انخرط منتجون ومتعاملون اقتصاديون، في مسعى دعت إليه السلطات العمومية للبيع بالتخفيض أو البيع الترويجي، خلال الشهر الفضيل، ممّا يسمح للمستهلك الجزائري باقتناء مستلزماته واحتياجاته بأسعار تراعي قدرته الشرائية، وتحفظ حقوق المنتج في نفس الوقت. يرى الكثير من المتابعين أنّ شهر رمضان الفضيل لهذا العام، سيكون مختلفا مقارنة بالسنوات الماضية من حيث الوفرة واستقرارا أسعار المنتجات الغذائية والزراعية الواسعة الاستهلاك، وذلك من خلال المعارض و«الأسواق الجوارية" المنظمة، تنفيذا للاستراتيجية التي تنتهجها الحكومة لقطع الطريق أمام المضاربين وكبح جشع التجار في البحث عن الربح السريع برفع الأسعار في الشهر الفضيل، بسبب ارتفاع الطلب على العرض، وهذا ما كان يؤرّق المواطن ويخلق الندرة وتذبذب بعض المواد، خاصة تلك التي يكثر الطلب عليها واستهلاكها خلال شهر الصيام. ومن بين المعارض والأسواق الجوارية التي جلبت اهتمام المواطن، الطبعة العاشرة للصالون الدولي للصناعات الغذائية (سياق 2024 ) الذي احتضنه مركز الاتفاقيات "محمد بن أحمد" بوهران من 4 إلى 7 مارس الجاري، ونظم معه بالموازاة "سوق رمضان"، حيث قدّم الكثير من العارضين منتجاتهم بأسعار منخفضة تلبية للتعليمة الأخيرة لوزير التجارة الداعية إلى المساهمة في وفرة المنتجات الواسعة الاستهلاك وبأسعار تتماشى والقدرة الشرائية للمواطن حتى يتسنى له قضاء الشهر الفضيل بعيدا عن ضغوطات المضاربة والغلاء. ومن بين المنتجات المعروضة، الموجّهة للاستهلاك المباشر أو للصناعة الغذائية التحويلية مثل التونة المعلبة، الكسكس، "الفلان"، الشوكولاطة والنكهات الحلويات، العصائر والمشروبات وغيرها، من طرف أزيد من 50 عارضا من الجزائر والخارج. وشكّل هذا الفضاء حسب تصريحات المنظّمين ل "الشعب" فرصة أمام المؤسّسات المنتجة لتقريب منتوجاتها من المستهلك، حيث قام بعض المنتجين مثل شركة "كسكس ماما" وشركة تونة اسكندر" بتنظيم ورشات طبخ مفتوحة على الفضاء وتحت إشراف طهاة معروفين وطنيا ودوليا والذين لهم صيتا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي".وكان الهدف من ذلك حسب ذات المصدر" تقريب المستهلك من المصنع وتقديم بالموازاة المنتوج بأسعار منخفضة ومدروسة". وإضافة إلى المعرض ساهم "سوق رمضان" في البيع بأسعار مدروسة في المتناول تنفيذا لتعليمة وزارة التجارة، وهذا تشجيعا للمنتوج المحلي الوطني، وتقريب المستهلك من المنتج وتمكينه من اقتناء لوازم شهر رمضان الفضيل بأسعار تتماشى وميزانيته". وفي سياق متصل، كشف الصادق بورايو مسير شركة "التونة اسكندر" المتواجدة في وهران "عن انضمام هذه الأخيرة لمسعى البيع بالتخفيض تلبية لنداء وزير التجارة الأخير". وقال "لقد قررنا كمؤسّسة مواطنة توفير إنتاجنا من تونة معلبة بثلاثة أنواع والسردين المعلب بأسعار في متناول الجميع مع مراعاة جودة المنتوج".، موضحا أنّ الطلب على مادة التونة المعلبة يكثر خلال الشهر الفضيل، لاستعمالها في عدّة أطباق يضيف مسير الشركة، وعلى هذا الأساس "سنقوم بتوسيع شبكة تسويق منتجاتنا في الأسواق المنتشرة عبر كافة التراب الوطني طيلة أيام الشهر الفضيل". وبخصوص الأسعار، كشف المتحدّث أنّها "تتراوح بين 150 دينار و220 دينار لثلاث علب من التونة، أما السردين المعلب سعره يتراوح بين 80 و100 دينار جزائري". من جهته، ثمّن علي ايت ابراهيم ممثل شركة "ستار" للمياه والمشروبات المتنوّعة غير الكحولية المتواجدة في بجاية منذ 1990 "نداء وزير التجارة الأخير للمنتجين والمستوردين لمراعاة القدرة الشرائية للمواطن، عن طريق الانضمام لمبادرة البيع بالتخفيض تضامنا مع المستهلك الجزائري بمناسبة شهر رمضان الفضيل." وأكّد ممثل شركة ستار أنّ "هذه الأخيرة لم ترفع من أسعارها ولو بدينار واحد منذ السنتين الأخيرتين ولم يتغير ثمن أيّ منتج من سلسلتها المتضمّنة ل 80 منتوجا من عصائر عادية عصائر بالحليب مشروبات الطاقة الصودا بكلّ أنواعها وزيت الزيتون الطبيعي". أما شركة الأميرة لعجائن "الفيلو" فقررت تقديم منتوجها "بسعر لا يتعدى 220 دينار لنصف كيلو من العجينة التي يكثر عليها الطلب في شهر رمضان الفضيل لاستعمالها في صناعة المملحات والحلويات التقليدية المعسلة، التي يكثر استهلاكها في السهرات الرمضانية، كما يزداد الطلب عليها -حسب ممثلة المؤسّسة- كثيرا مع اقتراب عيد الفطر المبارك."