كشف وكيل الجمهورية لدى محكمة سوق أهراس، مساء الخميس، أن قاضي التحقيق لدى نفس الجهة قد أمر بتحويل المتورط في تخريب أضرحة الشهداء بمقبرة بلدية الخضارة والتي مسّت 71 قبر شهيد، وتخريب الجدارية التي تحمل أسماء شهداء ومجاهدي المنطقة إلى مستشفى الأمراض العقلية بواد العثمانية بولاية ميلة، بعد ما أثبتت التحريات والتحقيقات أن المتهم يعاني من اضطرابات عقلية ومصاب بمرض انفصام الشخصية. وكان المتهم قد أقدم مساء الأحد الماضي، على تخريب مقبرة الشهداء، وتدنيسها قبل أن يكتشف سكان المنطقة الحادثة في صبيحة اليوم الموالي، أين استنفروا السلطات الأمنية والإدارية، حيث تنقل والي الولاية إلى المقبرة وأمر بضرورة مباشرة أشغال إعادة ترميم الأضرحة المتضررة في يومها، فيما أمر وكيل الجمهورية لدى محكمة سوق أهراس بفتح تحقيق معمق، أسفر عن تحديد هوية المتورط في هذه الجريمة من طرف رجال الدرك الوطني، ويتعلق الأمر بالمسمى “م.ع” البالغ من العمر 31 سنة، والذي تم توقيفه وتقديمه أمام العدالة. وشهدت بلدية الخضارة الجمعة، مسيرة شاركت فيها جميع فئات المجتمع ومن عدة مناطق بالولاية، وكشف المتظاهرون، أن هذه المسيرة لا علاقة لها لا بالسياسة ولا بالانتخابات وإنما للتنديد بما تعرضت له مقبرة الشهداء بالخضارة، وإعادة الاعتبار للشهداء الذين تم تخريب قبورهم، وتركت هذه الحادثة الأليمة أثرا بليغا في نفوس مواطني المنطقة وحتى المناطق المجاورة، وهذا لبشاعة الفعل الشنيع الذي تعرضت له مقبرة الشهداء واختيار شهر الثورة وتنفيذ هذا العمل الشنيع، كما كشف بعض المشاركين في المسيرة التي انطلقت من أمام مقر البلدية وصولا إلى مقبرة الشهداء، أن مثل هذه الأحداث تزيد من عزيمة وتماسك الجزائريين والتفافهم حول وطنهم، قبل أن يختم المتظاهرون مسيرتهم بالترحم على أرواح الشهداء وقراءة الفاتحة في مشهد مهيب.
