين وشركاء في الحوار، على غرار كل من منغوليا وبيلاروسيا وأفغانستان وتركيا والسعودية ومصر. ووصف كواشي هذه المنظمة بالدولية ذات الطابع السياسي والاقتصادي والأمني، وتتطلع العديد من الدول على غرار الجزائر لتنضم إليها، ويعتقد الأستاذ الجامعي كواشي أنها منظمة ضخمة، تضاهي مجموعة "بريكس"، على اعتبار أنها تضم 50 بالمائة من سكان الكرة الأرضية، في حين مجموعة «بريكس» تضم 40 بالمائة فقط قبل أن تقبل أعضاء جدد، كما أن منظمة شنغهاي تسيطر على نحو 60 بالمائة من اليابسة، أما «بريكس» تتسع على 40 بالمائة من اليابسة.
تقوية التعاون مع شركاء استراتيجيين
وتناول الخبير الاقتصادي مراد كواشي، مزايا انضمام الجزائر للمنطقة وهذا التكتل الاقتصادي الواعد، من خلال تأكيده أن هذه المنظمة ذات الطابع الاقتصادي والسياسي والأمني والثقافي، ستمنح الجزائر أوراق جديدة لتحقيق شراكات اقتصادية على مستوى عال خاصة بالنظر إلى العديد من الدول ذات الإمكانات الاقتصادية الكبرى والتي تضمها هذه المجموعة، على سبيل المثال روسيا إلى جانب الصين التي صارت القوة الاقتصادية الثانية في العالم، ولأن ناتجها الاقتصادي بلغ 19 تريليون دولار، ولولا تداعيات أزمة كورونا لتصدر اقتصاد الصين اقتصاديات دول العالم، وبالإضافة إلى روسيا وما تمتلكه من تقنيات متطوّرة خاصة في المجال الفلاحي والمنجمي، لأن التجربة الروسية رائدة، فبعد أن كانت تستورد الحبوب، صارت أحد أكبر الموردين للحبوب، وكذلك من أكبر الدول إلى جانب الصين في المجال المنجمي والمعدني والصناعي والتكنولوجي.
ويرى الخبير كواشي أن سعي الجزائر للانضمام إلى منظمة شنغهاي سيمنحها العديد من الامتيازات خاصة أن معظم دول مجموعة «بريكس» منظمة تحت لواء تكتل شنغهاي، ويتعلق بالصين صاحبة 70 بالمائة من الناتج الداخلي الخام الذي تساهم به في منظمة «بريكس»، وأوضح الخبير والأستاذ الجامعي، أنه تربطنا علاقات متميزة مع الصين وروسيا، ومن شأن الانضمام إلى هذا التكتل تعزيز علاقتنا مع هذين الشريكين الاستراتيجيين.
الانتماء إلى تكتلات اقتصادية كبرى
وتحدث الخبير كواشي عن سعي الجزائر منذ سنتين تقريبا، من أجل تعزيز علاقاتها الاقتصادية وتنويع شركائها، وذكر في السياق، أن الجزائر توجهت نحو الشرق من خلال زيارة رئيس الجمهورية إلى كل من روسيا والصين، لكنها حافظت في الوقت نفسه - على علاقاتها المتينة والتقليدية مع العديد من الدول الغربية؛ لأن الجزائر تربطها علاقات متينة مع إيطاليا وستجعل من إيطاليا مستقبلا منصة لتوزيع الغاز الجزائري في أوروبا، بالإضافة إلى وجود مشاريع لتصدير الكهرباء إلى إيطاليا، ويضاف إلى كل ذلك تسجيل علاقات متميزة مع البرتغال وإلى جانب علاقات اقتصادية جيدة مع ألمانيا وبريطانيا وحتى مع الولايات المتحدة الأمريكية تربطها علاقات جيدة خاصة في ظل وجود تعاون في المجال الطاقوي، علما أن الولايات المتحدة الأمريكية منذ أشهر، كانت ضيفة شرف في معرض الجزائر الدولي، غير أن الجزائر بتوجهها نحو الشرق والبحث عن ربط علاقات متينة مع بعض التكتلات، تبحث عن تموقع جيد إذ لا يخفى على أحد، هناك حالة استقطاب شديدة على المستوى العالمي وربما العالم حسب تقدير الأستاذ الجامعي كواشي، يتجه للانتقال من عالم أحادي القطبية إلى متعدّد القطبية، وفي كل هذا الجزائر من حقها البحث عن تموقع جيد في النظام العالمي الجديد ضمن موقعها الثابت في "عدم الانحياز"، خاصة وأن رهان التنمية الاقتصادية، يعتمد حصرا على الانتماء إلى تكتلات اقتصادية كبرى على غرار مجموعة شنغهاي.
تعزيز جاذبية مناخ الأعمال
ومن ضمن المكاسب التنموية والاقتصادية التي يوفرها الانضمام ل«شنغهاي"، قال الخبير الاقتصادي إن الجزائر فتحت ورشات كبيرة على المستويين الداخلي والخارجي منذ ثلاث سنوات، من أجل تحقيق الإقلاع الاقتصادي الذي لن يتم إلا من خلال التنويع الاقتصادي، وفي خضم حرصها على كسر الارتباط بقطاع المحروقات من خلال استغلال جميع طاقاتها وتطوير مختلف القطاعات الاقتصادية خاصة القطاع الفلاحي والصناعي والسياحي، وكذا الخدمات والطاقة والمناجم والمؤسسات الناشئة، وهذا لن يتحقق - حسب الخبير - إلا من خلال إقامة شراكات مع اقتصاديات ضخمة وعملاقة تملك الخبرة في هذا المجال، وقدم كواشي العديد من الإصلاحات التي أرستها الجزائر ومنحها جاذبية كبيرة في مناخ الأعمال، من بينها إصدار قانون جديد للاستثمارات ومراجعة القانون النقدي والمصرفي وإلى جانب قانون الصفقات العمومية، وفوق ذلك تبذل جهودا كبيرة لتحسين البنية التحتية من خلال مد خطوط للسكك الحديدية على مستوى الخطوط الأربعة للجزائر وإقامة شراكات سواء في إفريقيا أو عبر العديد من الدول.
ومن خلال كل هذه المشاريع يواصل كواشي - تبحث الجزائر عن التنويع الاقتصادي، وعلى سبيل المثال في المجال الفلاحي تبحث عن إنشاء بنك للبذور وتحسين وتنمية المحصول والإنتاج الزراعي والنباتي والحيواني، وكان رئيس الجمهورية قد رخص باستيراد العتاد بالأقدمية إلى غاية 7سنوات، وبالتالي فإن إقامة الشراكة في منطقة شنغهاي مع دولة مثل روسيا لها تجربة وتطور في القطاع الفلاحي، من شأنه أن يطور من أداء الجزائر خاصة في إنتاج الحبوب والحليب، أي الشعبتين الإستراتجيتين اللتين تبحث الجزائر عن تطويرهما.
وبخصوص قطاع الصناعة والمناجم، تحدث الخبير عن إقامة الجزائر العديد من المشاريع، مثل استغلال غار جبيلات بغرب البلاد ومشروع الفوسفات المدمج بشرق البلاد ومشروع النحاس والزنك في بجاية، وفي خضم هذه المشاريع الكبيرة والضخمة، فإن الجزائر تبحث عن تكنولوجيا متطورة لاستغلال ثرواتها المعدنية والمنجمية، والصين تعد من أكبر الشركاء، ولذا فإن الجزائر تبحث عن شراكات في إطار المنظمة لتطوير قطاعها المنجمي، وتطرّق الخبير إلى حرص الجزائر من أجل تطوير الصناعة التحويلية والتي يتمّ استخراجها ولا ينبغي تصديرها كمواد خام بل تحويلها؛ لأن القيمة المضافة يتمّ تحقيقها بعد تحويلها ولهذا فهي بحاجة إلى التجربة ومن بينها تجربة الدول الآسياوية في هذا المجال. وكذا إقامة شراكات أخرى في مختلف القطاعات وفق مبدأ رابح رابح والمنفعة المتبادلة لتحقيق الاقلاع والتنويع الاقتصادي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.