انطلاق قافلة السياحة نحو 25 ولاية لتكوين الشباب.. قريبا أكد الأمين العام للمنظمة الجزائرية للسياحة، البروفسور فؤاد بداني، أهمية المقاولاتية للدفع بقطاع السياحة نحو المساهمة بفعالية في الدورة الاقتصادية، إلى جانب تركيزه على أهمية التعجيل باستغلال المقومات الضخمة والمتعددة كثروة طبيعية لا تنفد، لأنه ينتظر أن تحول العديد من الولايات إلى وجهات سياحية إقليمية تكتسي أهمية كبيرة، وبعد أن كان حلما تحول إلى هدف يرتكز على تدابير وتسهيلات. تناول الخبير في مجال السياحة، أهمية التأسيس للسياحة، لأنه - بحسب تقديره - حان وقتها، وصفها بمستقبل ديمومة السياحة وألح على ضرورة العمل على تهيئة الهياكل والاستثمار بقوة وكثافة في هذا المجال، لأنه مستقبل السياحة في العالم وقال، إنه يمكن للجزائر أن تنافس به أكبر الدول الرائدة في استقطاب أعداد هائلة من السياح الأجانب. عرض الأمين العام للمنظمة الجزائرية للسياحة، فؤاد بداني، سلسلة من المؤشرات الثابتة كبوصلة جوهرية، قال إنها تعد ورقة طريق سارية، ينتظر منها أن تطور قطاع السياحة وتفتح أفقا جديدا لقطاع أفقي، تتوفر له كل شروط النجاح، مقترحا إعداد خارطة سياحية رقمية لكل ولاية، بهدف إعداد البرامج الواعدة وتسطير الأهداف المنصبة حول جعل السياحة ضمن أهم القطاعات المولدة للثروة والآخذة في التسارع المطرد. وعلى خلفية أن هذه الخارطة الإلكترونية، تنظم مختلف الخدمات وتتضمن مواعيد وسائل النقل عبر رقمنة محطات النقل، تطرق بداني إلى أهم النقاط التي يفرتض أن يرتكز عليها في عملية تأطير السياحة الداخلية، أبرزها السياحة الصحراوية المتمتعة بوجهات ساحرة وفريدة من نوعها، غير أنها في الوقت الراهن مازالت تحتاج إلى ترويج أكبر وتسويق مستمر على أوسع مستوى، في ظل وجود شلالات نادرة وجبال "سلسلة أسكرام" كتحفة طبيعية لا تتكرر وشروق مذهل. وأوضح، أنه يكثر عليها تدفق السياح الأجانب، خاصة في الفترة الممتدة من شهر سبتمبر إلى غاية ديسمبر وجانفي. ولم يخف أن الجزائر بلد سياحي كبير ولكن يجب أن يستغل كل ما يملك بالشكل الصحيح، ويقوم المورد البشري بمهمته المنوطة به. ويعتقد الأمين العام للمنظمة الجزائرية للسياحة، أن إنجاز العديد من الهياكل السياحية في ولاية تمنراست وحدها، يعادل مداخيلها ثروة الطاقة، بفضل المناظر الطبيعية غير الموجودة في أي منطقة بالعالم، إلى جانب تقاليد أصيلة من أكل طبيعي وشاي ذي نكهة رائعة وركوب الجمال، مشيرا إلى تسجيل ما لا يقل عن 20 مستثمرا أجنبيا مهتما بإقامة مشاريع سياحية ذات قيمة اقتصادية وبعد تنموي، في ولاية تمنراست الشاسعة والخلابة. 9 مراكز حموية ضخمة رائدة وبما أننا في موسم السياحة الجبلية، القائمة على أسس طبيعية والمستمرة في جميع الفصول، أي في الشتاء وتساقط الثلوج والصيف للاستمتاع بالهواء المنعش والراحة والهدوء وسط طبيعة خضراء مذهلة، قال بداني إن هذه الأخيرة تحتاج إلى الاستغلال والانفتاح على السائح المحلي والأجنبي، على حد سواء. ولم يخف الخبير أن كل ذلك يتكامل مع أجمل الشواطئ المتمثلة في شريط ساحلي يمتد على مسافة طويلة من الشرق إلى الغرب. وذكر ممثل المنظمة أن موسم السياحة الحموية، ينطلق مع بداية ماي الداخل، ويمتد إلى غاية جويلية، ويتقاطع مع موسم السياحة الشاطئية. علما أن الجزائر تعد أحد أهم البلدان العربية والإفريقية ذات المقومات الطبيعية النادرة والمطلوبة من طرف عدد كبير من السياح الأجانب، على خلفية أن لهذه السياحة مكانتها ومتعتها الخاصة. وأكد الخبير أنه يتوفر في الجزائر 9 مراكز حموية وعلاجية رائدة، ينبغي أن يتم الترويج لها بالشكل المناسب، لتكون معروفة خارج الوطن. وأثار الخبير في مجال السياحة، مسألة الاهتمام البارز لمنح السياحة مكانة وإسناد دور مهم لها، ينطلق من الاستثمار في الطبيعة وإنشاء هياكل صديقة للبيئة، تكون موصولة بالطاقة النظيفة، لأنها سياحة ستحمل لون الطبيعة وتعتمد على تكثيف حملات التشجير في كل مكان، خاصة بالمناطق ذات الجذب السياحي والنائمة على مقومات سياحية، سواء في الجنوب أو في الشمال، وكل ذلك -بحسب تقديره- يحتاج إلى تهيئة مراكز راحة وفضاءات للتسلية والترفيه. في السياق نفسه، اقترح البروفسور بداني إعداد استراتجية عميقة ترمي إلى ترشيد السياحة وتكثيف إنجاز الهياكل وأدرج مع ذلك أهمية توفير النقل البري والجوي والبحري، لأن هذه المقومات الثرية، يقابلها اهتمام أجنبي محسوس بالاستثمار في الجزائر. وذكر بداني، أن في صدارته توجد إرادة عربية لدولتين، يتعلق الأمر بكل من قطر والعربية السعودية. علما أن المنظمة الجزائرية للسياحة، تعد عضوا في الرابطة العربية للسياحة العربية. منح التكوين بعدا إلزاميا مستمرا اعتبر البروفيسور بداني، أن المستقبل القريب يحمل آفاقا مشرقة لقطاع سيكون في مقدمة آليات ضخّ الثروة ودفع قاطرة النمو نحو الأمام. غير أنه اشترط ضرورة توجيه الشباب نحو المقاولاتية السّياحيّة وإنشاء مؤسساتهم الناشئة في مجال السياحة. ورافع في نفس المقام، من أجل جعل المجتمع المدني يساهم في هذه الدورة الاقتصادية، بشرط أن تكون فيها السياحة طرفا فاعلا؛ أي تشارك في تجسيد رؤية بناء وتطوير الاقتصاد الوطني، تماما مثل باقي القطاعات الاقتصادية الأخرى، على غرار الصناعة والفلاحة. واقترح الأمين العام للمنظمة الجزائرية للسياحة، الإسراع بالتنسيق بين عدة قطاعات، بما فيها وزارة السياحة والمجلس الأعلى للشباب والمرصد الوطني للمجتمع المدني، وكذا وزارة اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة، لدعم الشباب المبدع والحامل لأفكار ابتكارية، بالإضافة إلى الأخذ بيده للانخراط في مساعي ترقية قطاع السياحة، بهدف بلوغ مستوى تحريك واستغلال مقوماته الكثيرة، من أجل عصرنة الأداء واستحداث مراكز ترفيه وإيواء وهياكل سياحية جاذبة ووكالات سياحية ذكية، وفي هذه المرحلة يمكن أن تعكف البنية القاعدية المتينة على تنشيط السياحة الوطنية وتستحدث مناصب شغل مباشرة وغير مباشرة. كما شدد البروفيسور بداني، على أهمية منح التكوين بعدا إلزاميا مستمرا، لأنه يعد شرطا أوليا لنمو وترقية القطاع والانتقال من مرحلة البناء والتوسع إلى مرحلة أكثر تطورا وذات تنافسية عالية. توقع أكثر من 5 ملايين سائح بعد رصده للمقومات والأهداف المرجو تجسيدها، وقف الخبير بداني فؤاد على مؤشرات الموسم السياحي لعام 2024، وبدا متفائلا من أجل تحقيق قفزة أخرى على صعيد استقطاب المزيد من السياح الأجانب، وكذا من الجالية الجزائرية بالمهجر. علما أن العطلة التي تقضيها الجالية لا تقل عن شهر وقد تزيد عن ذلك. وتوقع أن يقفز عدد السياح من 3 ملايين سائح تم تسجيلهم في عام 2023 إلى أزيد من 5 ملايين سائح مرتقب تدفقهم على الوجهات السياحية الجزائرية خلال نهاية العام الجاري. واغتنم الأستاذ الجامعي الفرصة ليدعو إلى التسريع بإطلاق وكالات صرف العملة الصعبة وتكثيف الرحلات السياحية الجوية على وجه الخصوص. يذكر، أن المنظمة الجزائرية للسياحة تتأهب من أجل تنظيم في الأيام القليلة المقبلة، لقافلة سياحية موجهة لفئة الشباب المهتم بالاستثمار واقتحام هذا المجال. والهدف الجوهري من القافلة، كما كشف عنه البروفسور بداني، يتمثل في تنشيط الحركية السياحية. وأفاد بداني، أنه من المقرر أن يرفع في القافلة التكوينية التحسيسية، شعار المنظمة المتمثل في "رؤية استشرافية للسياحة الجزائرية وتأهيل السياحة الجزائرية" موجهة للشباب في ثلاثة مجالات، يتعلق الأمر بكل من الإرشاد السياحي والفندقة والإطلاع، إلى جانب المقاولاتية السياحية. وأشار الأستاذ الجامعي، إلى أنه وقع الاختيار على 25 ولاية ستجوبها القافلة، وينتظر أن تقدم تكوينها لمدة ثلاثة أيام، وقبل ذلك يتم تصميم استمارة إلكترونية يملأها الشباب للمشاركة في التكوين، وستتم الدورات التكوينية الأولى من نوعها بالتنسيق مع السلطات المحلية للولايات، وتحضر المنظمة من أجل جلب مؤطرين وأصحاب خبرة لهذه الدورة التكوينية. ولا تتوقف هذه المنظمة عن إجراء البحوث والدراسات الميدانية من أجل أن تؤدي دورا في دعم القطاع ومساعدة الشباب المهتم بولوج المجال والتحكم في هذه التخصصات. الجدير بالإشارة، أن هذه المنظمة تنظر إلى السياحة، بحسب تأكيد بداني، كمفتاح مهم يمكن التعويل عليه في إحداث توازن تنموي جهوي، وقال يكفي النجاح في تكريس عوامل الجذب السياحي في أي منطقة جنوبية أو في الهضاب أو منطقة ريفية نائية وتحويلها إلى وجهة مهمة يبحث عنها السائح ويطلبها بكثرة، وعلى اعتبار أن المهتمين بصناعة السياحة يدركون أن هذا القطاع يستقطب رؤوس الأموال ويحقق مداخيل ضخمة من العملة الصعبة.