احتضن، أمس، المركز الثقافي الإسلامي لولاية بومرداس، في إطار برنامجه الثقافي المسطر، ندوة فكرية بمناسبة إحياء ذكرى الإسراء والمعراج، نشطها عدد من الأساتذة والدكاترة الذين تطرقوا إلى مغزى هذا اليوم العظيم، إضافة إلى أنشطة أخرى ثرية شملت معرضا للكتاب، يبرز أهمية المرجعية الدينية والوطنية، معرضا للمخطوطات القديمة، ومسابقة فكرية حول الذكرى وسيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم. بداية الندوة، كانت بكلمة ترحيبية وتوجيهية لمدير المركز الثقافي الإسلامي - فرع بومرداس - عبد الكريم ليشاني، ذكر فيها الحضور وخاصة الطلبة المقبلين على شهادة البكالوريا بالأبعاد الدينية والروحية لحادثة الإسراء والمعراج التي أُسريَ فيها بالرسول "صلى الله عليه وسلم" من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، ثم رحلة المعراج إلى السماء السابعة بمعجزة من الله سبحانه وتعالى وكل ما للحادثة من أبعاد ومعانٍ، مع حثهم على أهمية الاستفادة من عظمة الذكرى وأخذ الدروس والعبر والاقتداء بسنة النبي(ص). كما كان للأستاذة فوزية بن بورنان، المختصة في الدراسات الإسلامية، مداخلة بالمناسبة، عرجت فيها على معجزة الإسراء والمعراج من خلال عرض سرد تاريخي للأسباب وأهم الأحداث التي سبقت الحادثة والظروف الصعبة التي كان يمر بها الرسول(ص)، وما تبعها من حوادث عظيمة في تاريخ الرسالة الإسلامية وأهم المدلولات والدروس التي يمكن للمسلم أن يستخلصها من هذه المعجزة العظيمة. بدوره حاول الدكتور بشاري نور الإسلام، من جامعة الجزائر، تناول المعجزة من مدلولاتها العلمية في تاريخنا الحاضر والمعاصر، انطلاقا من حالات الوصف التي قدمها الرسول(ص) خلال الرحلة، ومعجزة التنقل من مكة إلى المسجد الأقصى ثم صعوده إلى السماء السابعة في ليلة واحدة، في حادثة كانت بمثابة تحدّ للمشركين الذين رأوا في الواقعة أمراً مستحيلا في تلك الحقبة بسبب غياب وسائل النقل الحديثة وكيف للمرء أن يتنقل من مكة إلى المسجد الأقصى في ليلة واحدة، في وقت كانت قوافل التجار تقضي المسافة في شهرين ذهابا وإياب. كما دعا الدكتور، إلى ضرورة العودة إلى مفاهيم وتعاليم الدين الإسلامي الصحيح، والابتعاد عن المفاهيم والسلوكات الخاطئة التي تشوه الإسلام، وساهمت في عجز المسلمين على إيصال الرسالة الصحيحة للإسلام، مقابل دعوته إلى التحكم بالمنظومة الأخلاقية ومقاصد الشريعة الهادفة. هذا وشهدت الندوة أيضا، تنظيم مسابقة فكرية بالمناسبة، مع عرض شريط وثائقي تربوي لسرد أبعاد حادثة الإسراء والمعراج، في انتظار باقي الأنشطة الفكرية والثقافية التي سطرها المركز لإحياء مختلف المناسبات الوطنية والدينية، مثلما كشف عنه للشعب عبد الكريم ليشاني مدير المركز، التي تشمل ندوات فكرية وعلمية، محاضرات في مختلف الفنون والعلوم، إضافة إلى مجال النشر والمعارض.
