نزل نبأ وفاة الفنانة فتيحة بربار، كالصاعقة على كثير ممّن عرفوها وأحبوها في الأوساط الفنية الجزائرية، خاصة وأن الراحلة استطاعت أن تبني علاقات طيبة وأواصر قوية مع هؤلاء، بفضل الرصيد الفني خاصة وبفضل أخلاقها وتواضعها وتفانيها في العمل والإبداع. اتصلت «الشعب» بعديد الفنانين الذين سطع نجمهم في سماء الدراما الجزائرية، وأعربوا لنا عن بالغ أساهم وحزنهم لفقدان واحدة من أكثر الأسماء عطاءً على مدار سنوات من الإبداع بمختلف أشكاله. الفنانة القديرة فتيحة سلطان: «لم أعرف إنسانة في طيبة فتيحة...» بدا على صوت السيدة فتيحة سلطان، التأثر الكبير بفقدان زميلتها وصديقتها، وهما اللتان سبق لهما أن شاركتا في فيلم «عاش باطناش»، أين لعبت فتيحة سلطان دور زوجة المرحوم مصطفى العنقة، ربّ أسرة كثيرة الأبناء فقيرة الحال، في حين قامت الفقيدة فتيحة بربار بدور زوجة سيد أحمد أقومي، في عائلة قليلة الأطفال ميسورة الحال. وقالت فتيحة سلطان: «أنا مصدومة من هذا الخبر... صحيح أن الموت حق علينا جميعا، وإن البقاء لله وحده، ولكن الفراق صعب للغاية، خاصة لما يكون من فقدناه شخصا عزيزا علينا عرفناه جيدا وعملنا معه... لقد كنا مقرّبتين من بعضنا البعض، وأشهد للفقيدة أنها كانت فنانة متكاملة، وطيبة، ورصينة وهادئة، وتحب مساعدة الآخرين. لقد فقدت الجزائر إنسانة وفنانة كبيرة. نسأل الله أن يلهمنا وذويها الصبر على فقدانها. عبد الحميد رابية: «الفقيدة مرجعية للأجيال الصاعدة» من جهته أكد الفنان عبد الحميد رابية، على أسبقية الراحلة في العمل والنشاط الفنيين في الجزائر، وهي التي التحقت مباشرة بعد الاستقلال بالفرقة الفنية التي أشرف عليها مصطفى كاتب، رفقة علال المحبّ وسيساني، وغيرهم من كبار الفنانين الجزائريين. وأضاف رابية، أن فتيحة بربار علم من أعلام الثقافة الجزائرية، وهي التي في رصيدها أكثر من 70 عملا بين المسرح والتلفزيون والإذاعة، ما جعلها تعتبر مرجعية حقيقية للأجيال القادمة، وتبقى خالدة في الذاكرة الفنية... وخلص بالقول إن فقدان فتيحة بربار (بلّال) هو خسارة ثقافية بالنسبة للجزائر. عبد الباسط بن خليفة: «اتصلتُ بها منذ أيام من أجل دور سينمائي جديد» لم يكد الفنان عبد الباسط بن خليفة يصدق ما ورد من أنباء عن وفاة فتيحة بربار، خاصة وأنه اتصل بها منذ بضعة أيام ليعرض عليها دورا في فيلم رشيد بلحاج الجديد. يقول بن خليفة: «اتصلت بالسيدة فتيحة منذ حوالي 3 أيام، وكلمتها بخصوص دور في فيلم المخرج رشيد بلحاج الذي يحمل عنوان (نجوم الجزائر Les étoiles d'Alger)، وفرحت الفقيدة كثيرا بهذا الاقتراح وأبدت استعدادها للعمل، ولم تظهر عليها علامات التعب أو المرض، حتى أنها أكدت لي عودتها من باريس إلى أرض الوطن قبل نهاية الشهر الجاري، وإذا بالموت يحصد روحها...». ويضيف بن خليفة: «لقد قدمت المرحومة الكثير للدراما والمسرح الجزائريين، وقد سبق لي وأن اشتغلت رفقتها في العمل الدرامي «العودة» للأستاذ مرزاق بقطاش، والمخرج دحمان أوزيد... لا أنكر أنني مازلت متفاجئا بهذا الخبر، وأدعو الله أن يرزقها رحمة من عنده، وأن يلهم أهلها الصبر والسلوان».
