ربط رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، بين مكافحة الإرهاب والاتجار بالمخدرات، مؤكدا في الرسالة التي بعث بها بمناسبة عيدي الاستقلال والشباب « ....منظومة دفاعنا الوطني التي ما انفكت تواصل تحولها الاحترافي وتعزز قدراتها ووسائلها بما يتساوق ومقتضيات حفظ السلامة الترابية وحماية آلاف الكيلومترات من الحدود البرية في محيط إقليمي غير مستقر من جراء وجود بؤر للتوتر وآفتي الإرهاب والاتجار بالمخدرات». وجاء هذا الربط بين آفتين تتهددان الجزائر بعد ثبوت تحالف غير معلن بين بارونات المخدرات والجماعات الدموية التي تؤمّن الطرق للبارونات، مقابل الحصول على أموال طائلة تكون مصدرا لتمويلها بالمؤونة والسلاح. وقد نجح الجيش الوطني الشعبي في السنوات الماضية في توقيف عشرات المهربين وحجز مئات المركبات الرباعية الدفع التي يستعملها مهربو السلاح والمخدرات والتي كانت توجه للجماعات الدموية في الكثير من الأحيان وامتدت محاولات بعض بارونات التهريب لاستغلال مناجم الذهب بطريقة غير شرعية، حيث كشفت تقارير المؤسسة العسكرية عن حجز مئات من أجهزة الكشف عن معادن الذهب بتمنراست. ويخوض الجيش الوطني الشعبي حربا ضروسا على الحدود الغربية الجنوبية التي تمتد عبر المغرب وموريتانيا والنيجر وليبيا، ضد الجماعات الإرهابية وضد مافيا تهريب السلاح والمخدرات، وهي المهمة التي جعلت الرئيس بوتفليقة يعبر عن تقديره للجيش الوطني الشعبي قائلا « ....وفي هذا المقام يجدر أن أعرب عن تقديري لضباط الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني وصف ضباطه وجنوده ولجميع إطارات مصالح الأمن ومستخدميها. وترحم رئيس الجمهورية وباسم الأمة على أرواح شهداء الأمة في القوات المسلحة ومصالح الأمن مثلما جاء في الرسالة « فباسم الأمة أترحم بكل خشوع على أرواح شهداء الواجب الوطني من صفوف قواتنا المسلحة ومصالح الأمن الذين جادوا بأرواحهم في سبيل دحر الإرهاب الهمجي المقيت وحماية المواطنين وممتلكاتهم». كما وجه تحية خاصة للذين يواصلون مهامهم في الدفاع عن السيادة الوطني ومواصلة دحر الإرهاب الهمجي والتهديدات التي لازالت تحدق بالجزائر في صورة تؤكد التزامات المؤسسة العسكرية الدستورية ووحدتها وتلاحمها في أحلك الظروف، وحتى محاولات التشويش عليها والنيل من وحدتها باءت كلها بالفشل، فسمعة المؤسسة العسكرية التي يعترف لها الجميع بمكانتها ودورها الكبيرين في الحفاظ على ما نحن فيه اليوم من أمن واستقرار.