أكّد الكاتب والقاص بوداود عمير من ولاية النعامة، أنّ المكتبات الرئيسية للمطالعة العمومية تشكّل مكسبا ثمينا للقارئ الجزائري، ولعلّه المكسب الذي أتاح للباحثين والقراء مطالعة الكتب المتنوّعة، في كلّ بلدية تقريبا من بلديات الوطن. وأضاف عمير ل«الشعب" أنّ ولاية النعامة مثلا بجميع بلدياتها بما في ذلك النائية، تتوفّر على مكتبات عمومية مجهّزة تجهيزا كاملا، وهو الأمر الذي رفع الغبن على شباب وسكان هذه البلديات النائية، وقال إنّ "ذلك ما نلاحظه في تلك البلديات، باعتبار المكتبات، المرفق الوحيد المتاح لهم للترفيه وممارسة النشاط الثقافي، كما أنّ هذه الفضاءات الثقافية لا تكتفي بتوفير الكتب فحسب، بل تتيح نشاطا ثقافيا وفنيا موازيا، يستقطب الفئات الشبانية من أجل إبراز مواهبهم الإبداعية، في الرسم والموسيقى والمسرح". ويرى الكاتب أنّ المكتبات الرئيسية التي تقع مقراتها في عواصمالولايات، تعتبر تحفا حقيقية، كمرافق عمومية، تضم قاعات واسعة للمطالعة متوفّرة على كافة الإمكانيات المادية والبشرية، التي تسمح للقارئ بمطالعة الكتاب بكلّ أريحية. وأضاف عمير أنّ ما تم تسجيله كملاحظة، أثناء زياراته لمجموعة من المكتبات الرئيسية عبر العديد من الولايات، آخرها مكتبة ولاية البويرة، في إطار تبادل ثقافي بين المكتبة الرئيسية للمطالعة لولاية النعامة ونظيرتها في ولاية البويرة، أنّ ما لفت انتباهه، ذلك المقر الرائع لمكتبة البويرة الجميلة، حيث اعتبرها صرحا ثقافيا، تمتاز باتساع قاعاتها وبتعدّد نشاطها وتنوّعها، بمرافقها وأجنحتها، بوسائلها ومعدّاتها، متاحة جميعها تحت تصرف الطلبة والباحثين والقراء، المهم في كلّ ذلك يقول ملاحظته للإقبال المعتبر من الأطفال والشباب ومختلف الفئات للمكتبة، سواء لمطالعة الكتب أو زيارة قاعة الإعلام الآلي أو الانخراط في مختلف الورشات المتاحة، وساعد في هذا الإقبال اللافت، فيما يبدو، لتواجد المكتبة بالقرب من الجامعة، وعرض لعيّنات من الكتب، في بهو المكتبة تسمح للزائرين بأخذ فكرة عن الكتب المتواجدة بها. وأمام هذا الإقبال الرائع الذي تم ملاحظته على المكتبة من طرف الشباب خاصة، يضيف عمير فكّرت أنّه عندما تتوفّر الإمكانيات المادية والبشرية، والوسائل والظروف والاستقبال المريح، حتما سيقبل الجميع على زيارة المكتبة والانخراط فيها، وستفنّد تلك المقولة الرائجة أنّ الشباب لا يقرأ وأنّه يقاطع المكتبات.