رئيس الجمهورية يبرز أهم مكاسب الاقتصاد الوطني ويجدد تمسكه بالطابع الاجتماعي للدولة    تنفيذا لتعليمات رئيس الجمهورية, وصول أطفال فلسطينيين جرحى إلى الجزائر    شهداء ومصابون في قصف للاحتلال الصهيوني استهدف منزلا برفح    موريتانيا: افتتاح الطبعة السادسة لمعرض المنتجات الجزائرية بنواكشوط    مطار بوفاريك: إجلاء أطفال فلسطينيين جرحى من القاهرة    تيارت..هلاك ثلاثة أشخاص وإصابة ثلاثة آخرين في حادث مرور    "الحق من ربك فلا تكن من الممترين"    «إن الحلال بيِّن وإن الحرام بيِّن…»    إذا بلغت الآجال منتهاها فإما إلى جنة وإما إلى نار    أكثر من مليون ونصف مترشح لامتحاني شهادة البكالوريا وشهادة التعليم المتوسط دورة يونيو 2024    لعقاب يدعو إلى تعزيز الإعلام الثقافي ويكشف: نحو تنظيم دورات تكوينية لصحفيي الأقسام الثقافية    "تحيا فلسطينا": كتاب جديد للتضامن مع الشعب الفلسطيني    سليمان حاشي : ابراز الجهود المبذولة لتسجيل عناصر ثقافية في قائمة الموروث الثقافي غير المادي باليونسكو    هجرة غير نظامية: مراد يشارك بروما في اجتماع رفيع المستوى يضم الجزائر، إيطاليا، تونس وليبيا    لعقاب : الانتهاء من إعداد النصوص التطبيقية المنظمة لقطاع الاتصال    الجزائر تؤكد من نيويورك أن الوقت قد حان لرفع الظلم التاريخي المسلط على الشعب الفلسطيني    مجمع الحليب "جيبلي": توقيع اتفاقية اطار مع وكالة "عدل"    اجتماع الحكومة: الاستماع الى عرض حول إعادة تثمين معاشات ومنح التقاعد    دراجات/الجائزة الكبرى لمدينة وهران 2024: الدراج أيوب صحيري يفوز بالمرحلة الأولى    الفنانة حسنة البشارية أيقونة موسيقى الديوان    قسنطينة..صالون دولي للسيارات والابتكار من 23 إلى 26 مايو    وفاة 8 أشخاص تسمما بغاز أحادي أكسيد الكربون خلال شهر أبريل الماضي    وزير الصحة يشرف على افتتاح يوم علمي حول "تاريخ الطب الشرعي الجزائري"    التوقيع على برنامج عمل مشترك لسنة 2024-2025 بين وزارة الصحة والمنظمة العالمية للصحة    استئناف حجز التذاكر للحجاج المسافرين مع الديوان الوطني للحج والعمرة يوم الأربعاء بالنسبة لمطار الجزائر    السيد عطاف يجري بكوبنهاغن لقاءات ثنائية مع عدد من نظرائه    اليوم العالمي لحرية الصحافة: المشهد الإعلامي الوطني يواكب مسار بناء الجزائر الجديدة    حوادث المرور: وفاة 62 شخصا وإصابة 251 آخرين خلال أسبوع    معرض الجزائر الدولي ال55: نحو 300 مؤسسة سجلت عبر المنصة الرقمية الى غاية اليوم    رالي اكتشاف الجزائر- 2024 : مشاركة 35 سائقا اجنبيا وعدد معتبر من الجزائريين    منظمة العمل العربية: العدوان الصهيوني دمر ما بناه عمال غزة على مر السنين    في انتظار التألق مع سيدات الخضر في الكان: بوساحة أفضل لاعبة بالدوري السعودي الممتاز    تدعيم الولايات الجديدة بكل الإمكانيات    القابض على دينه وقت الفتن كالقابض على الجمر    بخصوص شكوى الفاف    رئيس الجمهورية يحظى بلقب "النقابي الأول"    بداية موفّقة للعناصر الوطنية    اجتياح رفح سيكون مأساة تفوق الوصف    العلاقات بين البلدين جيدة ونأمل في تطوير السياحة الدينية مع الجزائر    انبهار بجمال قسنطينة ورغبة في تطوير المبادلات    إطلاق أول عملية لاستزراع السمك هذا الأسبوع    الجزائر في القلب ومشاركتنا لإبراز الموروث الثقافي الفلسطيني    روما يخطط لبيع عوار للإفلات من عقوبات "اليويفا"    البطولة الإفريقية موعد لقطع تأشيرات جديدة لأولمبياد باريس    بولبينة يثني على السعي لاسترجاع تراثنا المادي المنهوب    دعم الإبداع السينمائي والتحفيز على التكوين    تتويج إسباني فلسطيني وإيطالي في الدورة الرابعة    دعوة للتبرع بملابس سليمة وصالحة للاستعمال    263 مليون دينار لدعم القطاع بالولاية    تكوين 500 حامل مشروع بيئي في 2024    حملة وطنية للوقاية من أخطار موسم الاصطياف    الجزائريون يواصلون مقاطعة المنتجات الممولة للكيان الصهيوني    أوغندا تُجري تجارب على ملعبها قبل استضافة "الخضر"    استئناف حجز التذاكر للحجاج المسافرين مع الديوان الوطني للحج والعمرة اليوم الأربعاء بالنسبة لمطار الجزائر    خنشلة: الوالي محيوت يشرف على إحياء اليوم العالمي للشغل    سايحي يكشف عن بلوغ مجال رقمنة القطاع الصحي نسبة 90 بالمائة    الجزائر تتحول إلى مصدّر للأنسولين    ذِكر الله له فوائد ومنافع عظيمة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"داعش" استنساخ للقاعدة ...والرابح الأول إسرائيل
أكادميون وخبراء أمنيون ودعاة في ندوة "الشروق" حول التطرف:
نشر في الشروق اليومي يوم 27 - 09 - 2014

شكلت التطورات الأخيرة على الساحة الوطنية والعربية والمتمثلة في ظهور تنظيم مسلح بالجزائر يدين بالولاء لتنظيم داعش في العراق وسوريا موضوع ندوة "الشروق"، التي استضافت عددا من الأكاديميين والخبراء في المجالين الأمني والعسكري والدعاة العاملين في الميدان.
وقد أجمع الجميع على خطورة ظاهرة التطرف الديني التي نتج عنها وحش كاسر هو تنظيم داعش، إلا أنهم اختلفوا في تحليل أسباب الظاهرة ومن يقف وراءها وطرق التصدي لها، ففيما اعتبر المحلل السياسي أرزقي فراد أن سبب ظاهرة التطرف في العالم العربي هو الاستبداد، تبنى كل من الخبيرين محمد خلفاوي ورمضان حملات نظرية المؤامرة مؤكدين أن القوى الغربية استهدفت كل الدول التي شاركت في الحرب ضد إسرائيل في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، ولم تخرج حادثة مقتل الرهينة الفرنسي غوردال عن نطاق المؤامرة، حيث أجمع المشاركون في الندوة على أن الظرف الذي زار فيه الجزائر والطريقة التي تنقل بها إلى منطقة القبائل كلها معطيات تثير الشكوك عن الجهات التي تقف وراء هذا العمل الرامي إلى جر الجزائر إلى التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام. وفي نفس السياق صبت تدخلات كل من الشيخ جلول حجيمي نقيب الأئمة والدكتور عروس الزبير والدكتور سليم قلالة، هذا الأخير أعطى صورة أكثر وضوحا عن الدور الذي يقوم به الإرهاب في استدعلاء التدخل الأجنبي في المنطقة العربية وهو دور يقول سليم قلالة سيستمر إلى سنة 2030.

العقيد خلفاوي يتبنى نظرية المؤامرة ويشكك في حادثة مقتل غوردال
داعش استنساخ لتنظيم القاعدة... والرابح الوحيد هو إسرائيل
يجزم الضابط السامي المتقاعد بمديرية الأمن والاستعلامات، محمد خلفاوي، أن داعش ما هو سوى استنساخ لتنظيم القاعدة، بعد تأدية التنظيم الأول المأمورية التي أنشئ من أجلها، على أن يواصل التنظيم الجديد مهمات أخرى. ويؤكد خلفاوي أن المستفيد الأول والوحيد من كل هذا هو إسرائيل نتيجة لضرب دول عربية معينة كانت تهدد المصالح الإسرائيلية.
قدم صاحب كتاب "الاستعلامات.. رهان حرب صامتة"، في مداخلته خلال ندوة نقاش بجريدة "الشروق" حول "التطرف الديني، وارتدادات مقتل الرعية الفرنسي هيرفي غوردال"، جملة من التساؤلات حول الحادث المبهم، ويقول: "لقد تم إيصال الضحية إلى جرجرة بإخفاء الأمر عن مصالح الأمن، كما أن الحجز في النزل الخاص به تم باسم آخر"، ولو حدث هذا، كان لمصالح الأمن أن تضع إجراءات احترازية حمائية للرعية الفرنسي. ويعتقد المعني أن شكوكا كبيرة تحوم حول القضية، ونبه أن كلامه لا يعني "تبرئة" لمصالح الأمن.
وإسقاطا على تسارع الأحداث بإعلان فصيل إرهابي الولاء لداعش، يقدم محمد خلفاوي القراءة التالية: "ما نشهده شبيه بما حدث مع الجماعة السلفية للدعوة والقتال، فهذه الأخيرة أنهكت بضربات الأمن التي كانت قوية وقوية للغاية، وبعدها أعلنت انضمامها إلى تنظيم القاعدة، وفي الفترة الأخيرة نشاهد عمليات لمصالح الأمن ضد الجماعات الإرهابية، ومع هذا الوضع تم الإعلان عن انتساب فصيل منشق عن القاعدة إلى داعش، وبعد 48 ساعة جيء لهم بالضحية وتم قتله في عملية إشهارية لهدف الخروج من العزلة".
وتحمل الأفكار التي طرحها العقيد السابق محمد خلفاوي، نظرية "المؤامرة" إزاء العمليات التي نفذتها القاعدة وبعدها الكيان المستنسخ منها داعش، وأشار إلى أن التنظيمين الإرهابيين أديا إلى زرع الشك بين الأمة الإسلامية، وضرب دول إسلامية وتقسيم دول أخرى كما هو الحال مع السودان، واحتلال العراق، وبالمحصلة استهداف الدول العربية التي من شأن قوتها أن تهدد المصالح الإسرائيلية.
وفي رده على سؤال يتعلق بتفسير تنفيذ تنظيم جند الخلافة المرتبط بداعش أول عملية في الشمال، رغم التحذير الصادر عن اجتماع مجلس الأمن- انعقد الأسبوع الماضي وترأسه بوتفليقة- بمخاطر الوضع على الحدود الجزائرية الجنوبية والشرقية، يقول محمد خلفاوي: "التحذير يشمل كافة التراب الوطني، لكن النقطة التي تثير التخوف هي الوضع بليبيا وهو ما عبر عنه المجلس الأعلى للأمن... الحفاظ على ليبيا هو الحفاظ على الجزائر، لأن الجزائر من دون ليبيا ستكون يتيمة"، وسجل المعني أن تنفيذ الجماعات الإرهابية على اختلاف مسمياتها عمليات ضد الجزائر لا يختلف في شيء لأنها في الأخير تنظيمات إرهابية، لكنه أشار إلى جماعة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا والتي نفذت غالبية عملياتها ضد الجزائر- اختطاف الدبلوماسيين الجزائريين في غاو واستهداف مقرين للدرك في ورڤلة وتمنراست- ويؤكد أن كل المؤشرات تفيد أنها مسيرة من طرف المملكة المغربية.

أرزقي فراد يحمل السلطة المسؤولية ويحذر
يجب تفادي تضخيم جريمة الاغتيال
حذر الباحث أرزقي فراد من مغبة "التضخيم" الإعلامي والسياسي لما حدث للرعية الفرنسي المغتال، بيار هيرفي غوردال، وعبّر عن توجّسه من اختيار منطقة القبائل لارتكاب هذه الحادثة الشنيعة، ومن احتمالات توظيفها ضد الجزائر.
وقال فراد في منتدى "الشروق" حول "التطرف الديني وتداعيات مقتل الرعية الفرنسي": "علينا جميعا أن نتحلى باليقظة والحذر، وذلك بعدم ترويج مصطلحات هؤلاء المجرمين، الذين يدعون وصلا بالإسلام وهو منهم براء ومما يعملون، كمصطلحي الدولة الإسلامية وجند الخلافة، وعلينا أن نحرص على تسميتهم باسمهم الحقيقي، وهو الإرهاب الأعمى المعبر تعبيرا وافيا عن طبيعة هؤلاء الذين قرروا التنازل عن بشريتهم".
واعتبر النائب السابق اغتيال الرعية الفرنسي في منطقة القبائل "بمثابة دق إسفين في الجدار الوطني"، وأوضح: "هناك جزء هام من الرأي العام في منطقة القبائل يتهم الدولة بالتخلي عن حماية المواطنين، ليس من الإرهاب فقط، وإنما من اللصوصية، التي كشرت عن أنيابها في هذه المنطقة دون غيرها من مناطق القطر، أدت إلى هروب جماعي لرجال الأعمال"، في إشارة إلى عمليات الاختطاف الكثيرة، التي طالت العديد من أثرياء المنطقة بحثا عن الفدية.
وحمل عضو هيئة المتابعة والتشاور من أجل الانتقال الديمقراطي، الدولة مسؤولية توفير الأمن والاستقرار لمواطنيها، وهو "عين وجودها" كما قال فراد، الذي رفض التخفي وراء ما سماه "شماعة الإرهاب الدولي".
وتابع القيادي السابق في حزب جبهة القوى الاشتراكية متسائلا: "لماذا اختفى الإرهاب في معظم مناطق الوطن، وبقي فاعلا ناشطا في منطقة القبائل؟ لماذا تركت السلطات المحلية تتخبط في مستنقع مشاكل الإرهاب واضطراب حبل الأمن بمفردها؟ لماذا لم تحرك السلطة المركزية ساكنا أمام ظاهرة اغتيال المواطنين ورجال الأعمال والجنود في منطقة القبائل؟ في حين تنقّل كبار ضباط الجيش بسرعة إلى جبال جرجرة بمجرد اغتيال رعية فرنسي"؟
وتحدث ضيف المنتدى عما وصفه ب "سياسة التراخي التي تنتهجها السلطة المركزية إزاء الإرهاب واللصوصية في منطقة القبائل، توحي بأنها تكتفي بتسيير الإرهاب ولا تريد القضاء عليه"، وهو معطى لا يصب، كما قال فراد، إلا في مصلحة "التيار السياسي الانفصالي الضعيف حاليا"، الذي سيعمل برأي المتحدث، من أجل توظيف اغتيال الرعية الفرنسي لصالح خطابه الراديكالي لحماية ما يسميه دعاة الانفصال "الشعب القبائلي".
وتوقع أن تكون هناك أبعاد لهذا الاغتيال على سمعة البلاد: "من دون شك، ستكون هناك تداعيات وخيمة على مصداقية الدولة وعلى سياحتها واقتصادها بصفة عامة"، مستدلا على قراءته هذه، بالتحذيرات التي وجهتها دول مثل إيطاليا وفرنسا وإسبانيا، إلى رعاياها بعدم التوجه إلى الجزائر، التي باتت فجأة ضمن المناطق التي اهتز فيها الأمن والاستقرار، يقول فراد.

الزبير عروس يدعو لقراءة متأنية للظاهرة ويؤكد
التنظيمات العنيفة طوّرت من ممارساتها الإجرامية
قال أستاذ علم الاجتماع بجامعة الجزائر، الزبير عروس، إن "التنظيمات العنيفة طورت من أساليب عملها، وهو ما يتطلب إعادة قراءتها من جديد، بما يراعي التطور النوعي الذي يطبع استراتيجية عملها".
وأوضح مدير "مخبر الدين والسياسة" في المنتدى أن الجماعات المتطرفة أصبحت "تتبنى خطا إيديولوجيا مختلفا تماما، وفق خطة مدروسة، وهو ما يتطلب إعادة بناء تحاليلنا بشأنها انطلاقا من الخلفية الدينية لهذه الجماعات"، التي يربطها قاسم مشترك واحد هو "قمة التوحش".
وتحدث أستاذ علم الاجتماع عن إمكانية عودة الإرهاب للجزائر إذا لم تتم محاضرة الظاهرة من كافة جوانبها، وأشار بهذا الخصوص إلى أولئك الذين يقاتلون إلى جانب "تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام"، المعروفة اختصارا ب "داعش"، بحيث لم يستبعد عودتهم إذا ضيّق عليهم الخناق حيث يقاتلون، مستشهدا بنشاط الأفغان العرب بعد عودتهم في الثمانينيات إلى بلدانهم.
وبرأي الزبير عروس، فإن العنصر الذي أضيف لعمل الجماعات المتطرفة، هو أنها باتت وسيلة لتفتيت الأوطان، وضرب لإمكانيات في الشعوب في النهوض، وقال: "بعض الأنظمة أصبحت تستنفر لضرب أوطانها، وسوريا تحطم تحت عنوان محاربة داعش. نحن أمام وضع جديد وخطير يتعين التعاطي معه بجدية".

جلول حجيمي يعتبر الجريمة سياسية ويؤكد
إعدام الرهينة مسرحية مفبركة والإخراج أمريكي فرنسي
قال جلول حجيمي نقيب الأئمة "الدفاع عن الإسلام ليس الهدف منه تبرئته ولكن الهدف منه نفض الغبار عن بعض النقاط الغامضة وتنوير الناس بنصوص الشريعة والسنة ".
واعتبر ما يحدث "مسرحية مفبركة والإخراج أمريكي فرنسي.. السيناريو غريب فعلا ولا علاقة له بالسيناريوهات المتعارف عليها، فالرعية خطف وقتل بسرعة وتعودنا على أن العملية تدوم لأشهر وبالتالي فانا ارجح ان الأمر سياسي وليس امنيا".
وأضاف "فرنسا الآن في مأزق حقيقي لأنها دعمتهم بالسلاح واليوم تحارب هذه الجماعات.. الوضع خطير وداعش وغيرها صناعات أمريكية لضرب وتشتيت الأمة الإسلامية علينا أن نتعاون ضد الفكر التكفيري وألا نبقى مسرحا لما يحدث في العالم.علينا التكتل والتكاتف حتى لا تعود الجزائر إلى الأزمة الدموية التي عشناها بمرارتها وبشاعتها".

سليم قلالة يؤكد ان "داعش" صناعة المخابر الغربية ويصرح
الجزائر واعية دولة وشعبا ولن يجرنا احد إلى اللعبة الدولية "الغامضة"
حذر الأستاذ بمعهد العلوم السياسية والعلاقات الدولية سليم قلالة من أن تتورط الجزائر دولة وشعبا في ما اعتبره "لعبة دولية غامضة" وأكد في ندوة الشروق أن ما يعيشه العالم اليوم هو مرحلة جديدة خطط لها الغرب وان "داعش" وغيرها من التنظيمات الإرهابية هي صناعة "المخابر الغربية". واعتبر الجريمة الأخيرة محاولة لدفع الجزائر إلى "الحرب العالمية"الدائرة.
يقول قلالة "نحن في مرحلة "صناعة الإرهاب" واستخدامه كأداة لمواجهة الآخر. الغرب انتقل من مرحلة استعمال القوة عن طريق الاستعمار إلى مرحلة صناعة الإرهاب كوسيلة للصراع. وهذا ليس كلامي وإنما وجدته في دراسات استشرافية غربية تهتم بأدوات الصراع في هذا القرن".
وأكد قلالة في نفس السياق انه ومن خلال بحوثه العلمية وبالضبط خلال مرحلة إعداده لرسالة الدكتوراه سنة 1992 عن موقف المنظور الإسلامي من أدبيات الحركات الإسلامية وقف على حقيقة مهمة وهي أن الأدبيات التي تصنع فكر التكفير لا إمضاء لها "أدبيات داعش مثلا تتضمن منهجا تحليليا وجدليا لا علاقة له بالعقل العربي وبالتالي فإن مخابر أجنبية هي من تتبنى هذه المهمة منذ سنوات واشتغلت عليها. وأضيف هنا ما عايشته خلال دراسة ميدانية قادتني إلى دير "دوميناكان" بالقاهرة، وهناك وجدت باحثين أجانب يشتغلون على تراث المسلمين".
وشدد قلالة على أهمية وضع الجريمة الأخيرة التي نفذت في الرعية الفرنسي هيرفي دورغال ضمن السياق الدولي "وقعت الجريمة الشنعاء خلال مرحلة الإعداد للتدخل لضرب داعش من خلال تحالف دولي .والجميع يعرف الضغط الذي يمارسه هذه التحالف على كل الدول للقيام بدور فيه. وتجربة العراق أظهرت أن الدول الكبرى هي القائد الفعلي للتحالف وإقحام الدول الأخرى هو مجرد تغطية دولية".
ويضيف موضحا للمعطيات الدولية والإقليمية المحيطة بالجزائر "للجزائر وزن وثقل في محاربة الإرهاب على الصعيدين الدولي والإقليمي وهناك محاولات جادة لدفع الجزائر خارج الإقليم للتأثير عليها دولة وشعبا. أي دفع الموقف الرسمي المعروف بعدم تدخل الجزائر في شؤون الدول وإقناع الرأي العام بأهمية التغيير في هذه المواقف والثوابت".
كما عبر عن ارتياحه بعد متابعته لردود الأفعال في الجزائر "لاحظت وعيا كبيرا لدى الجزائريين بالممارسات التي تتم تحت غطاء الإرهاب. الرأي العام الجزائري واع واستخلص الدروس من الأزمة وهي الإجابة الشافية والكافية لمن أراد استعمال هذه العملية في دفع وجر الجزائر إلى لعبة دولية - كما قلت - غامضة.ولا يجب إهمال الحرب الإعلامية الدائرة منذ فترة لتحضير الشعوب نفسيا لهذه اللعبة والحمد لله من محاسن السياسة الإعلامية في الجزائر أننا محصنون".

عبد الرحمن سعيدي يعتبرها "فرقعة إعلامية"
"داعش" نسخة من "الجيا" والخوف من العائدين من سوريا
أشار رئيس منتدى "الوسطية والاعتدال" عبد الرحمن سعيدي إلى التوظيف الوطني والدولي لاغتيال الرهينة الفرنسي في إطار تصفية حسابات سياسية أو في إطار إثارة المخاوف "ما حدث عقب الجريمة الأخيرة ضد الرهينة الفرنسي شبيه بما حدث أو بما روج من أقاويل في فترة العشرية من قبيل من يقتل من؟ ولماذا يستهدف الإرهاب الأحياء الشعبية ولا يضرب الحياء الراقية وغيرها من الأمور التي كانت تهدف لتفكيك الجدار الوطني".
كما أشار في معرض حديثه عن "التطرف" إلى سياسة الغرب المعتمدة في الجزائر منذ سنوات "الغرب عودنا على الضغط والابتزاز بنصائح لرعاياه أو بالتقارير حول الوضع الديني والثقافي وغيرها من الطرق المكشوفة".
ويربط بين هذه الضغوطات الدولية على الجزائر وبين المستغلين للظرف لتحقيق "أجندة وطنية" قائلا "الراديكالي على اختلاف توجهاته هو شخصية ضعيفة وضيقة الأفق ولا تحمل قضية .. القاعدة هي جماعة ضحية عملها المسلح ، هي خليط من أفكار تؤمن كلها بالجهاد العلمي، "أنصار الشريعة" هم جيل ما بعد القاعدة غيرت منهجها وجاءت بفكرة تأسيس دولة".
واكد أن ممارسة داعش بالنسبة للضمير الجمعي الجزائري هي نفس ممارسات الجيا وبالتالي فالصورة واضحة والباقي فرقعة إعلامية.. كما حذر من عودة الجزائريين المنخرطين في صفوف داعش وكذلك عودة التونسيين والمغاربة والليبيين.

حملات يدعو الرئاسة الى تعديل خطابها السياسي والإقرار بوجود فلول الإرهاب
"مع وجود تنظيم ب 70 ألف عنصر فالخطر واصل الجزائر"
ساق العقيد المتقاعد رمضان حملات خطابا "تخويفا" عن حديثه على"تغول" و"تمدد" تنظيم داعش، ويقول أن الجزائر ليست بعيدة عن الخطر الذي يشكله هذا التنظيم الإرهابي الجديد.
وقال العسكري السابق رمضان حملات في ندوة نقاش "التطرف الديني، وارتدادات مقتل الرعية الفرنسي هيرفي غوردال"، إن ظاهرة داعش الحديثة لا يجب الاستخفاف بها، ويرتكز في موقفه بناءا على معطيات يقول أنها واقعية وملموسة، ومن ذلك قدرة التنظيم على احتلال مساحات شاسعة في سوريا والعراق، وقدر أن احتلال تلك المساحات يتطلب تسخير بين 50 و70 ألف عنصر بالتنظيم، وهو اكبر خطر تشكله، زيادة على تمتعها بترسانة عسكرية مماثلة لما للجيوش النظامية.
ولا ينفي حملات وجود "خطر كبير" من هذا التنظيم على الجزائر، أوله أن الجزائر ليست بعيدة جغرافيا عن العراق وسوريا وهي المناطق التقليدية للتنظيم، زيادة على عدد المغاربة في التنظيم، ويشدد على ضرورة تقوية العمل لاستخباراتي لمواجهة الجزائريين في التنظيم، مثلما حدث نهاية الثمانينيات بعودة"الأفغان العرب" بعد انتهاء الحرب الأفغانية السوفياتية، ونبه ضيف الشروق الى ضرورة تعديل الخطاب السياسي الجزائري خاصة في أعلى هرم السلطة - أشار إلى رئاسة الجمهورية- والذي غاب فيه كلمة إرهاب، ويؤكد حملات على ضرورة اعتراف السلطات الرسمية بوجود فلول إرهاب خاصة في الشمال، ثم التعبئة الشعبية مثلما حدث في فترة الرئيس السابق اليامين زروال.
وبالعودة إلى حادثة مقتل الرعية الفرنسي هيرفي غوردال، يقدم عدة معطيات لإسراع جند الخلافة تنفيذ جريمتا، و هي" عربون لتنظيم داعش الأم، والتخوف من تعبئة شعبية في المنقطة كما جرى في حالات اختطاف سابقة، وقدرة الجيش على تعقب الجناة دون فقدان الأمل في ذلك".

المفكر صالح عوض:
التطرف صناعة غربية لضرب الدول المعادية لإسرائيل
أكد المفكر صالح عوض، أن ظاهرة التطرف هي صناعة غربية، الهدف منها تفكيك الدول العربية، خصوصا تلك التي كانت محسوبة على محور الممانعة، وضرب لذلك مثلا بما حدث في العراق وسوريا والسودان وليبيا، وقال إن الجزائر مستهدفة باعتبارها البلد الوحيد الذي لا زال قويا ومتماسكا من بين الدول التي شاركت في الحروب ضد إسرائيل، وعليه نبّه إلى ضرورة اليقظة في التعامل مع هذه الظاهرة الغريبة على الإسلام، وعبّر عن تفاؤله بخصوص الوعي العام في الجزائر بمثل هذه المخاطر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.