كانت جنوب إفريقيا أمس على موعد تاريخي بمناسبة الحدث العالمي الكبير والمميز الذي احتضنته، ذلك أن الإعلان عن انطلاق كأس العالم في أرض الأفارقة تم الإعلان عنه أمس، وكذلك لأن "البافانا بافانا" حظيوا بشرف تدشين المونديال بمواجهتهم للمنتخب المكسيكي في مباراة مثيرة وساخنة، وهو الأمر الذي انعكس جليا على يوميات سكان جنوب إفريقيا وبالأخص في "مارغات"، المنطقة التي يتواجد فيها غالبية الوفد الصحفي الذي يغطي أخبار الخضر المتواجدين بمدينة "سان لامير". "الفوفوزيلا" في كل مكان وتسمع من بعيد كنا نتأهب للخروج من الفندق الذي تقيم فيه الأسرة الإعلامية الجزائرية بجنوب إفريقيا للإلتحاق بمركز تدريب "أوغو" قبل وصول الخضر، لنتفاجأ بالأجواء الإفريقية السائدة في المنطقة، حيث تفاجأنا قبل التأهب للمغادرة بأبواق "الفوفوزيلا" التي كانت تنبعث من كل حدب وصوب وتسمع من مئات الأمتار، الأمر الذي جعلنا نتأكد بشكل كلي أنه حتى وإن كنا في منطقة بعيدة عن العاصمة، إلا أن سكان جنوب إفريقيا يعشقون كرة القدم ويقدسون منتخب بلادهم "البافانا بافانا"، إذ لا يمر عليك شخص إلا وتجد في يده ذات الآلة العجيبة التي تبعث صوتا يشبه صوت الفيلة، في طريقتهم الخاصة للتعبير عن تضامنهم مع لاعبيهم وتشجيعهم. الجميع ارتدى بذلة صفراء وناصر بحماس وقد وقفنا من خلال تواجدنا بعين المكان على التقاليد الخاصة بسكان هذا البلد الإفريقي، حيث لم تكن "الفوفوزيلا" الشيء المميز الوحيد في أنصار جنوب إفريقيا وإنما أيضا ارتدائهم لبذلة صفراء اللون خلال مناصرتهم لفريقهم، وهي البذلة المعروفة ل "البافانا بافانا"، ما أعطى الإنطباع أن كل "مارغات" المدينة التي نتواجد بها ارتدت حلة صفراء اللون طالما أن الكل كان بقميص "البافانا بافانا"، ويشجعون بحماس شديد وكلهم أمل في أن يتمكن أشبال المدرب البرازيلي باريرا من تحقيق أفضل النتائج في هذه التظاهرة العالمية الكبرى التي حظيت بلادهم بشرف تنظيمها. المحلات أغلقت ساعة قبل اللقاء والوجهة المقاهي والحانات ولم نكن نعرف طقوس سكان جنوب إفريقيا البلد الذي يبقى غريبا على الجزائريين، إلا أن تواجدنا بهذا البلد بمناسبة المونديال سمح لنا باكتشاف العديد من الأمور المفاجآت، لأن هذا البلد الجميل شبيه كثيرا بالجزائر، لكن مع أكثر تنظيم عل جميع الأصعدة، وهو ما تعكسه طريقة عيش السكان ونمط الحياة اليومية هناك، حيث أن المحلات هناك تغلق ساعة قبل انطلاق المباراة ويتنقل غالبية السكان إلى المقاهي والحانات التي يرتادونها من قبل، إذ يأخذون مكانا رفقة عائلاتهم ويحتسون الخمر، كما أنهم يقفون كلهم وقفة رجل واحد تحية للنشيد الوطني ولا يتوقفون عن الغناء والصراخ في أي لقطة طيلة مباريات منتخب بلادهم مثلما حدث أمس أمام المكسيك في اللقاء الإفتتاحي لكأس العالم. هدف تشابالالا فجر المنطقة والكل أخذ يرقص وقد قادنا الفضول لترقب كل حركة يقوم بها أهل هذا البلد أمس طيلة مباراة المنتخب جنوب الإفريقي أمام المكسيك، وهذا بعد إعجابنا بطريقة تشجيع سكان البلد المنظم، حيث مر الشوط الأول بسلام ورغم السيطرة الميكسيكية على المباراة، إلا أن صوت "الفوفوزيلا" بقي ينبعث دون انقطاع، وبحلول الشوط تغيرت المعطيات وكان منتخب بافانا بافانا أكثر سرعة ما سمح بأن يكون السباق لتسجيل أول هدف عن طيرق تشابالالا، الأمر الذي جعل مكان تواجدنا ينفجر فرحا، حيث قام الكل بالتعانق فيما بينهم وأخذوا يرقصون، وحتى إن تمكن المكسيك من تعديل النتيجة إلا أنهم واصلوا في الإحتفال بطريقة حضارية أعجبنا بها كثيرا ولم نكن نتوقع أن نجدها في هذا البلد.